عن أصل الرواية على قناة الغد.. “تعال أما حكيلك” عن إعلامِ عربي عزيز

كتبت: حنان فضل الله

لا يمكن أن يمرّ برنامج “أصل الرواية” على قناة الغد من دون أن يترك الأثر الكبير في وجدانك الوطني والثقافي والإنساني.

من أسلوب مقدّمه الصحافي والكاتب الكبير مؤمن المحمّدي، بلباسه المصري “البلدي” الأصيل في بساطة الطرح، ولغة سرد هي السهل الممتنع بذاته، في النبرة، تعابير الوجه والصوت.. نعم الصوت وتعابيره وفي التقطيع الإخراجي الذكي والرشيق.

في توقيت بثه حيث عز التغوّل الصهيوني على غزة فلسطين، والتآمر الدولي على “الرواية” الحكاية، بعد زرع بذور خرافة أنبتت كياناً سرطانياً لا علاج كما يبدو له سوى “الكيّ” المستأصِل.

و”تعالَ أما حكيلك” عن دفء المكان، تًرابيّته الوِنْسَة، وعن الديكور والنور والظل والحميمية الطاغية التي لا تفارقك بعد انتهاء الحلقة.. 

وعن الـ”جلابية” المصرية بخميرة أصالتها.. 

وعن دقة السردية التوثيقية التي تعود إلى أصل الرواية، من خلال أرشيف غنيّ للغاية، والغاية هي توصيح الصورة وتشذيب المعلومة من أي “لوثةِ أسْرَلَة”.. إلى ما قبل الهولوكوست المضخّم المزعوم، وما قبل قبل الحرب العالمية الأولى وما قبل قبل قبل مؤتمري بازل وهرتزل و”الذي منّو”.. إلى نقطة البداية في نيّة إنشاء الوطن بلا أرض لشعب بلا وطن.. تصحيح للتخريف المعشّش في عقول المتلقي قبل الملقّن مروراً بكل الاتفاقيات تحت الطاولة وعليها وفي أدراجها.. وصولاً إلى يوم السابع من أكتوبر..

البرنامج كما مقدّمه مكسب لكن من يريد حقاُ معرفة أصل الرواية، تماماصً عند ما يقول “الرواي” الكبير مؤمن المحمدي: الضحايا لا ينتهوون في بلد اسمه فلسطين.

لا بدّ هنا من تقديم كل التقدير لقناة الغد، التي حتى اللحظة تبدو الأكثر أمانة في تغطية ما يحدث على الأرض، أقله من خلال المصطلخات التي تصرّ على اعتمادها في العامل مع التغطية المستمرة.

كذلك في البرامج الهادفة (حبر عتيق- ضمير المتكلّم) التي تضيء على جوانب تناساها متعمّداً أو عن غباء مفتعل أو أصيل معظم الإعلام العربي..

صحيح أن عرض البرنامج انتهى.. إلا أنه يمكن الاستفادة من مشاهدته على يوتيوب لمزيد من وعي القضية وأبعادها.

التعليقات