احذروا هؤلاء الفنانين.. إنهم خطرٌ حقيقي على جيل بأكمله

كتبت: حنان فضل الله

متى تقع الحرب الكبرى، ونحن على أعتابها، ونسمع قرع طبولها بوضوح؟

هل تتوسع لتطال جغرافيا أكبر تنوّعاً؟

هل يمكن لأطفال غزa، كل غزa، من الاستمرار على قيد الحياة وهم يتضوّرون جوعاً ويرتجفون برداً ورعباً وترقّباً؟ أهل الجنوب اللبناني.. هل يشعر باقي اللبنانيين بمعاناتهم اليومية منذ الثامن من أكتوبر اليوم الذي تَبِع الطوفان الكبير؟

في الوقت الذي تُطرح هذه الأسئلة، وما يشبهها، مع غصة عالقة.. هناك من يعيش حياته منفصلاً عمّا يجري.. من يمارس “حقه” بالفرفشة إلى أبعد حدود.. و”زبدة” هؤلاء، مشاهير-من إياهن وإياهم- صاروا طبقة اجتماعية فنية إعلامية على سياسية قائمة بذاتها، يصحّ على أعضائها وصف انفصالها عن الواقع فعلاً.. مثلاً:

في الوقت الذي حملت النجمة الأميركية عقدها السابع، وصالت وجالت في أكثر من موقع مؤثر في القرار الأميركي بالذات: الكونغرس والشارع، حاملة قضية أهل غزa، بالعنوان الإنساني ثانياً وبعنوان الحق ضد مشروع الباطل أولاً.. في ذلك الوقت، كانت “ننوسة” (المغنية الشهيرة نانسي عجرم)، تلبي رغبة معجبتين إسراـِليتين (في ليماسول القبرصية) في أن تتصورا معها، أو تصافح ناشطاً إسراـِلياً، طبعاً طبعاً، سيخرج من الفانزات ومن غير الفانزات من يبرّر ويقول إنها لم تعرف من هما ومن هو، وربما قد يصرخ آخر بعصبية: هل تطلب بطاقة هوبة كل معجب؟ حتى أن آخر قد يتشدّق بأنها هي الأخرى- بعد مريومة (ميرام فارس) قد أصبحت انترناشُنال.. عالمية)!!

على سيرة مريومة، بعد استعراضها للمقدمة والمؤخرة، جاء دور السحبات، مع “السكربينة القبيحة” في عيد العشاق، عيدية على قدّ المقام!!

خلاصة هذا القول..

في كل مرة يخيّب هؤلاء “النجوم” الآمال أكثر فأكثر.. هم ومن يدافع عنهم.. وهل نتوقّع أفضل من ذلك ممن يعتبرون مَن لا يقولون إلا الحق جماعةَ “الرجعية والتخلّف”، وأن “المبروعين” بفن الـ “هشّك بشّك” هم وحدهم أهل الحياة وعشاقها وإن كانت حياة بلا شرف ولا موقف ولا ثبات على مبدأ ولا كرامة وطنية؟!

وبالعودة إلى “في الوقت”..

وفي الوقث الذي دعا فيه الممثل الأميركي مارك رافالو إلى وقف لإطلاق النار و”لاحظ” المجاعة الحاصلة.. وخاطب رئيس بلاده جو بايدن وباقي مسؤولي العالم بالسعي إلى إيجاد حلّ.. كان قيادي في تيار بارز (التيار بارز لكن القيادي المحسوب عليه ليته يبقى على “البلاستيك سيرجوري” ويترك الاستراتيجيات جانياً) يناقش في فكرة مساندة الحزب لغزa..

ما بعد “مناخير” الدكتور القيادي لم يساعده في رؤية الأمور أبعد من كلام شعبوي يزيدُ طينَ انقسام البلد بِلّة..

لا يعرف الدكتور المتكلّم شيئاً عن نوايا توسّعية، وأهداف يعلن عنها “قادة” العدو من دون مواربة!! معالي الدكتور القيادي “يظنّ”.. وأغلب الظن إثم.. أن التاريخ بدأ في السابع من تشرين الأول 2023..

على فكرة ثانية..

إن التعاطف مع ما يجري “هناك”، يعني في ما يعني، بالإضافة إلى الشعور الإنساني المجروح والذي لا يزال ينزّ منذ سبعة عقود وأكثر:

1- التنبّه إلى أن المرحلة الأصعب قد تتوسّع..

2- إن المخطّط أوسع بكثير.. خرائط جديدة.. تغيير ديموغرافي، في خدمة أحادية الكيان.

3- أن شحنات الأسلحة التي تُرسل إلى “المحتلّ المختلّ” ما هي إلاّ لتفريغ المخازن والبدء باستعمال أخرى، أشدُّ فتكاً وإيذاءً.. من غير التقليدية، إلى الفيروسية، إلى التكنولوجية، مروراً طبعاً بالسلاح الأمضى: الميديا والنيو ميديا وغسالات الأدمغة الشغالة من سنوات، على سُرعات مختلفة ومع مساحيق متنوّعة.

4- التركيز على كيّ الوعي جيداً جداً وكثيراً من خلال فرفشة مستدامة وإعلام موجّه، أرخص ما فيه أن “نجومه” سعرهم شقق، سيارات، سهرات، ساعات مجوهرات وعطور فاخرة!!

5- أن يتجوّل “الجمهور” إلى متعصّب أهبل لسياسي، مذيعة تلفزيونية، مغنية، مغني, يجنّ إن طاله (ها) نقد أو ملحوظة.. تلك “لهوة” تشغل رأياً عاماً لا مانع عنه أن يكون بغلاً ويبقى كذلك، طالما “نجمه المفضل يفرفش وبخير!!

على فكرة ثالثة تخصّ السيدة ساراندون عبر صفحتها على منصة X تعرّف عن نفسها بأنها: Mother | Activist | Actress أم- ناشطة- ممثلة.. تشارك تنشر وتعيد نشر ما يتعلّق بالتضامن مع غزa.. وحسب مجلة “نيوزويك” تمّ إلغاء وكالة (UTA) -الموكلة إدارة أعمالها- للعقد معها والقائم منذ العام 2014.. ما المقصود؟ المقصود أنها لم تحسب حساب “الرزقة” وتوقفها إن ساندت وأيدّدت وانتقدت ظلماً مزمناً.. هؤلاء النجوم العالميون، أحرار تلك “الأمة”.. ومثلهم قلة قليلة من نجوم العرب، يتقدّمهم محمد إمام، الذي خسر مشاريع فنية عدة بسبب “مجرد” تحية قدّمها لأهل غزa في حفل تكريم لوالده عادل إمام .. “تحية وبس” كلّفته أعمالاً في موسم حافل قادم هو شهر الدراما- عذراً- هو الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك..

أما فخر المواقف فيبقى للنجم الكبير ابن البلد الذي يسجل موقف “ابن البلد” بل ضميره الصادق، المنتمي إلى أهله وناسه، في صرخة الحق اليومية عبر برنامج “بالعربي الصريح”.. كتابة: نبيل وحسين عبد الساتر، تصوير: محمد عبد الساتر وإخراج/ موريس رزق..

هؤلاء لم يبخّروا لحاكم، ولا تبسّموا لمن طنّش عن قول الحق، أو نصرة مُحاصَرٍ مظلوم مقتول يتيم وإن بكلمة.. فقط كلمة وتحية..

أما المفجوعين= الفجعانين إلى شهرة ومال ونجومية وهدايا وترند على منصة X.. فهؤلاء خطِرون،، بكل بساطة لأنهم مؤثرون، يتمثّل بهم جمهور عريض من جيل يجد فيهن “ديفا” وفيهم نماذج للتقليد في الأشكال المنفوخة والمشدودة.. وفي اللامواقف واللا إنسانية واللا أصول.. واللاشيء!! إحذروهم..

التعليقات