صحفيون إسرائيليون حنّت قلوبهم وفهموا اللعبة الشياطانية لحكّامهم ودافعوا عنها.. أما المحسوبون على الأرزة فيروّجون لمشروع العدوّ: ازبلوهم!

كتبت: حنان فضل الله

الصورة للمخرج: Garabet Tahmajian

منذ مدة غير بعيدة، بدأ “كبار” صحفيي وكتاب كيان الاحتلال “يلاحطون ويستنتجون ثم يستنكرون ويرفعون الصوت ويقولون الحقيقة.

ثلاثة أسماء بارزة في الإعلام الإسرائيلي تخوض معركة إعلاء الصوت في وجه جزّار ظالم.. أما عندنا، فمجموعة من الكَتَبة ومقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية، والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، باتوا يتقبّلون التهاني من العدو نفسه على مواقفهم الداعمة له، المروّجة لمشروعه، المنتقدة لكل من قاومه أو واجهه أو ردّه و”مَعَسَه” أو ينوي ذلك (وسيفعل)!!

كتاب يُعتبرون من أشدّ المنتقدين لسياسة النتن في حرب الإبادة، ويعلنون أن ردة الفعل على السابع من أكتوبر ذهبت بعيداً جداً جداً، في مشروع توسّعي يستخدم الفتك بالمدنيين وسيلة، ليمحو تارخهم (ولن يستطيع) فهناك من سيبقى ليمرمغ أنف “الدولة اليهودية” بالوحل.. هؤلاء الصحفيون، يدركون ذلك ويشيرون بوضوح إلى أسطع دليل، أن الضفة الغربية المهادِن حُكمها للاحتلال بكل ما أمكنه من تزلّف وارتهان، لم تسلم مخيماتها من فتك العدو.

هؤلاء الكتاب، ليسوا مثل المرتزقة الذين ينغلون في إعلامنا التقليدي والإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، الكتاب الإسرائيليون، المفترض فيهم من الدّ أعداء القضية وشعوب المنطقة، يعرفون تماماً أهداف العدو، التوسّع والاستيطان وتغيير الخرائط ونهب كل خيراتها..

ميري ليفني في هآرتس طرح تساؤلات جدية في احدى مقالاته حول احتفالية الكيان بعيد الاستقلال المزعوم وخطاب نتن الكيان عن المحرقة الشماعة التي يعلق عليها اساطير الحجة والنشأة والاستيطان..

قال الكاتب صراحة إن من يعيش كارثة المحرقة هم فلسطينيو غزة، لا قتلى 7 اكتوبر، ويقود قتلَهم النتن و”نحن اليهود الذين لم نتعلم شيئاً من المحرقة (يقصد التعاطف مع الآخر إنسانياً) نستخدمها حجة للقتل. 

وهذا روغل ألفر وهو كاتب مركزي في هآرتس كتب ساخراً منتقداً القناة  14 العبرية المقربة جداً من نتن: إن أطفال غزة ليسوا اطفالاً (يسخر بلغة القناة) بل يبدون أنهم أطفال هم عناصر من حماس يخدعون العالم بأنهم أطفال، هم ينتمون الى سلالة من الارهابيين، وحوش بشرية ومن يقول غير ذلك هو عدو الشعب ويجب طرده من الشعب!!

ومع ارتكاب العدو لمجزرة فريق الإنقاذ في مارس/ آذار الماضي، كتب معلقاً على المجزرة: هل يستطيع المتحدث باسم الجيش الظهور على شاشات التلفاز ليعترف بإعدام 15 من العاملين في الدفاع المدني والهلال الأحمر في رفح؟ اعتراف علني من هذا النوع يتضمّن التزامًا أمام المجتمع الدولي بالكفّ عن التعامل مع فرق الإنقاذ والمساعدة الفلسطينية على أنهم عناصر في حماس، سيجعل من الصعب جداً على رئيس الأركان الجديد أن يُدير العمليات في غزة بنفس الطريقة التي فعل بها ليلة 18 أذار/ مارس حين أمر بسلسلة غارات جوية مكثفة من سلاح الجو انتهت بمجزرة جماعية راح ضحيتها مئات الفلسطينيين الأبرياء أطفالا ونساء ورجال.

وهذا جدعون ليفي الكاتب الصحفي المتميّز في مواقفه الحادّة من سياسة الاحتلال القائمة على العنف والدم، عبّر في آخر رأي له عن موقفه الحقيقي الذي يتفق مع كثر من أصحاب الحق: إسرائيل لا تفهم إلاّ لغة القوة..

ليقي يقول: “إسرائيل اليوم في حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل هذه الحرب وما زالت تريد المضي في النهج ذاته. حرب جديدة لحل مشكلة تتخبط فيها، بحرب أخرى وفقط من خلال الحرب. إنها حقًا عقلية مريضة للغاية!”

هؤلاء كتاب يعيشون في الكيان، آمنوا به، وهاجروا مع أهلهم من بلادهم الأصلية، شاركوا في نكبة شعب أصيل، ها هم ينتقدون المشروع والأسطورة واللا إنسانية.. 

أما مَنْ هم عندنا، من صحافيين (أجلّكم الله) وإعلاميين وإعلاميات وصحافيين وصحافيات، ومسشتارين ومستشارات، ومذيعين ومذيعات ومقدمين ومقدمات وناشطين وناشطات وكل وجوه المرحلة الإعلامية الأسوأ في تاريخ الأمم..

هؤلاء من يحكون لغة العدو، يبرّرون اعتداءاته، عن كيد غبي، وعندٍ أهبل..

يروّجون لمشروعه، يغضّون الطرف عن ارتكاباته.

أليسوا خَوَنة؟ بلى..

أليسوا حربة العدو التي يطعن بها الوطن في الصدر كما في الظهر؟! بلى..

هؤلاء_من هم عندنا_ لا يستحقون لا الوطن ولا الدماء التي أريقت في ترابه دفاعاً عنه وفداءً لسيادته وكرامته..

هؤلاء_ من هم عندنا_ لا يستحقّون وطناً عظيماً اسمه لبنان.. 

هؤلاء، المحسوبون على الهوية اللبنانية و”ضيعانها فيهم” بالإسم والصفة يستحقون بعد الاحتقار والتشهير بخيانتهم العظمى: البصق ثم الزبل..

نقطة انتهى.

التعليقات