كتبت: هلا حداد
منذ بزوغ فجرها، ومهنة المتاعب تستمرّ انعكاساً للواقع الاجتماعي والسياسي السائد.
لكن لهذه القاعدة “شواذاتٌ” قليلة العدد، برسائل كثيرة، عميقة الاعتبارات، منها رحلة ابراهيم عوض في الصحافة.
والرجل قامة مهنية تفخر بماضيها، وتقاوم الواقع المركّب، ليبقى اسمها من دون سقطات تستدعي الندم..
في زمن الـ payroll الاعلامي، خرج صاحب المهمات السرّية عن صمته، ليدوّن أسراراً تكرسه قدوةً مهنية واجتماعية وانسانية.
إنه الاستاذ ابراهيم عوض صاحب الـ ٥٨ سنة من خبرة مجبولة بالعزة والكرامة المهنية.
لقد باح عوض في كتابه ببعض فصولٍ من حياته المهنية المرتبطة بمحطات مفصلية في السياسية والصحافة في كتاب من 127 صفحة صادر عن دار النهار بعنوان: “مهمات سرّية في حياتي الصحفية”…
في الكتاب، يروي الاستاذ ابراهيم عوض كيف تصدّى للمؤامرات السياسية والمهنية وكيف تمكّن من الخروج بأقل اضرار ممكنة.
وكيف ذاق الخيانة والغدر والتحديات، فكان الصابر الصامت.
وكيف تطوع لخدمة بلده ومنطقته، إلاّ أن عواصف الخراب كانت أقوى من نسيم النوايا الحسنة..
الاستاذ ابراهيم عوض تقبل الظلم ورفض تقديم نفسه ضحية، لانه صاحب مبادئ وقناعات ولا يعرف التفاوض على موقف او رأي..
توقف الكاتب ابراهيم عوض عند علاقته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري غير المستقرة، كذلك عن قناعته بدورٍ ما للرئيس سعد الحريري في انهاء عمله كمدير مكتب الشركة السعودية للابحاث والنشر ناشرة “الشرق الأوسط” في بيروت.
لم يُلطّف عوض احراج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي له، من خلال طلب عدم نشر حوار لجنبلاط قبل ساعات من الطبع..
كما كان للوزير مروان حمادة حصة تستحق القراءة والتقيم..
لم يبخل عوض في سرد بعض الحقائق والوقائع عن علاقته بالرئيس بشار الأسد وبعض الشخصيات السعودية وقصة المصادر- الرسائل..
مهمات ابراهيم عوض السرّية تفضح مرحلة سياسية، وتشرّف مهنة الصحافة..