كتبت: حنان فضل الله
الصورة للمخرج @GaroTNT
صارت مقدّمات نشرات الأخبار على كافة المحطات التلفزيونية والإذاعية اللبنانية كالقصاص اليومي وعلى مدار الليل والنهار..
من الصباح اللبناني الباكر، ومع أول إشراقة نشرة، تباشر القنوات المرئية والمسموعة بمقدمات.. وعلى مدى النهار والليل.. لا بدّ من مقدّمة تسبق كلّ كلّ كلّ نشرة!!! وقد زادت التغطيات الخاصة طين كثرة الحكي والتحليلات والمقدمات.. بِلّة.
نص إنشائي يختصر أحداث الساعات الماضية ويطرح أحياناً أسئلة عن “المصير”!! أما ما بينهما فهو سلسلة اتهامات لا تنتهي للطرف الآخر، أو المحور اللدود ويكرّ التصريح والتلميح ضدّ الخصوم بلا هوادة.
99 % من تلك القنوات، تميّز أخبارها وبرامجها السياسية بمقدمات تعريفية تعكس وجهة نظر إدارة المحطة وإدارتها التابعة طبعاً لجهة بعينها..
لا تعنينا الانتماءات ولا هي موضع حديثنا، ما يعنينا كمية الحكي الذي لا يقدّم ولا يؤخر في مجرى الأحداث ولا في سياق الأخبار التي “تتأكشن” يوماً بعد يوم..
مع البعض، تتحوّل المقدّمة إلى مقالة.. وفي تزاحم الأحداث وتكثّفها وتعاظمها واقترابها من الانفجار الكبير، لا زال مدراء الأخبار أو محرّرو النشرات الإخبارية أو مقدّمو ومقدّمات البرامج، يصرّون على كتابة نص إنشائي يشبه الجريدة!! يتلونه مع بداية النشرات والبرامج السياسية، الحوارية، الندّية والنكدية.. بلغة مرتبّة وتشكيلات لغوية سليمة، أو يفركشون لغة الضاد ويُمعنون فيها بهدلة!!
في كل القنوات الكبرى والإذاعات العريقة، لا مكان للمقدمات، وإن كان لا بدّ، فإن المقدمة ومعناها ومضمونها وتوقيتها منها وفيها، تحتوي “نبذة” لا تتعدى نصف دقيقة، وأقل، من عمر هذا الزمن الإعلامي المسكين، تُطرَحُ فيها فكرة عما تتضمنه الحلقة من مضمون وأفكار للنقاش، مع ضيف يتعامل معه البعض على أنه عدوّ.. .. هي نشرة أخبار لتُعْلِمَ المتابعَ بالذي يجري، فيستشرف بفضلها ما هو آتٍ..
البرامج السياسية، الحوارية أو حلبات المصارعة (المواجهات النكدية) لم تتمكن من النجاة من فخّ المقدمات الإنشائية..
أوقفوا المقدمات.. لشو؟ ما الذي تقدّمه لأعزائكم وأصدقائكم المتابعين من جديد؟ مضيعة لدقائق من الوقت الذي ينفذ ومعه الصبر وبالتأكيد.. المتابعة!!