كتب: زياد ا. يمين، كاتب سياسي مجاز
لسوء قدرها تقع أوكرانيا في قلب السهل الأوراسي الذي يشكل عقدة جيوسياسية تاريخية لروسيا الاتحادية عسكرياً واقتصادياً و وجودياً، من هنا يبرز التصعيد الروسي لسقف المواجهة مع حلف الناتو بقيادة اميركا، لدرجة وضع خطوط حمراء جديدة بعدم السماح المطلق للحلف بعد الآن بالتوسع شرقاً، بخاصة الى الجمهوريات السوفييتية سابقا كأوكرانيا وجورجيا و ربما مولدوفا، لا بل رفض تام بنشر قواعد عسكرية وخطوط إمداد لوجستية او اي معدات استطلاع ومراقبة فيها و هذا ما سيحصل من الآن فصاعداً، أقله في الـ 5 إلى 8 سنوات المقبلة، بعد ما برز في المقابل اعتماد واشنطن لسياسة الغموض الاستراتيجي التي تتبعها ايضا مع الصين، حول جزيرة تايوان.. فهي ستبقي على دعمها الدبلوماسي و الإعلامي لأوكرانيا فضلاً عن تطوير جيشها تجهيزيا و تقنيا و تدريبا ولو بالحد الأدنى الذي لا يثير غضب الروس، ووفق ما يقتضيه الظرف الحالي، بعد ظهور معادلة ردع جديدة بين الطرفين إثر القمة الافتراضية الأخيرة بين بوتن وبايدن والتي يبدو أنها- أي هذه المعادلة- ستطول خصوصاً وأن مرتكز التلاقي و التفاوض الأساسي الذي سيكون في أساس إدارة الصراع بينهما مستقبلا حول أوكرانيا و الأمن الأوروبي الجماعي هو اتفاقياتي مينسك 1 و 2 و رباعية النورماندي في نهاية 2019 (ضمت أوكرانيا و روسيا وفرنسا والمانيا) والتي من الظاهر بأن الاميركيين سيكونون الطرف الجديد فيها في المستقبل وأولى الدلائل المباحثات المرتقبة الروسية-الأمريكية في الـ 12 من الشهر الجاري التي ستدشن الجولة الأولى من جولات “دبلوماسية إدارة الصراعات” في الحرب الباردة الجديدة بين الخصمين و التي بدأت فعليا مع تجدد النزاع في و على أوكرانيا.