كتبت: حنان فضل الله
لم تبقَ مخيلة فنان غنى وكتب ولحّن ولحّم ووزّع ولا “رؤية” إخراجية إلا واشتغلت كي تطلق إبداعاً” في تشجيع الشعوب اللبنانية على عدم الاختلاط ووضع الكمامة وغسل اليدين باستمرار حماية لأحبتهم وأنفسهم وتوفير الفاتورة الطبية ورحمة بالطاقم الطبي.. لكن عبث..
لم يبقَ برنامج ولا ندوة ولا مؤتمر ولا لحنة ولا هيئة إلا وانبرى ليقدّم النصح والإرشاد من مخاطر وباء انتشر.. أين ذهبت كل تلك المعلومات؟
كان ينقص أن تفرز الدولة التي تُسبّ كل يوم.. عسكرياً مراقباً لكل مواطن و”دادا” لإرشاد آخر في كيفية حماية نفسه وغيره..
لم يبق شعارٌ يحث على اعدم الاختلاط والبقاء في المنازل ريثما “تعدّي” الكارثة” إلا وأُطلق ولكن لوللأوتوسترادات، وفارق الطرقات، وزواريب الأحيء وصناديق حسبة السوبرماركات أفواه لتحكي عن العجقات والعبقات….
ما أبعد نظرَهُ.. مَنْ وصفنا بالشعوب اللبنانية..
فعلاً ففينا انقسامات حتى الحق، العدل والسيادة الكرامة والصحة عندنا حولها وجهات نظر..
فينا الفهيم وفينا العظيم وفينا القدوة
وفينا الغشيم والـ بهيم وقليل الشرف والنخوة ممن نسوا أننا بلد “مقاصص” مالياً.. يُسمح بقدرة “راعي بقر” أن تخرج الأموال منه، ويُمنع أن تدخل إليه حقوق المعونات رغم الحاجة الماسة إليها..
فينا قليل الشئمة وضامر القدرات الدماغية، الذي “تغابى” عن أننا منهوبون من سنوااااااااااااااااااااات.. يكابر ولا يتعب خلايا دماغه الضامر عن التحليل القويم، أننا مركوبون بـ “دين عام” تجاوز الـ 90 مليار دولار..
هذا الـ هذا لا يريد أن يصدّق إلا أنه ضحية مسكين.. ادمن مدّ اليد للشحادة ولو كان الثمن كرامة وسيادة..
وفينا المهمل رامي المسؤوليات على سواه، أياً كان هذا الـ سوى..
وفينا المفجوع دوماً باضطهاد “السلطة” له وإن سألته من تقصد؟ قطب حاجبيه وزمّ شفتيه وقال: كلّن يعني كلن؟طيب مين كلن؟ يسمّي لك جهة وينربط لسانه حين تسرد له تواريخ الكلّ.. الآدمي الممعن في نظافته والأزعر المزمن في زعرنته..
هذا المفجوع الفائر على وزن ثائر.. هو ذاته من هلّل لزعيمه وقبض منه ثمن تنكة زيت وبون بنزين.. ذات انتخابات وحين انتخبه، رقص وقوّص ونطّ.. ولم ينتبه أن زعيمه حين وصل.. أدار له قفاه وتربع على عرش السلطة التي يتهمها بإذلاله!!!
ونسأل اليوم بعد اجتياح الجائحة تقريباً لكل عائلة.. لو التزم المواطنون– بعيداً عن الشك والنق والعناد- بكل الاجراءات التي طلب اليهم الالتزام بها منذ البداية، دون “كيد” أو شرط.. هل كنا وصلنا الى هذه “المواصيل”؟
لو لم ينزّل الفوّار من فائري الفورة وتحدّوا صحتهم أولاً.. وتجمهروا وهتفوا وانتفضوا..
لو لم يصوّبوا على جهة واحدة في هيلاهواتهم وبهوراتهم..
لو لم يتمشّى الزهقانون على الكورنيشات
لو لم يتشمّس المعفّنون على البلاجات
لو لم..
لو لم..
لو لم..
لو لم نظنّ أنفسنا أفضل وأفهم و”أبدأ” وأحربق من الشعوب الفرنسية والبريطانية والسويدية والبلجيكية و.. و.. ممن يحلو لنا التشبّه بها في الزيّ وفي الماكياج وفي الملافظ وفي ركوب السيارات وفي البهوَرة وفي.. وفي.. وفي..
لما كنا وصلنا الى الكارثة التي وقعت على رؤوس الجميع..
لو كنا شعباً مسؤولاً لما رمينا كل المسؤولية على الآخرين.. أليس كل مواطن مسؤول عن سلامته وأَحَبّتِه؟
لو كنا أصحاب ضمير حيّ.. لكنّا رفضنا ما تلفّه حول رقابنا وسائل إعلام “مفجوعة” وموبوءة بالفجعنة للـ “فريش ماني”.. همّها الرايتنغ ما غيرو وجنون بخّ المعلومات الكذّابة السامة التي تلوّث أذهان الجمهور الغاشي..
خبيصة..
الدولة التي يسبّها الشعب الغشيم الـ بهيم قليل الشرف والنخوة.. تبذل رغم بعض التقصير.. كل ما يمكنها- رغم كل ما يحاك حولها ولها ولإرباكها من “غزّولات” شريرة- جهوداً جبّارة لحماية ابنائها..
https://covid.pcm.gov.lb/impactmobile/curfew
هذا الرابط للمضطرين إلى الخروج من بيوتهم لحاجات ضرورية (ضرورية فقط) ولم يكونوا ضمن “غزوات” السوبرماركات الجشعة والأفران المسوّسة في أخلاق بعض أصحابها..
ونحن حين خروجنا من بيوتنا لزوم الضرورة (الضرورة فقط).. حبّذا لو نفكّر في كم تربّح التجّار.. تجار الأزمات، من أعصابنا وعمرنا قبل جيوبنا، إلى أي فئة من شعوبنا انتمينا..