ابتسامة “زين” خاتمة “كفرناحوم” أكبر وأحلى من “هذا” الأوسكار

كتبت: حنان فضل الله

بعد مشاهدة فيلم #كفرناحوم ثمة انطباعات سريعة لا بدّ أن تخرج بها مُشاهِداً “عشت” تفاصيل الفيلم الصعب، لحظة بلحظة، خفقة خفقة:

لا “عنصرية” لبنانية في الميل إلى فيلم لبناني رُشح للأوسكار المنتظر، ومع أنه لم يفز هناك.. إلا أنه فائز..

جائزة القلوب؟ صح تلك التي توجعت مع زين.. تأثرت بـ”حكايته” المروية بين الحارات الشعبية و”بيوت” التنك..

يسكنك الفيلم كثيراً وبشدة.. وتستذكر مشاهده واحداً تلو الآخر وحبكته المشغولة برشاقة الحرفة..

#كفرناحوم” أكثر من فيلم.. أعمق من سيرة طفل ظلمته الحياة بحصص عذاب لا توصف..

هو هذه الحكاية الموجعة التي تؤثر فيك حتى الغصة..

هو حين اجتماع راحيل بطفلها الرائع بعد “اغتراب” قسري.. وحليب أم تعصره من ثديها باكية على جوع ولدها الذي تتحسسه في كبدها..

هو ناتشي لحم المعترين من ناس القاع.. على أبعد طرف هامش المجتمع..

هو حين يتسارع الفَرَج لقطة لقطة..

هو حين بصيص أمل بالعدالة والحق.. في دور صغير ولكن مؤثر لنادين المحامية اتي لم تستعرض لقطات و”ظهورات” سينمائية.. كذلك دور الإعلام الذي إن تماهي من أهل الحق والعدل.. لأشرقت ابتسامات على وجه المئات المئات من أمثال زين.. أطفال “الشوارع” وكل قاع أسري يودي بهم الى الهاوية أو يكاد..

ابتسامة زين “بتسوا” كل الاوسكارات.. الأوسكارات التي كان لافتاً فيها، ما هو مستحق: (فيلم Roma) وما هو رائع ولكن.. (فيلم the Favorite) الذي يحكي عن مثلية “مؤنثة” بين ملكة و”عشيقتها”.. وفيلم Bohemian Rhasbody وفيه مثلية “ذكورية”.. على جمالية أداء أوليفيا كولمان وتوليفة فيلم رامي مالك كله وأدائه الدقيق والجميل وأغنيات فرقة كوين الحلوة .. طبعاً وأفلام أخرى “ربحت” إلا أن أداء الطفل زين يستحق التنويه والتقدير وإدارة نادين لبكي لنجوم فيلمها وتفاصيل عين كاميرتها الثاقبة وفائقة الحس، تستأهل التصفيق وقوفاً لدقائق تطول وتطول وتطول..

ابتسامة #زين في آخر مشهد من الفيلم، في أول بسمة حقيقية من قلب قلبه وقلبنا، فيها فرحة الصبي أنه

“بني آدم” معترف به رسمياً وأنه آمن.. تلك الابتسامة.. “بتسوا” كل “هذا” الأوسكار.

التعليقات