كتبت: حنان فضل الله
صورة الغلاف للمخرج @GaroTNT
#garabettahmajian
(مقدمة لا بدّ منها)
هذه المقالة غير موجهة للسوريين الأوادم، الموالين- بقناعة تُحترم- للنظام الحالي أو المعارضين له بناءً على معطيات ووقائع، والموالين للنظام السابق والمعارضين له بناء على معطيات ووقائع..
وهي غير موجّهة للسوريون الاحرار الذين لم تمسّهم طائفية بغيضة، ولا تحكّمت بعلاقاتهم وتحليلاتهم المحلية والاستراتيجية والجيوسياسية- اجتماعية- إعلامية- فنية هورمونات الدين الأفيونية، مهما ادعوا العلميانية وأنهم Cool..
من ان عارضوا عارضوا بشرف، وإن والوا فعن قناعة والتزام وكرامة)..
اقتضى التوضيح
وبعد..
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطعَ من مقابلة أجرتها منصة سبوت شوت مع كمال اللبواني، عرفوا عنه أنه سياسي سوري معارض لنظام الأسد..
لا إنكار أن كلام اللبواني مستفزّ.. لكن ما قيمته على أرض الواقع؟ أنْ خذوا أسرارهم من صغارهم؟ أن مشروعـَ.. هَم التوسّع والاستيلاء؟ ومن يكون اللبواني بالنسبة لـ همُ؟ حجمه، تاريخه، ثقلُه؟!!
طيب ولنسلّم جدلاً أنـّ.. هُم قرروا أن يصحّحوا الخطأ التاريخي.. فليجرّبوا.. في لبنان أناسٌ من طينة الشجعان، الذين يدفعون دمهم ثمناً لأرضهم.. لأنها ليست سائبة.. كما سيّب ابناء بلده سوريا (مع استثناء الفئة المذكورة في التنويه أعلاه).. مئات الكيلومترات شفطها العدو، قام بعشرات عمليات الكومندوز اغتال قصف ويعربد ويومياً يكرّس احتلالاً أما عبيده فيسارعون إلى تلميع حذائه بألسنتهم.. وبالتطنيش عن كل ما سبق وسوف يتبع.
وانطلاقاً من حرية الرأي التي يشتهيها اللبواني وأمثاله، لا بد من قول سرد مجموعة ملاحظات، عن سوريين، لا يمثلون أبناء سوريا الأبية، ولا السوريين الأكابر، أولاد الأصل والوطنيين الحقيقيين، من يعكسون حقاً وجهها الحضاري المشرق، ملاحظات عاشها اللبنانيون بصورة فاقعة منذ ما صدّقه المستفيدون الحاقدون بأنه “سَوْرا” وهاجوا وماجوا، وكنت إذا ناقشتهم في إصلاحات تحتاجها الجولةالسورية_أيام حكم الرئيس بشار الأسد خوّنوك، وإذا قلت إن المؤامرة كبيرة وبومة مشروع الشرق الأوسط الجديد كوندوليسا رايس جرّبت حظها وفشلت، وأن اللعبة يمسكها الإسرائيلي والأميركي خلفه وأمامه، وأن الإعلام وظّف والمليارات أُغْدِقت للتأثر على رأي عام أثبت أنه فعلاًُ بغل.. حاربوك.. حتى عندما اعترف الأميركان عبر جمعياتهم، أو أحرارهم أو عبيدهم بأنهم موّلوا وشوهوا.. لكن لا حياة لمن تنادي..
عودة إلى الملاحظات:
- مع بدء الأحداث في سوريا، ابتُليَ لبنان بمجموعة من “الكَسَبة” (قال شو؟) الهاربين من “بأس النظام وظلمه”، فكانوا “جماعة النازحين”.. كان معظمهم- للصراحة المرّ’ والحقيقة الفجّة- أسوأ مثال عن بلدهم، لم يعكسوا صورة مرتبة “شيك” عن سوريا الجميلة النظيفة الشريفة عفيفة النفس.. بل كانوا النموذج الأسوأ والمعنى الأصح لكلمة “حثالة”، وحين انزاح عبُْ النظام الأسدي الظالم وحلّ النظام الجولاني الحنون، قالوها صراحة: مو راجعين هون أحلى.. الحياة بللللبنان غير!!!
- تكاثروا بسرعة حتى “مَلْيَنوا”، رغم ضيق الحال والمكان والقلة..
- استفادوا من كل مقدرات البلد (بلدنا لبنان)، من الهواء والماء الى الكهرباء إلى التسهيلات إلى فرص العمل الى الإعانات والمساعدات
- وقفوا طوابير أمام ATM المصارف، وقبضوا المعلوم
- في السوبرماركات (التعاونيات الاستهلاكية بلغتهم، فنحن من شدة “المحْن” بنظرهم، نصف كلماتنا تتمشى بين الفرنسي والانكيزي) حمّلوا العربات بكل أصناف المونة، ودفعوا ببطاقات المساعدات التي مدّتهم بها الجمعيات..
- وقف أطفالهم وبناتهم ونسوانهم على شارات المرور وشحذوا ومرغوا أيديهم الفذرة وأجسامهم على زجاج السيارات ثم تشاجروا وتبادلوا السباب والضرب وإن تجرأت وقلت لأحدهم: الله يعطيك، شتمك.. فتسأل نفسك: هل هؤلاء هم طلّاب الحِرّييّييي؟؟ أبناؤهم؟ أحفادهم؟ هل أهل هؤلاء كانوا مقموعينمن نظام الأسد؟ أم أنه :مطرح ما بترزق إلزق؟
- وتتساءل: قبل أن يقرروا الهرب من نظام “السفاح” ألم ينزلوا بالملايين هاتفين بالدم وبالروح.. اليوم يفدون من جاء بعده.. بالهتافات ذاتها.. تتغيّر الـ.. واللسان ذاته!! هل كانوا قبلاً مجبرين واليوم بإرادتهم وحرّيتهم؟
- ثم تتساءل عن كينونة مفهوم الحرية بالنسبة لهؤلاء، ماذا يعني لهم؟ هل بغض الآخر هو “الحرية”؟؟ فقط؟ لا غير؟
طامة المثقفين الكبرى..
أما الطامة الكبرى فتكمن في طبقة ما يسمّى بالـ المثقفين، النُّخب، المحللين، السياسيين الاستراتيجيين معاً) عن هؤلاء مجموعة من الملاحظات أيضاً:
- منهم من كانوا “شبيحة” الأسد واليوم هم “نيو شبيحة” الجولاني/ الشرع.. عادي، المصلحة (الوطنية) شدتهم نحو الكوع، فكوّعوا.. وباتوا ينظّرون عبر الشاشات والمنصات للعهد الجديد ورموزه..
- في الرأي السياسي، يسكنهم عفريت عنوانه التحالف مع أي كان ضدّ: العلوي والمسيحي والشيعي و.. إيران.. حتى لو كان الـ “مع”: العدو الإسرائيلي الذي قضم وهضم أراض شاسعة واسعة من بلدهم..
- هؤلاء، معظمهم للدقة، سكنوا الفنادق، قبضوا العملة الخضراء، منهم من اختفى عن الواجهة، فنبت غيره.. ولا يزالون كما العليق والنازحين يتكاثرون ويتمدّدون..
- هؤلاء، إن احتملتَ الاستماع إلى آرائهم السياسية، وتحليلاتهم الاستراتيجية، أقول إن، تعرف تماماً أنه الرأي الواحد، الذي حاربوه، أو ظنوا أنهم حاربوه.. الرأي الآخر بالنسبة لهم لا وجود له، شغلتهم الطائفية الشقية وعشّش الكره في قلوبهم السوداء.. وتحت لوائها غدروا وخانوا وتطرّفوا وحالفوا الصهيوني ولم يستحوا.. والحرية عندهم تتلخّص في شتم المختلف عنهم بالرأي ومعارضته.. وبس.
- يعاني هؤلاء، من عقدة نفسية يبدوا أنها مزمنة، من كل ما هو لبناني، فاللبناني بالنسبة لأي من هؤلاء، يعرف لغات، ويلفظ جيداً جداً كل لغة يتقنها، ذكي، أنيق، ذوّاق.. يتقرّبون منه ليكبروا، يتشبهون به ليصبحوا أفضل، يتحدثون عنه ليرتفعوا ويتباهون بمعرفتهم به.
وبناءً على ما تقدّم..
يا بلاد الياسمين والعراقة.. لا تسامحيهم، كما لن نفعل نحن.. استمري في لفظ الملعونين منهم، المغضوب عليهم أبداً..
لبنان على علّاته، فخرنا وعزّنا، نحن الذين “كحكحنا” العالم والشرق الأوسط، قديمه والجديد.. هل “يكعى” علينا كم قلعوط” صدّق أنه يمكن أن يُستضاف على منصة شهيرة ويحكي ما يريد.. بسيطة.. حرية رأي وأحب أن يتسلّى بها..
يا بلاد الياسمين.. ابصقيهم، كما تفعلين دوماً..
والسلام..