استقلالنا هون نزاعات وهونيك إبداعات.. بقلم هلا حداد وعبور العِبَر بين عالمين

(اللوحة بألوانها وترميزها وشموخ أرزتها وخلاصها الآتي على حانحي طائر الفينيق من تصميم المخرج المبدع: Garabet Tahmajian)

في مكان بالكون، خارج الزمن غير المنظور، معدوم الجاذبية، مدعوم بالروحانية، بيلتقوا فيه الأرواح، وبيتسمّى الأبدية..

بالتواصل الفكري الافتراضي الخيالي، شفت مشهد من هونيك، ما ممكن يتصور بالسينما، ولا يتحقق بالواقع..

ببقعة زغيرة هونيك اسمها لبنان، ألتقيت أرواح ما بتنعد، ما بيفارق وجوها البسمة، ملامحها متسامحة، عيونها بتبرق محبة، واصواتها فيها عنفوان ع تواضع..

كلّن بيعرفوا بعضن، بالإسم والعيلة، بالمذهب والطايفة، بالمنطقة والحزب، بالمهنة والصنعة و..

بيطلعوا فينا من فوق، وبيتضحكوا علينا، وبيتذكروا كيف كانوا يتصرفوا وينقسموا ويتحزبوا ويكرهوا ويصطفوا بالمحاور، وكيف كانوا يتهموا بعضن بقلة الوطنية (ملاحظة ما بيستعملوا الفاظ جارحة فوق لهيك ما في بقاموسن تعبير خيانة وطنية)، كمان بينتقدوا حالن كيف كان عندن قلة ثقة وشك وخوف من الآخر، واديه كانت ذمتن واسعة يشوفوا بعضن حرامية، ويعتبروا حالن اهم من غيرن، وقت التقوا تعرفوا ع بعضن وندموا ع تضيع العمر الأرضي عالمناكفات والأزمات..

– من فوق رصد جورج ابن اختو كيف عم بغرد دعم لحزب كان فيه ويشتم تيار خصم وقال ع صوت عالي: يا خال طول بالك ادما تكون محمس ما في شي بيستاهل، وقت تلتقي بخصمك هون بتعرف الحقيقة، عندكن ما في حقيقة، لأن الحق حسب وجهة نظرك ومنطقك الخاص، مش حسب الحق والباطل..

– محمد تطلّع بالمجموعة وقلن: يا ريت فيي انزل خبر كل أهلي وناسي، انو وقت استشهدت فكرت حالي عم بموت كرمال تربح طايفتي وتخسر الطايفة الثانية، وقت جيت لهون، عرفت انو استشهدت كرمال البلد وبس..

-وصار كل واحد من هالمجموعة يعترف ع صوت عالي، بالخطايا الفكرية والفعلية واللفظية يللي عملها بحق خيو اللبناني..

– قرر فادي المهضوم يمد ايدو ويعطل الأقمار الاصطناعية يللي عبرها عم تتعمم ثقافة الفتنة بوسائل الإعلام، أكد له عارف المثقف انو  المشكلة مش بالوسائل المشكلة بالعقلية، أما عامر الحكيم اعتبر دايما الحق ع الخارج، فسأل نزيه ليه عم تحكوا مثل أهل الأرض، وقبل ما يحسم الحوار عادل، بانو المهم نحن هون متفقين ومتحدين، سمعوا هيصة وموسيقى..

– التفتوا لورا شافوا عاصي ومنصور الرحباني ومعن زكي ناصيف وفيلمون وهبي ومجموعة كبيرة من الفنانين والموسيقين عم بيتحضروا لوصول صباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وملحم بركات وكثار كثار من مبدعي لبنان.. دخل علين سعيد عقل وقال بصوته الهادر : “لي صخرة علقت بالنجم أسكنها طارت بها الكتب، قالت: تلك لبنان”.. وبعدها انطلقت حفلة الاستقلال بروائع الفنون اللبنانية..

وهيك منكتشف انو استقلالنا هون نزاعات، واستقلالنا هونيك إبداعات..

التعليقات