اللوحة أعلاه من تصميم وتنفيذ المخرج: Garabet Tahmajian
كل مين قادر ما بقصر بإهانة الأجيال على امتداد العصور، على اساس الأجيال السابقة أفضل من الحالية، والحالية أفضل من المستقبلية، والقصة لا صراع أجيال ولا إعتزاز بالحال، والقصة لا قلوب مليانة ولا همجية عالعميان، القصة وما فيها، مختلفين على الأساليب التربوية، ومش متفقين على توزيع المسؤوليات التربوية..
بدك تبرر لجيل فشله؟ قول عنه جيل الحرب.
بدك تخفف من فساد جيل؟ قول عنه جيل الوصايات.
وبدك تخبر عن جيل اللا قيم؟ قول عنه جيل الانترنت.
لكل مصيبة جيل.. توصيف حاضر.. ومننسى انو بكل جيل فيه المبدع والناجح، الفاشل والفاسد، وما بعرف ليه منروح على التعميم وقت بدنا نحكي عن الأجيال.. مع إنو مهما تكون الأكثرية عاطلة، ما بيعني نلغي الأقلية المنتجة..
جيل ورا جيل، والسجال مستمر حول: شو هي الأساليب التربوية الأفضل؟ وكيفية توزيع المسؤوليات التربوية، على العيلة والمدرسة والعائلات الروحية والإعلام والأصحاب والجيران والقرايب والمكتسبات الاجتماعية من كشافة وخدمة اجتماعية وخدمة جيش إلزامية ووسائل العصر الترفيهية و…..
بعتقد المعلم الأول والأخير والمسؤول عن تربية الاجيال “الدولة” عبر مناهج تربوية بتزرع قيم انسانية ومفاهيم وطنية وانتاجية وأكبر برهان النموذج الياباني، منعرف عن إنجازات الشعب الياباني الأخلاقية والإبداعية كشعب مش كأفراد أو عائلات او أحزاب وطوائف ومناطق..
واذا كانت الدولة هي المسؤولة عن التربية، عليها وضع مناهج بتتطابق مع سلوكها العام، يعني ما فيها تعلم مكافحة الفساد وأغلب قطاعها العام من المسؤول ونزول.. فاسدين، ما فيها تعمّم ثقافة المحبة والتسامح ونبذ الكراهية، إذا اغلب رجال الدين فيها بيوزعوا أحكام وإدانات وشهادات حسن سلوك حسب مصلحة الطايفة من وجهة نظر مين على رأسها..
ومن هلق لنصير هالدولة يللي مسؤولة عن تربية الاجيال بأساليب حديثة مع دمج أساليب الأجداد يللي ما بتخلى من ركعة بالزاوية وحرمان من الشوكولا ومنع من المشاوير وتنضيف الحمام وتمسيح الأرض و.. بشرط عدم استعمال العنف الجسدي والنفسي واللفظي يللي بتنتج عنه أجيال حاقدة منتقمة عنيفة.. عندي اقتراح تربوي:
اقتراح غير مُكلف للدولة اللبنانية، بهدف ما تتحول أجيالنا من اليوم إلى ما شالله “أجيال التجليطة”..
الاقتراح: كل شاب وصبية عند بلوغن سن الرشد ١٨ سنة من جميع الطبقات الاجتماعية والمستويات العلمية، بدل ما ياخدوا إجازة تعليم قيادة السيارة، لازم يحصلوا على “شهادة خدمة السجون”.
لازم يسمعوا قصص المحكومين والموقوفين، يحسّوا بوجع خسارة الحرية والأحلام والعيلة، يسمعوا أنفاس الندم عن أفعال هدّامة عن قصد أو غير قصد بلحظة غضب وأنفعال ووسواس شيطاني، يشمّوا رطوبة وعفونة السجون، يدوقوا قلق الإنفصال عن العالم الخارجي ولو لساعات قليلة، يتعرّفوا على الحرمان العاطفي والإجتماعي وظلم القانون مهما كان عادل.. ويكتشفوا الوحدة رغم عجقة المكان.
تفاصيل الاقتراح: كل شب وصبية علين يخدموا بالسجون بأعمال إدارية ومهنية ويدوية بشروط السجن، بدون أي اتصال مع الخارج، ياكلوا من أكل المساجين، بيتحمّموا بحماماتن، يناموا بزنزانات وعالأقل مرة إفرادية..
ما بعتقد رح يكون في عنا فرد من جيل “شهادات خدمة السجون” مرتكب أو مجرم أو فاسد أو.. لان سجون لبنان ما فيها مواصفات بتتطابق مع حقوق الإنسان.. ولأن قصص المساجين كلها دروس وعبر.. ولأن الحكي مش مثل الشوفة أو العيشة..
وإذا لا سمح الله اكتسب بعض الشباب والصبايا سلوكيات إجرامية بعمر الـ ١٨ وبعد اختلاطن بالمساجين، بيكونوا وفروا عالمجتمع والأهل والدولة، خيبة الأمل، والصدمة وتكاليف التعليم الجامعي وتوظيف بمكان حساس و..
اقتراح “شهادات خدمة السجون” بيربّي الأجيال على الإبتعاد عن الجريمة… وربما يصير عنا أجيال نضيفة بالسياسة والقضاء، بالإعلام والتجارة، بالصحة والتربية وبكل القطاعات الحيوية.. وبتتحول مقولة “خريج حبوس” من مفهومها السلبي لتجربة إيجابية..
نعم هالاقتراح مش “تجليطة”..