الإعلامية فاتن درزي: كُرّمتُ وكَرّمت وعشت “أمبراطورة” في اليمن وأعرف أسراراً مخيفة وصادمة!!

قديرة في حضورها.. كما في “اعتكافها”..

الإعلامية السيدة فاتن درزي”الحلوة”، قلباً وقالباً، كما يشهد كل من عرفها.. هي المكمّلة للمثلث الإعلامي الأجمل والأنجح والأرقى حيث حلّ ونجّم وكان وسيبقى: فاروق- ميسم وفاتن.. ليشكّل كلٌّ منهم علامة مضيئة في تاريخ الإعلام اللبناني والعربي..

إجابات السيدة فاتن عن أسئلتي أوجعت قلبي.. أليس ظلماً أن لا تتهافت عليها محطات الإذاعة كي تغرف من خبرتها العريقة في عالم الراديو؟ أليس إجحافاً أن لا تفرد لها الفضائيات مساحة برنامج تعدّه بشغف وتقدّمه باقتدار وتطلّ به برزانة وجمال وثقة وثقافة اشتغلت عليها كل ذاك المدى من العمر وكل النضوج؟

قدّمت أسئلتي بـ:
معتكفة؟ غائبة؟ غاضبة؟ وينك؟

فلم تُجب.. هي غصّة إذن..

فاتن تعرف تمام المعرفة.. أن الغصة على قدر الشوق إلى زمن إعلامي بهيّ وكمّ من الخيبات..

..حنان فضل الله

من الذي تغيّر اليوم؟ الجمهور أو الميديا؟

أنا هي من تغيّر، “لما شفت كل شي عم يتغير”.. تعبت من التنقل، لا شيء ثابتاً في لبنان حتى الميديا، على الأقل تكون الكرامة الشي الوحيد الثابت. لذلك، أنا في بيتي مع أولادي، أراقب وأحزن، “كل شي خرب ببلدنا”.
ماذا علمتك تجربتك مهنياً وإنسانياً؟

تعلمت من هالمهنة أنها ليست مهنة، علمتني أن أكون جاهزة لأي خيبة، هي مجرد تنفيس لا أكثر.

تنقلتِ عبر محطات إذاعية عديدة وكانت لك إطلالات تلفزيونية، لو تذكري القرّاء فيها وسؤالي: كم لهذه الانتقالات أن تُغني تجربة الإعلامي أم انها تشتّته وتبعده عن الاستقرار؟ مثلاً مارسيل غانم لم تخدمه النقلة من lbc إلى الـ mtv كان كرّس حضوره في الأولى، بينما هشام حداد تألق أكتر بانتقاله من otv إلى lbc..

صحيح، تنقلت كتيراً كما ذكرتِ، وكانت لي إطلالات تلفزيونية كتيرة، لكن “يوم بيتسكر التلفزيون، وتاني بيفلّس.. الخ”..، طبعاً، التنقل مفيد “مرتين مش أكتر” ، وإلاّ نصبح وكأننا نتجوّل في مدينة الملاهي.. عادةً تكون النقلة التانية مهمة على ألّا تصبح عادة.. أما وهح الإعلامي فهو يبقى شرط أن يحافظ على Level معين..

يُمكن- وفي رأي ثالث- أن يكون للإعلامي وهجه الخاص، فيصبح مثل ماركة أو “تراند؟
برأيي أن المحطة والإعلامي يتبادلان الوهج.

ما مشاريعك بعد؟ كتابٌ يحكي تجربتك المهنية والإنسانية؟

أهم مشاريعي أن أبقى صامدة في هذا البلد.. أن أواجه قدر استطاعتي العواصف الحياتية التي يغرقنا فيها السياسيون.. لا أحب أن أكتب عن تجربتي المهنية ، كي لا أجرح أو “أخرب” بيت أحد.. أعرف أسرار مخيفة وصادمة عن كثر، و”كتاب من دون هيك فضايح ما حدا بيقراه، فليش الأذى”؟

ماذا أعطاكِ الإعلام ووماذا أخذ منكِ؟”

لقد أعطاني الإسم.. تصوري، عشت في اليمن سنتين، وبكل بصراحة، عشت أمبراطورة، “قدّ ما بيقدّروا الخبرة” والشعب اليمني مثقف.. رزق الله.. و.. آخ يا بلدنا!!

كل التكريمات التي تلقّيتها من جهات كثيرة، ماذا تعني لكِ؟ تفرحك؟ تضعك أمام مسؤولية؟ تحزنين لأنك لا تستطيعين اليوم التعبير عن نفسك.. ثقافتك؟

أنا كُرِّمت وكرَّمت.. وكنت أول من كرَّم الفنانة الكبيرة الراحلة منى مرعشلي، والراحل الكبير ملحم بركات وأتحدّى من يقول غير ذلك، وكذلك العظيم نصري شمس الدين، وكبار النجوم، وأوكد أن التكريمات كانت من مجهودي الشخصي حين كرّمت العمالقة.. بالنسبة لي، (وبكثير من تواضع تقول) أضحك حين يكرمونني وأسأل “لشو”؟ طبعاً التكريم بالنسبة لي هو مسؤولية كبيرة خصوصاً لمن يعترف بي ويتذكّرني.. لكن أن يضيف التكريم لنجاحاتي.. لا هو لا يضيف شيئاً.

التعليقات