الإعلامية هلا حداد في رسالة مفتوحة إلى معالي الكريم المتسامح..

كتبت: هلا حداد/ منسقة العلاقات العامة في نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع 

(صورة المقالة من تصميم المخرج الفنان Garabet Tahmajian)

الاعلام اللبناني بيشبه البلد، كسر دفتر شروطه وانتهك الكرامات، وخرق القانون وتطاول ع هيبة الدولة، باسم الحرية, وبفعل العملة الخارجية، وبتموضع سياسي، ببلش هون  وبيخلص عند الدول العظمى اللي عم تتصارع لأجل كسب ثروات الشعوب وبسط النفوذ..

ما في مراقب واقعي، وصاحب منطق، وبعيد عن الاصطفاف الأعمى، إلا ما بيعرف شو خلفية كل خطاب اعلامي، وشو الهدف منه، وتقريباً أديه حق الخبر والموقف والرأي.. ومين الدافع ومين المدفوع لأجله.. هيدا الحكي ما بيعني كشفت أسرار الوجود، وأكيد وزير الإعلام جورج قرداحي بيعرف عن الواقع الإعلامي اللبناني أكثر من هيك بكثير..

ولأن الإعلام اللبناني اختصر كل السلطات وصار هو السلطة التشريعية والتنفذية والقضائية لدرجة بيسمح لحالو، يكون المحقق ومحامي الدفاع والقاضي، ويُصدر أحكام وينفذها بطريقة الصياغة والتحرير..

لهيك، رح أتوجه للوزير قرداحي صاحب الصيت الحسن..

يا معالي الوزير ما بدنا قانون إعلامي حديث، تلتهي فيه مثل ما عملوا وزراء الإعلام السابقين.. بدنا تستعمل كل الأدوات اللي بين ايديك لتطبيق قانون الإعلام وباقي القوانين اللي بتحمي حقوق الناس والكرامة الشخصية والوطنية بالإعلام..

معالي المتسامح، بلا إعلام مسؤول ما رح يكون في بناء لدولة، ومع اعلام مُخرّب للقيم والمصداقية ما في بناء للانسان..

معالي الكريم، رح عرفك عن حالي، نشكر الله ولا مرة قبضت لحكيت، ولا تملقت لاتوظف، ولا طامحة لموقع، ولا خايفة اخسر مطرحي لأن المؤسسة اللي بنتمي الها، عندها مساحة للحرية واحترام رأي الآخر أكثر من غيرها بكثير، لهيك رح أتوجه لمعاليك بكلام بينحكى بس بالكواليس..

  • لأي متى رح يبقى التحريض بالإعلام مسموح، ومعيار السيادة حسب الانتماء؟
  • بأي مفهوم وطني، ما عنا عدو موحد ولا صديق مقبول من كل الإعلام؟
  • بأي اخلاق مهنية ردح الاعلام والاعلاميين بحق بعضن مستمرّ؟
  • ليه وزراء الإعلام والنقابات المعنية بيستنكروا الحملات ضد الإعلاميين ووسائل الإعلام لحماية الحريات، بدون الإضاءة على أغلاط الزملاء؟
  • ليه الإعلام التقليدي صار صورة مضخمة عن الإعلام البديل، لا ضوابط ولا قيود؟
  • ليه إعلامنا بدو يكون ناطق رسمي بتوجيهات دول خارجية ووصايات السفارات؟
  • ليه مسموح باشارات اعلامية يتحرك سعر صرف الدولار؟
  • ليه اصحاب الكارتيالات عندن حضور اعلامي بديل عن المصدر الرسمي، يعنى قطاع المحروقات بخبرونا اذا انفتح اعتماد او لا، وقطاع صحي بخبرنا عن حركة الدوا، وقطاع آخر بخبرنا عن امننا الغذائي والطامة الكبرى اصحاب المولدات غير الشرعية بيقرروا اي متى بفكوا عنا العتمة.. كلو بالإعلام بدون اي توضيح من الجهات الرسمية؟؟؟
  • لأي متى رح يبقى “السكوب” سلاح الإعلام وبالاخص بالأحداث الأمنية وقبل انتهاء التحقيقات، بيصير تسريب المعلومات وقود للفتنة؟؟
  • لأي متى رح يبقى مسموح فتح الهوا بشكل مباشر لتغطيات أقل ما يقال عنها إنها استهلاك للوقت واستهداف للذوق والأخلاق؟؟
  • اي متى رح نعرف الإعلامي “من أين له هذا؟” وبأي طريقة فينا نكافح الفساد الاعلامي؟
  • ولأي متى الإعلامي رح يبقى يدافع عن حقوق الناس وبرزقه ما بلاقي حدا يدافع عنه؟؟
  • ولأي متى الإعلامي الشريف اللي ما بيعرف يبيع ويشتري مواقف بدو يكون عاطل عن العمل، أو مهمّش؟؟
  • ليه ما بيصير عنا غرفة إعلامية رسمية مشتركة تجاوب عن كل الأخبار المتضاربة بكل الملفات الأمنية والقضائية والمالية والنقدية والاقتصادية والسياسية؟

معالي الوزير، مش مطلوب منك تكون ضابط أمني عالإعلام، ولا تمس بالحريات الاعلامية، ويمكن فهمنا غلط اللي قلتو بالمطار، لدرجة طلبت منك بتغريدة يكون عنا لوائح بمين نستقبل او نمتنع عن استقباله، وخجلت من حالي وقت رديت علينا “المسامح كريم”..

بأسلوبك الحضاري والراقي عم بطلب منك يا محبّ، تحرّر إعلامنا من التجارة، رجّع لاعلامنا احترامه، خلينا نستعين بالقواعد الـ٥٠ * الألمانية اللي بتدرس عن قبول الاختلاف وكيفية التعايش بين البشر، ليصير إعلامنا مدرسة، حرام يبقى إعلامنا مصدر الأحقاد والكراهية..

معاليك.. بتمنى تختار بضمير بين القمع الإعلامي واستقرار البلد.. وبين الحرية الفوضوية وبين إنقاذ الدولة.. وبعتقد الاغلبية الصامتة رح تكون معك وحدك.. لأن رح نعرف شو خيارك سلف.. وأديه هالخيار رح يتعبك.. وناطرين تكون جندي بمعركة الإعلام برتبة معالي الوزير..

وأرجوك.. ما تكون مسامح وكريم، بسوق عكاظ الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والإلكتروني.. ولك التوفيق.

* القواعد الخمسون

وتسمى قواعد المناقشة وتدرس في المدارس الألمانية: خمسون قاعدة عن فن قبول الاختلاف والتعايش بين البشر:

1- أنا لستُ أنت
2- ليس شرطاً أن تقتنع بما أقتنع به
3- ليس من الضرورة أن ترى ما أرى
4- الاختلاف شيء طبيعي في الحياة
5- يستحيل أن ترى بزاوية 360°
6- معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم
7- إختلاف أنماط الناس إيجابي وتكاملي
8- ما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا
9- الموقف والحدث يُغيّر نمط الناس
10- فهمي لك لا يعني القناعة بما تقول
11- ما يُزعجك ممكن ألا يزعجني
12- الحوار للإقناع وليس للإلزام
13- ساعدني على توضيح رأيي
14- لا تقف عند ألفاظي وافهم مقصدي
15- لا تحكم علي من لفظ أو سلوك عابر
16- لا تتصيد عثراتي
17- لا تمارس علي دور الأستاذ
18- ساعدني أن أفهم وجهة نظرك
19- اقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت
20- لا يتفاعل الإنسان إلا مع المختلف عنه
21- إختلاف الألوان يُعطي جمالاً للّوحة
22- عاملني بما تحب أن أعاملك به
23- فاعلية يديك تكمن باختلافهما وتقابلهما
24- الحياة تقوم على الثنائية والزوجية
25- أنت جزء من كُلّ في منظومة الحياة
26- لعبة كرة القدم تكون بفريقين مختلفين
27- الاختلاف استقلال ضمن المنظومة
28- ابنك ليس أنت وزمانه ليس زمانك
29- زوجتك أو زوجك وجه مقابل وليس مطابقاً لك كاليدين
30- لو أن الناس بفكر واحد لقتل الإبداع
31- إن كثرة الضوابط تشل حركة الإنسان
32- الناس بحاجة للتقدير والتحفيز والشكر
33- لا تُبخس عمل الآخرين
34- إبحث عن صوابي، فالخطأ مني طبيعي
35- انظر للجانب الإيجابي في شخصيتي
36- ليكن شعارك وقناعتك في الحياة: يغلب على الناس الخير والحب والطيبة
37- ابتسم وانظر للناس باحترام وتقدير
38- أنا عاجز من دونك
39- لولا أنك مختلف لما كنت أنا مختلف
40- لا يخلو إنسان من حاجة وضعف
41- لولا حاجتي وضعفي لما نجحت أنت
42- أنا لا أرى وجهي لكنك أنت تراه
43- إن حميت ظهري أنا أحمي ظهرك
44- أنا وأنت ننجز العمل بسرعة وبأقل جهد
45- الحياة تتسع لي ولكَ ولغيرنا
46- ما يوجد يكفي الجميع
47- لا تستطيع أن تأكل أكثر من ملء معدتك
48- كما لك حق فلغيرك حق
49- يمكنك أن تغير نفسك ولا يمكنك أن تغيرني.
50- تقبل اختلاف الآخر وطور نفسك

التعليقات