الإعلامي شادي معلوف عن جديده “قبل ما إنسى”.. على نيّة ذاكرة حاضرة..

كتبت: حنان فضل الله

يستحق شادي معلوف أن تلحقَ به، برنامجاً تلو فكرة، حواراً أو مقابلة أو حتى قراءة لنشرة أخبار أو “حال الطقس في آخرها”.. أن تتابع ما يعدّه ويقدّمه في الإعلام اللبناني.. علامة فارقة هو؟

نعم..

بكل بساطة، هو من قلّة من الإعلاميين الذين يعطون العمل الإعلامي حقّه، بعيداً عن الادعاء البغيض وافتعال الفهم وقراءة أفكار الضيف حتى قبل أن يفكّر بالإجابة..

يشعرك بأن ما يقدّمه هو لأجلك أنتَ المستمع العزيز.. فيه ما يفيد ويُغني الفكر ويُمتع ولا يسمّ البدن أو يشتّت التركيز.. 

مناسبة “الدردشة” هي إطلاق الأستاذ شادي معلوف والمخرج جان كيروز جديداً على مواقع التواصل الاجتماعي عنوانه (وغايته أيضاً) “قبل ما إنسى”:  

أولاً، مبروك جديدك.. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني أنه رغم حضورك المؤثر في منبر إعلامي واصل (أقصد إذاعة صوت كل لبنان 93.3)  ورغم إطلالتك عبر صفحتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلاّ أنك قرّرت أن تُطلّ بجديد وبشكل جديد.. ألا تكفي شغَفَك الاعلامي تلك المنابر؟

شكراً جزيلاً للاهتمام والمباركة، الصحافة والإعلام شغف للعاملين فيهما وبالتالي هم في بحث دائم عن الجديد أو عن التجدد على الأقل، لذلك كانت فكرة الاطلالة عبر وسائل التواصل في الفقرة أو البرنامج القصير “قبل ما انسى”.

كيف وردت الفكرة عندك؟

الفكرة انطلقت من الصديق جان كيروز، المؤلف الموسيقي والمخرج التلفزيوني الذي أطلق مؤخرًا نشاطه الإنتاجي لمواد مصوّرة على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال شركته social media add. وفي ما كنا نتحدّث عن الأمر اقترح عليّ ان ننفّذ معاً فقرة نبثّها على مواقع التواصل. فكانت فكرة “قبل ما انسى”. الفكرة وُلدت من أرشيفي الاذاعي الذي يضمّ ساعات طويلة من المقابلات مع شخصيات فنية وثقافية وأحيانًا سياسية، أجريتها خلال عقدين من الزمن، وهو عمر عملي في المجال الاذاعي. وأعلم أنّ حلقات عدّة من هذه المقابلات تضمّ أخبارًا نادرة أو محطات لافتة في الحياة المهنية او الخاصة لشخصيات قابلتها وتحدثت عنها أو حتى لحظات مؤثرة او فاصلة في حياة تلك الشخصيات، فقرّرت مع جان أن نستخرج تلك اللحظات ونعيد إحياءها.. قبل “ما انساها” انا وقبل أن ينساها الزمن إذا لم توثّق وتُترك للأجيال المقبلة، لا سيّما وأنّ لي أرشيفًا كبيرًا من حوارات مع شخصيات رائدة في مجالها قسم كبير منها لم يعد موجودًا في عالمنا اليوم. فكانت “قبل ما انسى” ولادة ثانية لتلك المقابلات في محاولة لإبقاء محطات وأحداث في الذاكرة من خلال فقرة مرئية-مسموعة، آمل أن تنال إعجاب هواة هذا النوع من الإعلام.

إعلام اليوم، هل يُشبِع العين والأذن والوجدان؟

الإعلام اليوم مثله مثل السياسة والفن والمجتمع والاقتصاد يعاني من تدهور القيم واختلاط المفاهيم، من دون تعميم طبعًا ومن دون إغفال زميلات وزملاء يقدّمون الجيد والجيد جدًا وربما الممتاز. برأيي في هذا الزمن لا ينبغي أخذ الأمور “دوغما” بمجملها لأن في ذلك ظلمًا لإعلاميات وإعلاميين ومؤسسات إعلامية وصحافية، بل ينبغي التوقف عند تجارب أفراد ومؤسسات ما زالوا “يناضلون” في هذا القطاع لتقديم ما يرونه يليق بأسمائهم ومسيراتهم، فتشبع بأعمالهم العين والأذن والوجدان في زمن تغلب عليه الضحالة والفراغ والاستهتار في مختلف المجالات والقطاعات.

عن اسم البرنامج “قبل ما إنسى” أريد أن أسأل.. وهنا أقصد شخصاً في مقامك الإعلامي يحترم ذاته وضيوفه في أي فترة زمنية استضافهم “معقول ينسى”؟!!

كلنا معرّض للنسيان.. وقد سُمّي الإنسان إنسانًا لأنه مفطور على النسيان. بعض النسيان نعمة، وبعضه الآخر نقمة لأنه نسيان لماضٍ وتاريخ ولصفحات مشرقة من ذاكرة فرد أو مجموعة أو وطن. فكان العنوان “قبل ما انسى” في هذه الأجواء، أي حفظ ما سنعيد الإضاءة عليه من النسيان في مادة مولّفة، تبقى حاضرة وموجودة وموثّقة مع مرور الزمن.

التعليقات