كتبت: حنان فضل الله
احتل هاستاغ #البقرة_أحلام منصة X ليومين متتاليين، فأصبحتَ تجدُه في كافة الأخبار والتغطيات والتعليقات، الهامة والعاجلة،و الأقل أهيمة وعَجَلة..
إن أردتَ الإطلالة على عاجل من غzzة- فلسـ<طين، طالعلك هاشتاغ #البقرة_أحلام؟
مع أخبار #أبوعبيده، يرافقك هاشتاغ #البقرة_أحلام!!
حتى في الأخبار العلمية والطريفة والظريفة والخفيفة.. ها هي #البقرة_أحلام، تملاً الجوّ!!
من هي تلك الـ أحلام التي تجوّلت “بقرنَتُها” على كامل رواد المنصة العالمية، من بلد إلى بلد، من موبايل إلى آيباد إلى جهاز كومبيوتر؟؟! ومع قليل من بحث، قليل القليل، بانت الحقيقة الفاقعة!!
إنها المغنية- ما غيرها- التي تستمتع بأن تلوك سيرتَها كلُّ الألسن.. مما لا أدنى شكّ فيه، أن لهذه المراة قصة غريبة مع لبنان، الذي تتنكّر له دوماً، وتهين ناسه بين الحين والآخر..
ونتساءل مع المتسائلين، هل يستحق لبنان كل هذا الحقد أو السخرية منها؟
هو الذي فتح أبوابه أيام عزّه، كما في أيام ضعفة، لـِ “يللي بيسوا وما بتسواش”؟
هو الذي هاجر أبناؤه- بمزاجهم- إلى دول العالم لينالوا أعلى الشهادات، حين كانت الصحارى زاخرة بكافة أنواع البعير..
هاجروا واغتربوا.. وحسّنوا حياة أهليهم وحيوات بعض الحظائر التي زاروها.. هندسوا مبانيها، أطلقوا إعلامها، أشادوا مدارسها، ومستشفياتها ومراكز دراساتها ومؤتمراتها..
هو الذي يحب الحياة بكل ما يمكن لعقلها المحدود أن يتخيّل..
هو الذي يعيش، أن ملك مال الدنيا.. ويتعايش إن عرف القلّة..
لبنان النخوة رغم الفاسدين، لبنان الجمال والبهاء، رغم المتسلّقين..
لبنان الذي قال عنه كبار نجوم العرب-بما معناه- إن من لم تبدأ شهرته في القاهرة وفي بيروت فهي لن تكون..
لبنان البلد المأزوم، لكنه الأروع.. لا ينقصه أن يعاني من أبغض ناكري الجميل ولا “نتفة”..
عرف لبنان أن فيه من المسؤولين ومن الشعب مَن يُخجل.. يعرف ذلك وسيلفظهم شيئاً فشيئاً.. لكنه يعرف أيضاً أنه عند الاستحقاقات فإن اللهفة على المسكين والمحتاج والضعيف وإحقاق الحق فهو ربّها.. وعند المواقف الكبرى، هو ربُّها أيضاً.
لبنان الذي علّم البَجَمَ الإتيكيت، والذوقَ والتذوّقَ وقيمة الـ”دجواهر” وعرّفهم على الـ coutour الـ hot coutour (طبعاً لا تُكتب ولا تُلفظ بهذه الطريقة الشرشوحة)..
لبنان الذي يفخر أبناؤه بسيادتهم في العلوم والطب والفكر والفن والثقافة.. كذلك على الموضة (وليس الـ MOTHA) العالمية.. وأنه دلّ الدون والـ بِدون على مبادىء الجمال والترتيب، والبريستيج..
لبنان يعرف أن صاحبة الهاشتاغ الأشهر في نظر الكثيرين أصغر من أن يُحسَبَ لها أي حساب.. هي مثل فركة الكعب، تزعج قليلاً، ثم “يفشّ” ورمُها وتُنسى..
لبنان يعرف أن العطور والـ Haute couture والماركات اللبنانية والعالمية وخصوصاً فالنتينو، لا تُخفي عبقة زِبل بقرة جرّبت “الماشطة” (خبراء وخبيرات التجميل والهندمة) أن تجعل منها ستّ “مرتبة”، لكن بقي وجهها “كشن” أما النفسية فهي ُ essence النتانة..