متابعة: هلا حداد
في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها منطقتنا، ارتقى قائد من أبرز رجالات هذا العالم الحر، قائد محور المقاومة وسيّدها، العلاّمة المجاهد والقائد المتميّز سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله فنال النصر والشهادة التي طالما سعى إليها وكانت مسيرته وسيرته كلها جهاد ومقاومة.
إنّ التجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين يتقدّم من الأسرة الكريمة للراحل الكبير، ومن عائلته الشريفة، ومن أمّة الشهادة، ومن الشعب اللبناني الصابر والمضحّي، ومن الأمّة العربية ومن أحرار العالم، ومن المقاومة العزيزة والمقاومين الأبطال بالتبريكات وأحر التعازي.
لا شك إنّ خسارتنا كبيرة، ومصابنا جلل بارتقاء قائدٍ عظيم كرس حياته دفاعاً عن لبنان وأرضه وشعبه وسيادته، ونصرة لقضية فلسطين، واستشهد على طريق القدس. إلاّ أنّ مسيرته مستمرّةٌ، ونهجه المقاوم باقٍ يستدل به الشرفاء والأحرار حاملي أمانة المقاومة. لقد مثّلت وكرّست حياته الحافلة بالجهاد والمواقف الصلبة الشجاعة أنموذجاً في الدفاع عن القضايا المحقة، فغدا رمز البطولة لرجل الجهاد الحقيقي والتضحية في سبيل القضايا العادلة والإنسانية والمحقّة.
يعتبر التجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين أنّ لبنان والأمّة العربية وجميع الأحرار في هذ العالم يفقدون قائداً مميزّاً وصادقاً باستشهاد القائد الكبير والاستثنائي، الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي قاد المقاومة مع العدو الصهيوني على مدى ثلاثة وثلاثين عامًا على دروب النصر والتحرير، بحكمة وشجاعة وجرأة. ما مكنّها من تحقيق الانتصار تلو الانتصار على العدو الصهيوني وفرض المعادلات الردعية في مواجهته، وتحت قيادته ولّى زمن الهزائم والخضوع.
أمام ثلاثة وثلاثون عامًا من الجهاد والمقاومة .. كل الكلمات التى يمكن أن تقال في وداعك تبقى قاصرة أمام قامتك يا حبيب القلوب وقائد الشهداء. لقد كنت الأمثولة للبطل الشجاع المقدام، الذي قاد المقاومة و الأمة على طريق النصر قبل التحرير في عام 2000، وقائد الوعد الصادق في عام 2006، والقائد الذي دعم وساند حتى الرمق الأخير، المقاومة الفلسطينية واليمنية والعراقية، وانتصر على الإرهاب التكفيري في سوريا ولبنان والعراق، وحمى سيادة لبنان وسلمه الأهلي، ودافع عن ومقدّسات الامّة في كل المراحل المصيرية.
بقلوب مليئة بالحزن يشدّدها الإيمان؛ نودّعك أيها الوعد الصادق، ويؤلمنا أن نتحدّث عن استشهاد شخصيّة استثنائيّة ورمزًا من رموز أمّتنا، حمل همومها وقضاياها، فعاش حياته كلّها دفاعاً عن مبادئه ووطنه وشعبه، وكان رمزاً في الدفاع عن القضية المحورية والأساس، عن فلسطين الحبيبة وعن أرض الوطن، كما عن المظلومين والمستضعفين في هذه الأمّة.
إنّ ارتقاء روح القائد الشريفة إلى بارئها بجريمة اغتيال آثمة مُدانة ارتكبها العدو الإسرائيلي، ستبقيك خالدًا في ذاكرة الأحرار، وسترسّخ نهجك الذي أنتج حقيقة فرضت فيها واقعاً قلبُه المقاومة وجوهره العزة وبوصلته الكرامة وعنوانه التحرير ومنارته. وستبقى ذكراك مع رفاقك وجميع من سقطوا في مواجهة هذا العدو حاضراً في ما أنجزت وفي ما زرعت من كرامةٍ وعزّة في الشعوب والأمم.
أمام هذه الجريمة الجبانة التي ارتقت فيها قامة بحجم سماحة السيد حسن نصر الله، سيّد المقاومة في القلوب والأذهان وفي كل الميادين، وثلّة من رفاقه الأبرار خسارة سنزداد عزمَا وصلابة على مواصلة العمل والسعي إنتصاراً للحق، ولن ننثني عن مواجهة الإرهاب الصهيوني وعدوانيته التي تجاوزت كل الحدود والقواعد القانونية، فشكّل اغتيالك والقادة والبررة جريمة لكل القيم الإنسانية.
نبارك للأحرار في هذا العالم نيل قائد المقاومة وسيّدها شرف الشهادة المباركة، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً. ذلك ان الشهيد الكبير كتب في كلماته الاخيرة ما آمن به طيلة حياته أن المقاومة ستنتصر حتماً.
باستشهاد سماحة السيّد القائد، رمز المقاومة والمقاومين في العصر الحديث، يعتبر التجمّع الأكاديمي في لبنان، انّ الوفاء لقائد مسيرة انتصاراتنا يكون في المضي قدما على نهجه بالتمسّك بنهج الكرامة والاستقلال الوطني ومقاومة الكيان الصهيوني المجرم وبإكمال المسيرة حتى النصر.
نودعك أيّها القائد الرمز، وقدوة المقاومين والمناضلين والأحرار والشرفاء، بحرقةٍ ولوعة شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا قلّ نظيرها، فكنت بحق رجل الميدان والجهاد، وأحد القادة الذين يفخر بهم التاريخ، وستخلُد أيقونةً للأحرار في هذا العالم.
ارتقيت شهيداً على طريق الحق بصلابتك وحكمتك، فولّى تحت قيادتك زمن الهزائم وسطّرت انتصارات عظيمة للأمة. وستوقد دماؤك الزكيّة شعلة الحريّة، وستنتصر إرادة الأحرار والمقاومين حتى تحقيق النصر وتنفيذ الوعد الصادق بتحرير فلسطين والمسجد الاقصى والقدس الشريف، الذي عملت وجاهدت طيلة حياتك من أجل تحرير المقدّسات من براثن الصهيونية، ولتضع حداً للظلم والاستكبار.
وبهذه المناسبة الأليمة، نعزي العالم أجمع باستشهاد سماحته، رمز المقاومة والمقاومين في العصر الحديث، المجاهد العظيم في نضاله، الكبير في شجاعته، والمدوّي في شهادته.
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال.