التعمية السياسية في أعلى درجاتها

كتب الباحث الدكتور جورج حرب:
التضليل الإعلامي محترف، في التمويه والتيئيس والتضليل، والحقيقة في مكان آخر.
التمويه، للتغطية على ما يُرسم للبنان وصار جاهزاً، انطلاقاً من الإتفاق النووي الأميريكي الإيراني والذي بدأت نتائجه إفراجاً عن مليارات الدولارات الإيرانية التي كانت محجوزة وآخرها البارحة 4 مليار دولار من البنوك الكورية الجنوبية إلى البنوك الإيرانية.
التيئيس من حلول مرتقبة للأزمة اللبنانية، المرتبطة بالحلول الإقليمية، والدولية، انطلاقاً من أزمة كازاخستان، المرتع الأميركي والإسرائيلي على السواء، عبر شركات لاستخراج معادن نادرة، وبالأخص اليورانيوم منها، وبين البيع والشراء الذي حصل بين الروسي والأميريكي، نتج عنها وصول 4000 جندي روسي البارحة إلى كازاخستان، ما يؤشر إلى اتفاق بدأ يتظهّر وتبادل نفوذ بدأت بنيته تتكون. إن تبادلاً يحصل بين الدول، من كازاخستان إلى العراق والسودان واليمن وأفغانستان وليبيا ولبنان.. كلها دول غنية بالمعادن والنفط والغاز، تتقاسمها قوى كبرى، وكنتيجة حتميةّ، الأزمة اللبنانية نحو التسوية درّ، ولكن مع تغيير حتمي لمعظم الطبقة الحاكمة ما بعد الطائف.
– في التضليل، يريدون حرف الحقيقة لضرب رئيس الجمهوريةـ وهنا، علينا الفصل بين شخص ميشال عون الرئيس الذي لا يعيرونه أهمية قبل 10 اشهر من تركه للسلطة، وإنما المشكلة الحقيقية والجدية والمرعبة لهم، هي مدرسته، نعم مدرسته. في الزمن الآتي، يرتابون من مدرسة ميشال عون الوطنية والإستراتيجية، في الوزارات، كما في الإدارات وهنا لا بد من المصارحة، لا اقصد من تم تعيينهم خلال السنوات الخمس الأخيرة، لأن معظمهم لم يمثلوا فعلا تلك المدرسة، لقد ساوموا، أو سكتوا، أو خافوا.. لقد خذلوا الوزير باسيل كما خذلوا الرئيس، وخذلوا كل لبناني تأمل خيرا بهم، هنا، وفي هؤلاء تكمن المشكلة التي نعاني منها، لقد تمسكوا بمراكزهم دون اي إنتاجية، إلا قليلين منهم كانوا ابطالاً، وها هو الإعلام يضربهم اليوم، أنظروا لبوصلة شتّامي الإعلام، وحدّقوا عمّن يصوّبون، لتتأكدوا من أبطال لم يدخلوا في بازار اللعبة المالية والتسووية.
داخل الإداراة اللبنانية اليوم، نجد مئات الموظفين المجهولين الذين يعملون بصمت، يعانون ويعاندون أي تدخل، ويرفضون أي مساومة على القانون، الأكفاء والأذكياء، هم ينتمون إلى مدرسة ميشال عون، مع عتب على خيارات إدارية غير موفقة اتخذت في ترقية زملاء لهم رغم نقص كفاءتهم. هؤلاء هم مشكلة دول الغاز اليوم، لا يريدونهم ولا يريدون مدرستهم، لأنهم متيقنين من انهم سوف يزعجونهم قريباً، ولينهونهم، سيحاولون إنهاء حالة مدرستهم، ومرتعهم، ومن يشكل حماية طبيعية لهم.
الإنتخابات القادمة، يريدون منها تركيبة سياسية توقع عقود الغاز دون جدل أو نقاش، ولو أوحى جبران باسيل اليوم لهم مرونة في ذلك، سيصبح كل الإعلام المغرض إعلامه، وكل المال السياسي ماله، وكل الرجال رجاله.. جبران لن يوحي، ولن ننتهي المعركة إلا بعد إعلان نتائج الإنتخابات.. إن حصلت.

التعليقات