تحت عنوان “التربية المقاومة” عقدت عمدة التربية والشباب في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعي مؤتمراً تربويّاً، حضره أساتذة جامعات ومدرّسين وطلبة، وفعاليات تربوية متعدّدة، وشارك في جلسات المؤتمر باحثين من كيانات الأمّة، وتضمّنت محاوره “وعي التّاريخ، وتحرير التعليم، ونقض سرديات الاستعمار، والاستعمار وتربية الاعلام المقاوم وثقافة الصمود، إضافة إلى نقد الارث المعرفي الاستعماري والمقاومة التربوية، والحراك الطالبي العالمي وآليات المقاومة الشبابية”.
الدكتورة صفيّة سعاده
تحدّثت ضيفة شرف المؤتمر، الدكتورة صفية سعاده، فأكّدت على أنّ “لا نهضة بدون مدارس وطنيّة”، مُستشهدةً بأمثلةٍ حيّة عن مشاريع تحويل المدارس من مؤسسات تعليمية وطنية الى مؤسسات دينية احياناً مُشدّدةً على خطورة الأمر. ورأت سعاده أنّ “المعلم هو أخطر وأهم وظيفة يستطيع أن يقوم بها إنسان ضمن المجتمع لأنّه يختزن المستقبل بين يديه”، مؤكّدة على أنّه “لا تستطيع حتى المقاومة أن تعمل من دون معرفة”.
الدكتور جاد ملكي
استهلّ المؤتمر الدكتور جاد ملكي، عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي، فلفت الى أنّه “هذه المرة الأولى التي يستضيف المؤتمر فيها متحدثين من جميع كيانات الأمة”، ثُمّ فنّد أسباب عقد المؤتمر مشيرًا الى أنّ “التعليم يحارب الفكر الصهيوني، فالعدو الصهيوني والحركات الرجعية لا تكتفي باستهداف المدرسين والطلبة في فلسطين بل يوجهون سلاح الجهل والخنوع أيضاً”. وأكّد أنّه “وجب علينا أن نوسّع وحدة الساحات المقاومة لتشمل وحدة التعليم المقاومة ووحدة التربية المقاومة ووحدة الثقافة المقاومة”.
الدكتور ربيع بنات
اختتم الجلسة الافتتاحية الدكتور ربيع بنات، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، مُشدّداً على أنّ “حزبنا عاد لساحات الجهاد ليس فقط من الساحة العسكرية و إنما من الساحات التربوية و الثقافية أيضاً”. وأكّد بنات على أنّ “مؤتمرنا الذي نحييه هو جزء من استراتيجية النهوض بالتربية و التعليم”. وفي سياقٍ مرتبط، أشار الى أنّ “الطائفية ومشاريعها التقسيمية هي العلة الأساس لترسيخ التربية ومفهوم المواطنة ورفع مستوى المواطن الجامعي”. واختتم كلمته بتأكيده أنّ “الانتصار في ميادين التربية لا يقل عن المعارك العسكرية ذلك لأن تحرير الفكر هو تحصين للبلاد و بناء الإنسان”.
جلسات المؤتمر
أدارت الجلسة الأولى عميدة الثقافة في الحزب السّوري القومي الاجتماعي، الدكتورة فاتن المُرّ، وكانت بعنوان “وعي التّاريخ، تحرير التعليم، ونقض سرديات الاستعمار”، وداخل فيها كل من المؤرّخ والباحث بدر الحاج من لبنان، والدكتور فندي أبو فخر من سوريا، والدكتور عامر فيّاض من العراق، والدكتور نظام عسّاف من الأردن، والدكتور أحمد زكارنة من فلسطين.
أدارت الجلسة الثانية الدكتورة لبنى طربيه، وكانت بعنوان “الاستعمار وتربية الاعلام المقاوم وثقافة الصمود”، وداخل فيها كل من الدكتورة غريتشين كينغ من كندا، والدكتور علي الطقش من لبنان، والدكتور نايف جراد من فلسطين، والدكتور محمود عوّاد من لبنان.
أدار الجلسة الثالثة الدكتور فداء بو حيدر، وكانت بعنوان ” نقد الإرث المعرفي والاستعماري والمقاومة التربوية”، وداخل فيها كل من الدكتور نيكولا كوزماتوبلوس من اليونان، ومن لبنان الدكتور وليد عكر والدكتورة ندى عويجان والدكتورة وفاء نون.
أدار الجلسة الرابعة الدكتور لؤي زيتوني، وكانت بعنوان “الحراك الطالبي العالمي وآليات المقاومة الشبابية”، وداخل فيها كل من الدكتورة عبادة كسر من لبنان، والدكتور وسام حيدر من الأردن، والطالبة اميسا ملكي من جامعة جونز هوبكينز في بريطانيا، والطالب هنيبعل الشرقي من جامعة مساتشوستس في الولايات المتّحدة الأميركية.
واختتمت اعمال المؤتمر بتلاوة الميثاق الوطني للتربية القومية، من قِبل وكيل عميد التربية في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأستاذ عمر عبد الباقي، ويهدف الميثاق الى نشر ثقافة التعليم المقاوم، وربطه بواجب المواطنة في الدفاع عن الهوية المشرقية في وجه الظاهرة المركّبة المعروفة بما بعد الصهيونية عبر حفظ الذاكرة، وحماية التاريخ، ومناصرة الجيش الوطني، ونشر ثقافة الوعي لحماية الأمن القومي، وتعزيز الوعي الوطني، واستخدام التكنولوجيا، وتدريب المعلّمين، وحماية الثروات الطبيعية، وتعزيز اللغة العربية. ويتضمّن الميثاق تنشئة الفرد على القيم الوطنية الأساسية وتشمل العدالة والمساواة و الحق في الدفاع المشروع، ورفض الهيمنة، وحماية البيئة، وتعريف ونشر الرموز الثقافية، وأكّد الميثاق على المرتكزات الثابتة والهادفة إلى بناء مجتمع متماسك عبر تحديد مرتكزات أبرزها تعزيز الحس بالانتماء الوطني، ونشر ثقافة المواطنة وحماية الأمن القومي، وتقوية أسس التعاون وبناء الشراكة، وتنشيط ثقافة الحوار.