لا يشبع المشتاقون الى الكوميديا النظيفة الذكية والهادفة من متابعة “إعادات” مسلسل الخربة على غير شاشة عربية وآخرها قناة سما الفضائية السورية التي باشرت بعرض “جديد” للمسلسل الأنجح..
نايف بو مالحة (رشيد عساف) حيث استطاع الممثل الكبير، أن يكون تماماً ما أراده الكاتب د. ممدوح حمادة.. ذاك الـ “ختيار” الكييد في علاقته مع ندّه بو نمر بو مالحة (دريد لحام.. الذي استطاع أن يثبت، كما دوماً، قدرته العالية على أن يكون الكاراكتير الذي يجسده، قالباً معايير أدواره السابقة..
توفيق بو قعقور، بو عاطف زوج نفجة.. وصهر بو نمر (باسم ياخور) الذي أبدع في شخصية بو عاطف المنكسر أما قوة شخصية زوجته المتعلقة بأبيها، مثالها الأعى.. نفجة.
نفجة بنت بو نمر بو قعقور.. (ضحى الدبس) التي أعطت للشخصية ما أراده الكاتب وأكثر.. أداء رائع..
محمد حداقي، شكران مرتجى، محمد خير الجراح، أحمد الأحمد…
طويلة وكاملة ولا استثناء فيها، هي لائحة أبطال “الخربة” في تلك الكوميديا الساخرة التي سحرتنا في العرض الأول (رمضان 2011)، ولا تزال في كافة عروض الإعادة..
من تابع الخربة يعرف تماماً أن كل ممثل أعطى للدور استحقاقه، وللشخصية أبعادها.. الكل أتقن عمله.. فكان والخربة ويبقى، نموذجاً لجمال البساطة.. في الفكرة العميقة، والمعالجة غير السطحية، والمغزى السياسي في كل حلقة.. أليس في عالمنا العربي زعماء متمسمرون على كراسيهم، يرفضون أي تغيير يقصيهم عن السلبطة على مصائر العباد ومقدّرات البلاد؟ ماذا عن صراع الأجيال الثلاثة؟ وانتقاد أهل السلطة والثورة السورية التي فاقت على مطالب ولم تنم على قتل وتكفير وإلغاء؟ ودناءة أهل السلطة والوساطات و…
أوركسترا كوميدية ذكية، فائقة التجانس، بين كافة عناصرها، قادها بحرفية عالية الليث حجو، في مسلسل لا يزال يحصد نسب مشاهدة عالية، في إعادات العرض، فمثله حاجة لملء الوقت، لا قتله، بالناقد المسلي والمنير لعقول الكثيرين.
ولا نزال نتمنى جزءاً ثانياً للعمل؟ بالتأكيد.. فهو بتركيبته، لن يدخل في بازار الإعادات التجارية بأهدافها التجارية، “خفيضة” المحتوى الدرامي.. نرجو ذلك.. نحن الجمهور المشتاق.
