الرسول الأكرم بين إنصاف عظماء الأمم وظلم أبناء أمته: سوء التدبير!!

كتبت: حنان فضل الله

تنوّعت حملات التضامن مع رسول الله محمّد عليه صلاة الله وسلامه تسليماً، كما يردّد المؤمنون..

دعوات للمقاطعة (البضائع الفرنسية هذه المرة).. مسيرات (خفيفة)..

والسبب المباشر، الصفاقة غير المسبوقة لكاريكاتوريست شارلي ايبدو ومن خلفه..

لكن بالعقل.. هل كان أصحاب نداء : إلا رسول الله عكسوا من وصفه ربّه بأنه على خلق عظيم؟!

هل كانوا خير ممثل لخير البشر؟ حبيب الله محمّد؟!

هل ظهّروا صورته على نقائها؟ أم شاركوا في التشويه وأمعنوا في التخريب؟

هل بانت عليهم عوارض وصفه لهم: خير أمة أُخرجت للناس؟

ليست المرة الأولى التي يهان فيها الرسول الكريم، وعسى أن تكون الأخيرة.. مع أن هذا التمنّي صعب بوجود ماكينات تصنّع الحقد والكره والتخلّف، تقابلها جماهير “هبلة” لا تردّ الضيم عن المصطفة المختار؟

فماذا فعل المدافعون عنه؟

ألم يجترّوا قصصاً أساءت إليه وغيّبت شخصيته وسيرته وخصوصيته بسبب تعصّب “أهبل” أرعن ضيّق عنوانه الأوحد: “لا يجوز”؟

هل أبقوا من سيرته إلا تعدّد الزوجات؟!! وفتاوى عوراء عمياء بلهاء.. زادت في استنكار ما يمتّ إلى تعاليمه بأي صلة!؟؟

هل أثبتوا بما لا يقبل الشك التاريخي أنه حوّل قوماً من جاهلية كالحة وعمل على تقريبهم إلى الحضارة، فكان السبب في الانفتاح في اللغة والشعر والعمارة والزخرفات الفنية إلخ إلخ إلخ؟!!

هل يملكون التأكيد على أنه حرّر العبيد؟ فيما لا يزال “ذكور” العوائل و”نسوانهم” هم الأشد تخلفاً ورجعية، يمعنون في إعادة رَسَن الأمر والنهي إلى الأكثر تخلّفاً- دون بذل جهد البحث والتأكد عن الأصل والأساس- في آراء غبية عنيدة عصيّة على المرونة يفرضونها باسم الله والرسول والدين؟!!

هل قدّم مبدعو الأمة جهوداً في تظهير عَظَمة خاتم النبيين؟

هل طوّعوا الفن من سينما ومسرح وتلفزيون ومنصات إلكترونية حديثة لتنقية سيرة النبي الكريم من كل عيب ولوثة يزيد في تشويهها حضور أنانياتهم وإحكم اللجام على أدمغتهم؟!!

هل سردوا سيرته الصحيحة دون أن يختلف “أرباب المذاهب الكبرى و”الأزغر شي” من المتسننين إلى المتشعيين وما بينهما على صحيح فلان وعنعنته عن منقول علتان؟

هل مارس كبارهم سلوكيات تزيل التهم الكذابة عن الصادق الأمين.. فساهموا في سرد جقائق لا غبار صحراوي عليها.. يعصف في تفاصيلها كما “الطَوز”!!!

قبل انتقاد اساءات “الغرب الكافر” عن المختار المبارك الأكرم.. هل كنتم خير ممثل لفكره وخلقه النبيل؟

هل يعرف هؤلاء أن محمداً كان على خلق عظيم قبل الدعوة وبعدها؟ أو أنهم يكتفون بأنه كان مزواجاً؟ ويهرولون إلى صفحات القرآن الكريم ليثبتوا “شبقهم” الجنسي و.. “لن يعدلوا”!!

كم مرة نشرتم أنه في الحروب دعا رجاله أن: «لا تقطعوا شجرة.. وألا تقتلوا امرأة ولا صبياً ولا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا فى القتل.. ولا تهدموا معبداً ولا تخربوا بناءً عامراً.. حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل»..

هل تبرأتم حقاً من آكلي الأكباد وقاطعي الرؤوس وخطّافي النساء و”ناكحينهن” وسائر دجّالي الشريعة، ممن نصّبوا سبّباباتهم وبلّلوا ذقونهم ببول البعير ورفعوا اسم الله والرسول وذبّحوا وسبوا وسرقوا وانتهكوا حرمات الأراض والبلاد والعباد.. ألم تتهموا من حاربهم؟ ودعمتم من ناضل لدهرهم؟!

كم مرّة ذكرتم دعوته إلى الخير: لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه؟!

هل تعملون حقاً أنه دعا إلى التعبير عن المحبة: إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله.

وفي وفائه لذات الفضل على بداياته، زوجته خديجة بنت خويلد لما عبّرت عائشة عن غيرة ما منها.. قال: ما أبْدلَني اللّه خيراً منها، آمنَتْ بي إذْ كَفَر الناسُ ، وصدَّقتني وكذَّبني الناسُ وواستني في مالها إذ حرمني الناسُ ورزقني اللّه منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء »

هل تفقهون وأنتم “تلقلقون” حبكم للرسول، أنه لمحمّدٍ أسماء وصفات وألقاب أطلقت عليه، تليق به ويليق بها ومنها:

الأتقى- الأبر – الأصدق- الأحسن- الأجود – أشجع الناس- أرجح الناس عقلاً- الأزهر – الأعلم بالله- الأخشى لله- أفصح العرب- الأكرم – الأمين- البرهان – بشرى عيسى- حبيب الله- دعوة إبراهيم – الدليل- ذو الخلق العظيم- المبارك- المبتسم- المختار- النور- البشرى..

أما بعد..

وقبل أن تستنكروا وتطلقوا الدعوات للمقاطعات.. 

ابذلوا الجهد.. قليل منه.. للبحث في سيرة نبيّكم ورسول الله إليكم.. السيرة الصحيحة، نظفوها من الشوائب، وانشروا بين الأمم خيره ونقاءه وقيمه..

طوّعوا السينما والمسرح والتلفزيون والمنصات الإلكترونية، في خدمة هذا الرجل العظيم الذي أنصفه كبار مؤرخي ومفكري وفلاسفة العالم (ابحثوا..).. وأمعن في ظلمه، أبناءُ أمته التي خاف عليها من.. سوء التدبير..

 

التعليقات