كتبت: حنان فضل الله
الصورة توليف المخرج Garabet Tahmajian
غريب أمر مَن يعتقد أن ظاهرة الشذوذ مسألة عادية ولا تخرج عن كونها “حرية شخصية”، وأنه حالة “انسيابية” وغير محضّر لنموّها وانتشارها والدفاع عن “جماعتها”، بكل ما أوتيَ المدافعون والمروّجون من سبل دعم: في الإعلام، في الفنون، في الأزياء، في الترويج عبر الأفلام السينمائية، أن يكون الشاذ Cute والشاذة “جدعة”، أن تعطي لهما صفات الطيبة والإيثار والنخوة، فيدافعون عن المظلوم وينصرون الحق ويقطّرون بساطة وبراءة!!.. قد يكون بعضهم كذلك.. هل نُنكر موهبة المغني والمؤلف الموسيقي البريطاني إلتون جون؟ الممثلة الرائعة جودي فوستر؟ المغني الأروع (بريطاني أيضاً) كوين/ فريدي ميركوري؟ مصمم الأزياء الفرنسي العالمي إيف سان لوران؟ وغيرهم وغيرها.. هؤلاء خجلوا من شذوذهم، فأخفوه عن جماهيرهم الغفيرة (جودي فوستر) خوفاً من تأثر شعبيتهم، أو لم يتاجروا به، أو يعمّموه (الباقون) كموضة رائجة، إن رفضتها فأنت متخلّف؟؟!!.. هذا كان في زمنهم، كانوا مبتلين بالشذوذ، فستروا البلوة باعتبارها “عيب” وصارت الجماهير.. غفورة..
“شواذ اليوم” يتميّزون بجرأة (لم أقل وقاحة) تخطّت كل حدود، هم يتسلّلون إلى التشريعات، بحجة الحقوق، عبر نوّاب من الجنسين ومن الجنس الثالث المحيّر تدعمهم تلفزيونات، تغصّ بالمحيّر (ما غيرو)، إلى المناهج التربوية بحجة مساواتهم مع باقي التلامذة، من الأطفال إلى المراهقين إلى الشباب والشابات.. عدواهم تطال الكوكب.. يتباهون دون حياء أو رفّة جفن، يصبحون نجوم سوشال ميديا تستقبلهم الشاشات وتروّج لتزويجهم!!!
الباحث في العلوم الاجتماعية الأستاذ روبير الهاشم شرح بالتحليل العلمي في حلقة استثنائية عبر منصة Harf Arabi Plus على يوتيوب عن سيطرة الشذوذ الجنسي والترويج للمثلية والمثليين (اللفظ المؤذب الدارج لعبارة شاذين).
من جهته د. فؤاد غزيري ومع الزميلة حداد أيضاً، فسر- في سلسة حلقات- علمياً وطبياً وجينياً حالة “الشواذ”وقال إن الشواذ يعدّون 4% من سكان العالم.. والباقون أي حقوق تبقى لهم، أقله في التعبير عن آرائها في استنكار تمدّدهم؟ وسلوكياتهم وجرأتهم الخارجة عن كل معتاد؟!
مناسبة هذه المقالة هي فيديو قصير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لشاذّين قررا (حرية شخصية) لا أن يتبنيا طفلاً أو طفلة، بل أن ينقّبا جينياً في بويضة متبرّع بها، عن أفضل المواصفات، وطبعاً اختارا أيضاً رحماً مستعاراً ليحصلا على الطفلة.. كم علامة تعجّب واستفهام يلزم؟!