سألت وكتبت: حنان فضل الله
هي زمن جميل بحدّ ذاته، زمن المكتوب ذو الذاكرة غير الخوّانة.. ارتبط اسمها بأهم الأسماء، محاوِرة فضولية، ضابطة لإيقاع حديثها مع النجوم.. كاتمة أسرارهم بحكم قيم “الخبز والملح”..
ابتسام غنيم، الكاتبة الصحفية والزميلة التي تعبُر في تجربتها، بين الأمس واليوم إلى غدٍ نأمله مكللاً بالنجاح والفرادة.. وعلى أمل تتبّع موقعها الإلكتروني الجديد الذي تستعد لإطلاقه قريباً، ونحن أول المباركين لها به..
أسئلة وإجابات، حول المهنة اللذيذة المتعبة، حول الخيبات والتجربة والطعنات..
اختلفت الصحافة منذ بدأتِ إلى اليوم، صح..
الوضع الإعلامي اختلف بين الأمس واليوم.. كنا نتعب ونبحث وننقب لنكتب الخبر ولنكون على قدر المصداقية، اليوم باتت الأخبار منقولة واختلط الحابل بالنابل.. بالأمس كنا نثابر حتى نكسب ثقة النجوم والمشاهير من خلال محاورتنا لهم، أو نقدنا البناء لأعمالهم، بينما اليوم صار بعض العاملين في الحقل الإعلامي يعملون لدى الفنان بنشر أخباره وتوسيع دائرته الإعلامية.. هذا بالاضافة إلى أن الأغلبية باتت تطلق على نفسها لقب إعلامي أو إعلامية، وهم بالكاد دخلوا المجال قبل أشهر أو سنة على الأقل، وتعلمين جيداً أن تسمية إعلامية لا تقال إلا لمن عمل في الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع، يعني مثلاً أنا كاتبة صحفية ولست إعلامية لأن عملي ينصب على الكتابة وإعداد البرامج .. يوجد اليوم عجقة غير صحيّة لكن بالمقابل هناك بعض الشباب المجتهد الذي يبشر بالخير ويعمل بكل إخلاص في الإعلام، وأتمنى أن لا يتعرّضوا للحرتقات، ويبقون ضمن قائمة الجنود المجهولين.
في مصر لك علاقات طيبة بأهم وأكبر النجوم.. نلاحظ ثقتهم بك وهذا أمر قليل إذا لم أقل نادر مع عدد لا بأس به من الصحافيين والإعلاميين، ما سرّ تلك العلاقة الطيبة والثقة الكبيرة؟
المصداقية ومحاورتهم بأسلوب راقي، حتى لو أردت افتعال سكوب صحافي، فاعمد إلى انتزاع الأسرار من ضيفي مباشرة خلال الحوار من دون تحايل أو إحراج، بالاضافة إلى أنه على المدى الطويل تعززت الثقة بيننا، وما يقال بعد إنهاء الحوار يبقى طي الكتمان، ولا أسمح لنفسي بنقل أو إفشاء أسرارهم خصوصاً أن العلاقة بيننا تعدت حدود الصحفية والنجم، بل صارت علاقة ودّ ومحبة، ومعظم النجوم باتت بيني وبينهم قيَم الخبز والملح، يعني صرت من أهل البيت ولهم في قلبي مكانه كبيرة.
ذكرتِ حرتقات.. ما قصتها وهي موجودة في كل المجالات؟
في كل المجالات يوجد حرتقات، لكن كل ما يتعلق بالشهرة والأضواء والإعلام، تكون الحرتقات أكثر والضرب من تحت الحزام، وأقرب مثال لك أنا، يعني لطالما حاول البعض إشاعه مقولة من أني أتقاضى مبالغ مالية من نجوم ومشاهير مصر حتى أجري لهم حوارات وطبعاً هذه شائعة سخيفة ومن أطلقها أسخف منها بكثير، فهل يعقل أن يدفع لي الإعلامي الكبير وجدي الحكيم مبلغاً لقاء حوار؟ أو الموسيقار الدكتور حلمي بكر؟ أو أبطال انتصارات أوكتوبر- قامات حرب تشرين العظيمة؟ بالإضافة إلى أنني أؤمن بنظرية المؤامرة حيث أنه في مرحلة أراد البعض تحجيمي لكني لم استسلم، ولن.. علماً أنني تأذيت نفسياً ومعنوياً ومادياً، لكنني قررت المضي بالطريق الذي اخترته رغم الحرتقة التي أتت من اشخاص هم أبعد ما يكون عن الإعلام وعن شرف المهنة لكنهم مدعومون.. و”نيال مين إلو واسطة”.. ولكن إلى متى سيستمرون في حرتقاتهم؟ ففي النهاية لا يصح إلاّ الصحيح.
انتهيتم مؤخراً من مهرجان كبير وحاشد، وكنتِ في اللجنة الرئيسة فيه، خبريني بداية قصة هذا المهرجان.. وما الذي يميّزه عن غيره؟
فكرة مهرجان الزمن الجميل تعود للجراح التجميلي الدكتور هراتش سغبزريان الذي ينتج ويترأس المهرجان وهدفه تكريم النجوم والعمالقة الذين افنوا حياتهم بالعطاء الفني وطبعا الفكرة رائعة وتحمل رسالة، وهي تقديم كلمة شكر لهؤلاء الاساطين الذين عملوا بالفن والإعلام والكتابة بكل اخلاص، والأغلبية للأسف انحسرت الأضواء عنهم قسراً أو ربما عمداٍ الاّ أنهم في النهاية هم من صنعوا زمناً جميلاً، بكل المعايير.. مهرجاننا جوائزهليست مدفوعة ولا يتضمن المحسوبيات والواسطات، كما أن لجنته تضم أسماء كبيرة في مجالها مثل المايسترو احسان المنذر والشاعر طوني ابي كرم والنجم خالد السيد والإعلامية ماتيلدا فرج الله وغيرهم بمجال الفن والكتابة.. الفكرة ولدت قبل ثلاث سنوات واستقدمنا حينها من مصر وسوريا والعراق عدداً من النجوم لتكريمهم إلى جانب نجوم لبنان. وفي العام التالي اضفنا الجزائر وهذا العام كان لتونس حصة من التكريمات، كما يتم تقديم بوليصة تأمين لنجوم لبنان وطبابة واستشفاء وحوادث سير، قدمت التأمين هذه السنة شركة cumberlend.
كيف توفقين بين كونك صحافية ناجحة وبين أن تكوني أماً تهتم كما أعرف بكل تفصيل دراسي أو إبداعي لدى اولادك.. كلهم متفوقون في الدراسة وفيهم مواهب فنية ما شاء الله؟
أحاول أن أعطي كل ذي حق حقه، فأنا كما أعشق الكتابة أيضاً “روحي معلقة بولادي عمر وتوأمي عيسى ونور الهادي”، أتابع دروسهم بنفسي إلى جانب المعلمة الخصوصية، أشجعهم على صقل مواهبهم، فعمر مثلاً في سنته الجامعية الثانية في LIU، وعينه على المؤسسة العسكرية وهذا يزيدني فخراً من أن يكون إبني وطنياً ولديه روح البسال، أما عيسى فهو يحمل كل الأضداد في شخصيته، إذ أنه درس العزف على الغيتار ويجيد الرسم ودخل دورات لتعلم تجويد القرآن الكريم ومع ذلك يريد امتهان الطب البيطري، لانه يعشق الحيوانات وخصوصاً الطيور التي يقتني كل أنواعها بل ويتحدث معها أيضاً، بينما توأمه نور فهو شخصية مختلفة تماماً ويريد أن يكون شيف مثل الشيف ريشار أو الشيف أنطوان وبالتالي أن ينضم للمؤسسة العسكرية مثل شقيقه عمر ورغم كل شيء أشعر أني مقصرة معهم خصوصاً اني اليوم بصدد إطلاق موقعي الإلكتروني الذي شارف على الانتهاء وحتماً سيأهذ حيزاَ إضافياً من اهتماماتي.
ماذا علمتك المهنة؟
علمتني الصبر وسياسة النفس الطويل، علمتني أن لا أثق بالمديح، وأن قلة قليلة هم من أستطيع أن اتخذهم أصدقاء حقيقيين في حياتي، علمتني أن أكون حذرة من أصحاب الابتسامه الصفراء الذين يجيدون الطعن من الخلف وعلمتني أن لا شيء يدوم لأحد بدليل أن كثراً “تفرعنوا”، وفي النهاية سحب البساط من تحت أقدامهم .. علمتني أن أظل على تلقائيتي وسجيتي، وأن أكون أنا وهذه الأنا لا أجعلها تتضخم بداخلي، كي يلا تكون نهايتي على يدي الخاصة..
ماذا تقولين للجيل الجديد؟
اجعلوا من الكتاب صديقاً وابتعدوا عن الشللية، لا يسكركم المديح، ولا تسمحوا للحرتقات أن تحبط من عزيمتكم، وتذكروا جيداً أن “الضربة التي لا تكسر “بتقوي” شرط أن تكونوا أوفياء مع أنفسكم قبل أي أحد آخر..