متابعة: هلا حداد
أكثر من نشاط خرج إلى الإعلام لطلّاب الأنطونيّة في كسارة، ومشاريعهم كانت دائماً فوق العادة. وهذا ما يدفعنا إلى الإضاءة على نشاطاتهم من حيث أنّها تأتي دائماً بتوقيتٍ غير طبيعيّ. يراهنون بعشاء في كازينو لبنان ويفوزون على أستاذهم المراهن للسنة الثانية على التوالي، في وقت يشعر الناس فيه بواقعٍ ضاغطٍ في لبنان عليهم، إلّا طلّاب الأنطونيّة، فهُم دائماً يتحدّون ويتخطّون. منذ أسبوعَين، ربح طلّاب الصفوف النهائيّة شرطهم على أستاذ مادّة الفلسفة في ثانويّة مار يوسف الأنطونيّة، ونال 13 منهم علامة 18 /20 وما فوق، ونُفّذ الشرط، وتناولوا عشاءً متأخّراً في كازينو لبنان، برفقة أستاذهم د. جورج حرب، امتدّ حتّى ساعات الصباح الأولى. وعلم موقع MTV، أنّه كان لإدارة كازينو لبنان إسهامٌ في هذا الأمر، تماماً كما حصل خلال رهان السنة الماضية، تشجيعاً للنشاطات الثقافيّة والإبداعيّة، وهذا غير جديد على إدارة الكازينو.
كذلك، قام طلّاب الصفوف النهائيّة منذ أيّام، برفقة د. جورج حرب وأفراد من الهيئة التعليميّة، بمسير يبلغ 17 كلم، انطلاقاً من الزعرور، وصولاً إلى الشخروب ثمّ بسكنتا، مروراً بواديّي المنبوخ، ثمّ كان لهم في مركز عبدالله غانم الثقافيّ في بسكنتا، حديثٌ للطلّاب مع القاضي غالب غانم، رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً، قبل أن يتناولوا غداءهم في أحد مطاعم المنطقة في المتن الشماليّ ويعودوا إلى البقاع.
غريبة هذه الذهنيّة التي يتحلّى بها طلّاب الأنطونيّة، أهي نوعٌ من التحدّي الذي تربّوا عليه، أم التخطّي للصعاب التي ضربت لبنان منذ ما يقارب 4 سنوات، أم إثباتٌ للذات وللواقع الذي يحيط بهم…
لا يهمّ، لأنّه يجب أن تعمّ هذه الذهنيّات كلّ طلّاب لبنان، وعلى الإدارات تفهّم حاجتهم للخروج من بوتقة الصفوف القاتلة، فالتربية الحديثة خرجت بالطلّاب من صفوفهم، وباتت ثقافةَ تحدٍّ وحياةٍ وواقعٍ ملموس.