كتبت: هلا حداد @halahaddad8
الصورة للمخرج Garabet Tahmajian @GaroTNT
سكن الوسواس الصحي راسي.. فأخدت موعد عَ عجل من طبيبة عايلتنا، بعد الفحص السريري ومع بعض الأسئلة الروتينية، قررت اجراء بعض الفحوصات للاطمئنان، لكن طلبت شخصيا وبألحاح اجراء “سكانير” لكامل جسمي وفحص دم شامل بدون اي استثناء، بعد الأخد والرد وشرح من قبلها انو هالشي غير منطقي وما في ولا جهة ضامنة بتغطيه، وعادة اجراء الفحوصات بتم حسب حالة المريض.. وبلا طول سيرة خبرتها انو عندي شعور اني مصابة بمرض مستعصي خطير يحتاج لتدخل منظمة الصحة العالمية لإيجاد علاج لالو!!
ونزولا عند إصراري- رغم عدم قناعتها- ولأن على حسابي الشخصي رح اجري الفحوصات وافقت.. ومن بعد ما طلعت النتائج تبين أن عندي مشكلة بالغدة مزمنة وتحت السيطرة بسبب العلاج الدايم.. وعندي مشاكل بالعضم شوية تكلس وضغط فقرات العامود الفقري.. وعندي كسل بالكلوة وشوية كولسترول وسكري و.. بالنسبة لطبيبة ما في شي لا خطير ولا مستعصي.. قلتلها ليه حضرتك بتعرفي شو في براسي؟
الخطر كلو براسي.. حولتني فورا عند طبيب للاعصاب والدماغ …
بعد تأخير كذا يوم حل الموعد.. الطبيب لطيف وصيته سابقه بالاحتراف، وانا على معرفة فيه لأن كان طبيب الوالد الله يرحمه.. بعد جردة اسئلة بالعام والخاص والحالة.. طلب اجراء تخطيط لراسي فورا وافقت.. وضع على راسي شبكة من الحبال موصولة على جهاز كومبيوتر عتم الغرفة وبلش يعطي عدة إشارات باضاءة مختلفة القوة ويطلب مني فتح عيوني وغمض عيوني بشكل سريع.. خلص التخطيط وقلي:”ما معقول شو عندك سرعة بديهة واديه عاطفية” واكدلي انو ما عندي اي شي خطير وما في حاجة للقلق.. لكن إذا بدي اتخلص من الشعور الوسواي المرضي ليش ما بشوف معالج نفساني؟!!
معالج نفساني؟؟؟
بلشت رحلة التردد وبعد الاخد والرد مع حالي قررت اخضع لجلسة علاج.. واخترت معالجة غير معروفة مني شخصيا حسب نصيحة معالج صديق.. واخذنا موعد..
ما فيي خبركن عن الشعور بالقلق عند زيارة المعالج النفسي.. جلسة ساعة… ما فيي خبركن اديه حكينا..
الخلاصة!!
قلتها انو عندي شعور اني مصابة بمرض مستعصي خطير صحي، نفسي، اجتماعي، وطني.. وفتحت تلفوني وخليتها تشوف التعليقات على تغريدتي حول وصيفة ملكة جمال العالم اللبنانية ياسمينا زيتون، وبدل مناقشة الفكرة التغريدة إلى جانب قراءة خاطئة للمضمون، تم تشخيص حالتي من قبل العشرات انو وضعي ميئوس منها لأني عونية والسبب انو على حسابي في صورة لإلي مع الجنرال ميشال عون.. طمنتني انو وضعي النفسي جيد، ما دام ما دخلت بسجالات ولا بأحباط ولا بكآبة.. وطلبت مني لافهم هالظاهرة أسأل أختصاصي بالعلوم الاجتماعية..
من الاخر اتصلت بصديق اختصاصه العلوم الاجتماعية، وطمنّي انو “اتهام الاخرين لجماعة انن حالة مرضية، هي بحد ذاتها حالة مرضية، لان بدل مناقشة افكارن، وقبول الاختلاف عنن،عن قصد، بتم اتهامن و تشويه سمعتن والتنمر والافتراء علين“ وأضاف: “شو اختصاصه العلمي وشو موقعه السياسي وشو سجل نزاعته وشو منسوب وطنيته؟ لكل واحد بقول عن “العونيه” او غير “العونيه” حالة مرضية؟”
وبعد جولة الاستشارات الطبية والنفسية والاجتماعية.. مين رح يدفع تكاليف الوعي المفقود، والأخلاق المنقوصة، واحترام الاختلاف؟
