كتبت هلا حداد
(الصور من زوّار صيدنايا المباركة وسوريا المشرقة)- الرحلة من تنظيم فلاديمير للسياحة
تحوّل عيد مولد مريم العذراء عليها السلام، إلى عيد اللقاء.. بعد غياب سبع سنوات عن أرض القداسة والايمان #سوريا مهد الحضارات والأديان…
رحلة الحج إلى #دير_سيدة_صيدنايا في #سوريا، ثاني موقع مقدس بعد #القدس في الشرق الأوسط، من حيث استقطاب أكبر عدد حجاج من كافة أقطار العالم …
من الناحية الروحية، شحنتُ السلام الداخلي وأفرغت هموم الحياة ووضعت النوايا عند أهل السماء من القديسين والأنبياء.
من الناحية الميدانية، كانت مقاربة غريبة، حيث آثار الإرهاب حاضرة في كل مقام مقدس قصدناه.. من التخريب ونهب الأيقونيات النادرة المسجلة في لوائح الأونيسكو في #دير_مار_باخوس_وسركيس، إلى التدمير والحريق في #دير_مار_تقلا ، ما عدا الخطف والتنكيل على أنواعه في #معلولا، مروراً بعجائب #صيد_نايا و #دير_الشاروبيم، بمنع وصول الإرهابين إلى تخوم الديرين..
رغم شراسة المواجهة والامكانيات المتواضعة لدى المقاومين الذين تسلّحوا أولاً بالإيمان، ومن ثم بالعتاد والسلاح، فسجلت بطولات تاريخية يرويها أبناء الديرين بفخر واعتزاز، وصولاً إلى #دير_مار_الياس_الحيّ حيث التحديات الكبرى..
استوقفني في رحلة الحج هذه، وهي من تنظيم #فلاديمير_للسياحة، مقاربات عدة منها:
- تنادي أرض سوريا الواسعة والشاسعة أولادها بأصوات بعيدة عن العنصرية وبقمة الوطنية وبحنيين والحاجة للعودة الى حضن الوطن.
- رغم التغييرات الاقتصادية والمالية في سوريا، استمرت الدولة بدعم الخبز سبعة أرغفة فقط بخمسين ليرة سورية..
- غداء في مطعم محترم، وبكرمٍ ملفت وتنوّع في الأطباق فقط بكلفة ٢٥ ألف ليرة لبنانية.
- يتنقل أبناء سوريا الصامدون بين المحافظات وفقط.. بدافع السياحة الدينية أو الداخلية.
- دعم الدولة لإعادة ترميم المقامات المقدسة ملفت ومدهش بينما نحن في لبنان، انتهت الحرب منذ عشرات السنوات وهناك العديد من دور العبادة تنتظر المبادرات لاستكمال إعادة أعمارها.
المقاربات لا تنتهي.. لكن يكفي أن تعيش عيد السلام رغم الحرب.. لأنه فوق كل جبل وتحت كل صخر وعند كل مفترق طريق، هناك مكان مقدس مرتبط بالتاريخ والواقع والإيمان..
من هذا المنطلق مستحيلٌ إلا أن تكون سوريا التسامح والمحبة والسلام هي المنتصرة.