كتبت: حنان فضل الله
في الإعلام، الأدب، الطب، التعليم، التمريض، الهندسة، المحاماة، القضاء، في الفنون والمهن الحرة وفي التدبير المنزلي وفي الحقول والمعامل والمزارع والمصانع.. سيّدات نوّارات يرفعن الرؤوس ويجبرن الخاطر الذي تحاول الظروف تكسيره..
سيدات مبدعات يعوّضن عن كل الرخص المحيط بنا، كل الابتذال.. في كل المجالات التي ذكرتُ أعلاه..
كيف لا نحتفي بهن؟؟
من تلك النوّارات، الكاتبة، الشاعرة والإعلامية اللبنانية السيدة ريتا الخوند.. التي وعلى على أمل أن نلتقي شخصياً، حين تعود الظروف والأحوال إلى أجمل أشكالها، طرحتُ عليها بعضاً من أسئلة “تمخترت” في بالي وأنا أغوص في رواية أماني ونور قصة قدر.. الجميلة الجميلة في حبكة لغوية راقية.. النابضة برومانسية نحتاج أن نتنفّسها، وسط “عبقة” الاختناق الكبير..
طباعة فاخرة (دار نلسن) غلاف الكتاب بين الواقع والخيال.. بين الواقعية والعالم الافتراضي؟ طبختِ الفكرة اعترافاً لتأثير الأخيرة على الحياة اليومية..
أعتبر تعاوني مع دار نلسن بشخص الأستاذ سليمان بختي إضافة إلى مسيرَتي المهنية وَتجربة جدًّا مريحة وَمُرضية وأتمنى أن يتكرّر هذا التّعاون في كتاباتي القادمة. الغلاف هو مِن تصميم وَتنفيذ الفنّانة ساندرا سامي كلارك الّتي نجحَت في تجسيد البطلَين بِحسب المواصفات الواردة في سِياق الرّواية، فترجَمَت الصّورة الّتي راودَت مخيّلتي وَجعلَتها حقيقة ملموسة .
تنتقلين- كتابة- برشاقة بين عالمين حقيقي وافتراضي، كأن السوشال ميديا باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.. هي هكذا فعلاً؟
مع القفزة النّوعيّة الّتي حقّقَتها التّكنولوجيا في بداية الألفيّة الثّالثة، وَمع الغزو الصّاعق الّذي أحرزته مواقع التّواصل الإجتماعي على جميع الأصعدة إزددتُ قناعة بأنّها القوّة النّاعمة الجديدة الّتي يجب أن نستغلّها إيجابيًّا وليس العكس، وَبشكل خاص في تطوير الذّائقة الأدبيّة والثّقافيّة عند المستخدمين.. بدأ الأمر مِن شَرط أو تحدّ بيني وَبين بعض الإعلاميّين من أصدقائي، وَبدأت بالكتابة والنّشر من خلال الفيسبوك الّذي اعتبرتُه وما زلت منبري الخّاص.. كتبتُ مقدّمة الرّواية في 18 آذار/ مارش 2015 على حسابي على الفيسبوك، ثمّ صرت أكتب حلقات أسبوعيّة متسلسلة سرعان ما أخذت تلقى المتابعة والصّدى الطّيب ثمّ التّرحيب بِنشرها على صفحات رسميّة يتابعها شعراء وأدباء أحاطوا مشكورين كتاباتي بِمتابعتهم وباهتمامهم وبتعقيباتهم، وهذا ما حثّني وَحفّزني على المضي قدمًا بهذه المجازفة الّتي نجحَت من دون شك باستقطاب المتابعين من كلّ الأعمار والمستويات.
عندك.. كم كان متعباً الانتقال بين سرد قصة وعرض- ولا اقول استعراض- أسماء ومعلومات وأفكار وقناعات.. بمعنى آخر.. كمٌّ من الثقل المعرفي في نص روائي.. ألا يبعد القارىء “المستهلك”؟ أم أن هذا القارىء بالذات ليس من جمهورك؟
يمكن القول إنّ السوشال ميديا صارت الكلّ وليس فقط الجزء، والبرهان هو ضَياع النّاس وشعورهم بالغربة والعزلة عند أي انقطاع يطرأ على الإنترنت..أمّا بالنّسبة لي فالأمر مختلف.. أنا أفصل بين الواقع وَالعالم الافتراضي، وأعطي لكلّ صاحب حقّ حقّه لذا عندي ليونة وَمرونة التنقّل الرّشيق بين العالَمين!!!
تعقيباً على ما سبق.. من هو جمهورك؟ كتاب من 375 صفحة (حتى آخر همسة) وكلنا يعلم ان الناس باتت تميل الى المختصرات بحجة الوقت وكأن مزاجهم يميل الى ما لا يتعب الذهن..
صحيح لم يكن الأمر سهلًا وَلا بسيطًا لِذا إستغرقَ (طَهي) “أماني وَنور… قصّة قدَر!!!” خمس سنوات ثمّ سنة كاملة مِن التّدقيق وَإعادة التّدقيق قبل قراري بإحالتها إلى الطّبع.. وَهنا أشير إلى أن الرّواية يجب أوّلًا أن تُبنى بناء سليمًا وَأن يوفّر لها الكاتب عدد مِن العناصر الأساسيّة فَبَعد اختياره للموضوع تأتي أوّل العناصر أي الفكرة الرّئيسيّة الّتي تنبسق عنها أفكار فرعيّة مُنسَّقة وَمتّصلة بِالفكرة الرّئيسية.. وهذا بالظّبط ما طبّقتُه في روايتي:
موضوع عاطفيّ أي رواية حبّ، أمّا الفكرة الرّئيسيّة فهي الحب عبر مواقع التّواصل في عالم إفتراضي مكلّل بالأوهام …ومن هذه الفكرة تفرّعت الأغصان وَهي المواضيع الحياتيّة وَالوجدانيّة وَالإجتماعية وَالدّينية وَالإقتصاديّة وَالسّياحيّة وَالفنيّة وَالمعرفيّة وضمنًا المعايير وَالقِيم الّتي تطرَّقتُ إليها في الرّواية…
أنا شخصيًّا مع أن تكون الكِتابة كالخلطة السّحريّة مكوّناتها لُغة سليمة عذبة وَأسلوب نَدِيّ تصل إلى كل القرّاء المستهلك والنّخبوي، فَأنا ككاتبة أكتب لِلجمهور العريض الّذي يجمع بين كلّ الفئات!!!
أما عن جمهوري فهو كلّ شخص يُحسن النّطق والقراءة والكتابة باللّغة العربيّة!!!
نعَم 375 صفحة حرصتُ على أن تكون جذّابة خفيفة الظّل فيها جرعة زائدة من الحبّ تحلّق بالقارئ إلى كوكب سعيد على متن 23 فصلًا لا يتجاوز معظمها العشرين صفحة بِخط وَلون مريح للنّظر كي لا يَملّ القارئ أو يشعر بالإرهاق.
لا أعرف إذا كان سؤالي تقليدياً أو لا أعرف ربما بسيطاً ساذجاً، كم تشبه أماني ريتا؟ ماذا حمّلتِ شخصيتها؟ الكثير؟ القليل؟
لا أبدًا هذا السؤال من حَقّ كلّ قارئ فكيف إذا كان صحافيًّا!؟؟ القصّة لا علاقة لها لا مِن قريب وَلا مِن بعيد بِحياتي .. وَأماني ليست ريتا على الإطلاق، لكنّها تحمل في ثنايا شخصيّتها بعضًا من ريتا ليس بالكثير وَلا بالقليل.. هي إعلاميّة وَأديبة وَشاعرة مثل ريتا لكنّها تعيش ظروفًا مختلفة وهذا ما يجعلها أيضًا مختلفة !!!
ماذا عن صدى الكتاب الحاضر في ندوات ومعارض ومكتبات كبرى؟
صدى الكتاب بالرّغم من الظّروف الصّعبة المحيطة بنا جيّد جدًّا الحمدلله، هو متوفّر في كل مكتبات أنطوان في لبنان مع تأمين خدمة التّوصيل في لبنان والخارج عبر موقع أنطوان أونلاين وموقع نيل وفرات.كوم.
وَالرواية مشارِكة في معرض بيروت الدّولي للكتاب الـ 63 في الـ biel سابقًا، من 3 إلى 13 آذار ضمن جناح دار نلسن، أمّا حفل التّوقيع الخاص بِـ “أماني وَنُور…قِصَّة قَدَر!!!” فالجمعة في 11 آذار بين الخامسة والسّابعة مساء وَالدّعوة عامّة.
إذاعة وشعر ورواية.. كيف تسيطرين على مزاجك لتكوني كل هذا العطاء الإبداعي؟
لأن عملي بكل تشعّباته هو شغفي الأكبر ووحده الشّغف هو الّذي يجعلنا نحاول الاقتراب بنتاجاتنا مِن الإبداع، وَسِرّ توثّب مزاجي الدّائم وَعطائي هو مخزون الطّاقة الإيجابيّة الّذي أتمتّع به فأنا مِن أصدقاء الله، ومن أصدقاء الحياة ومتصالحة مع ذاتي!!!
ماذا في جديدك؟ مشروع رواية جديدة؟
حاليًّا على الصّعيد العملي في فصلٍ مِن حياتي يحمل عنوانين:
“أماني وَنُور… قِصّة قَدَر”، وَأيضًا برنامجي الإذاعي الأسبوعي “دردشات” من إذاعة صوت النّجوم الّذي يأخذ الكثير من وقتي واهتمامي كرسالة إذاعية هادفة وَتوعويّة.
أمّا جديدي فهو رسالة الدكتوراه الّتي بدأت العمل عليها جديًّا بعدما استوفيتُ كلّ الشّروط المطلوبة ونجحت في إمتحانات الدّخول إلى المعهد العالي للدكتوراه إختصاص علوم الإعلام والاتّصال.