متابعة: هلا حداد
نظّمت جمعية “تيرو” للفنون وجمعية “تراث بيروت” وقفة تضامنية مع مدن صور، بعلبك، والنبطية، عقب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة عليها. الفعالية أقيمت أمام “المسرح الوطني اللبناني” في الحمرا، بحضور مؤسس المسرح قاسم اسطنبولي، وأعضاء من مجلس الأمناء، وجمعية “تيرو”، والقيمين على جمعية “تراث بيروت”، إلى جانب حشد من المتضامنين.
عقب الوقفة، قال الممثل قاسم اسطنبولي: “نقف اليوم في المسرح الوطني اللبناني لنؤكد تضامننا مع أهلنا في صور، بعلبك، النبطية، وسائر المناطق التي تواجه اعتداءات متكررة لا تستهدف فقط البشر، بل أيضًا تراثنا الثقافي والحضاري. تدمير الآثار هو محاولة لطمس ذاكرة الشعوب ومحو تاريخها، فهو ليس مجرد اعتداء على حجارة أو مبانٍ، بل على هوية وطنية شكلت إرثًا إنسانيًا عريقًا”.
وأضاف: “صور وبعلبك، على سبيل المثال، ليستا مجرد مدن لبنانية؛ هما جزء من تاريخ البشرية، مدرجتان على لائحة التراث العالمي لليونسكو. الآثار التي تتعرض للتدمير اليوم في هذه المناطق تحمل شهادات حضارات تعاقبت على هذه الأرض منذ آلاف السنين. كل حجر منها يحكي قصة، وكل نقش هو جزء من ذاكرة إنسانية مشتركة”.
وتابع اسطنبولي: “إن استهداف الآثار هو جريمة مزدوجة: فهي تهدف إلى كسر روح الشعب من جهة، وحرمان الأجيال القادمة من حقها في التعرف إلى تاريخها وهويتها من جهة أخرى”.
وختم بالقول: “نحن في جمعية تيرو للفنون، بالتعاون مع جمعية تراث بيروت، نؤكد أن الدفاع عن التراث هو واجب وطني وإنساني. من خلال المسرح والفن، نحاول إيصال رسالة بأن الاعتداءات لا يمكن أن تمحو ذاكرة شعب، بل تزيد من إصرارنا على الحفاظ عليها وإحيائها”.
ووجّه اسطنبولي دعوة لكل الجهات المحلية والدولية للعمل على حماية هذا الإرث، ولإعادة إعماره حين تسمح الظروف، مؤكدًا أن المسرح والثقافة ليسا فقط أداة للتعبير، بل أيضًا وسيلة للدفاع عن هويتنا، ولن نسمح بأن يُمحى تاريخنا أو يُسلب حاضرنا.
وقال رئيس جمعية تراث بيروت زياد دندن ” علبنا جميعا العمل للضغط من أجل حماية تراث لبنان لأنه واجب انساني ووطني وحماية التراث واجب علينا ونناشد المؤسسات الدولية حماية تراث لبنان من التدمير الممنهج والغير مقبول لأن تراثنا هويتنا وحضارتنا “.