النجمة كارمن لبس: في التمثيل “ما بقا قدّم تنازلات خلص، ولبنان كباريه كبير وGrace of Earth أملٌ يقاوم الإحباط

كتبت: حنان فضل الله

إلى الجميّزة- بيروت، قادنا الفضول لمعرفة جديد النجمة اللبنانية والعربية كارمن لبس.. نعرف أنها عاشقة للطبيعة، محبّة للخير والإنسان الخيّر، شغوفة بمهنتها، وأيضاً نعرف أنها غاضبة من الوضع العام في البلد.. وأنها من زمان فقدت ثقتها بالبلد.. لكن.. لم تفقد بصيص الأمل بعد.. والدليل أنها تقاوم الإحباط بطريقتها..

روائح العطور الطبيعية الآسرة تقودك إلى المكان العابق بالـ “كنكنة”.. على صِغَر مساحته، إلا أنه يتسّع لكل المحبة والدفء والأمل.. يشبه سيدته وفريق العمل اللطيف الذي يستقبلك بكثير من ودّ..

بعد الـ مبروك والـ اسم الله والـ يخزي العين وطبعاً الدخول بالقدم اليمنى، شيء ما في المكان يبورد القلب في عزّ قبّة تموز الحرارية، عدا المكيّف العظيم المشكور.. في grace of earth كل الحميمية والشياكة والبساطة وإيجابية الطاقة..

عن الفكرة- تقول كارمن- هي موجودة في الأساس، الشركة الأم ومركزها براغ وأنا، فكّرنا بإقامة هذا المشروع في لبنان في الـ 2019 ، لكن جاءت الثورة وتداعياتها ثم جائحة كورونا، فتوقف كل شيء، وبما أن البلد “مش زابط” وبانتظار ذلك، قررنا أن نحاول القيام بشيء جديد علّ وعسى.. وفتحنا وها نحن “الحمدلله”..

ذهبتِ إلى ما استغربه الناس وأنا منهم وخصوصاً أنه بعيد عن مهنة التمثيل.. ظنّ كثيرون أنه يمكن لمشروعك أن يكون له علاقة بالحيوانات مثلاً..

في الحقيقة نحن قدمنا أوراقنا الكاملة لتأسيس جمعية تُعنى بالحيوان ومركزها في البقاع، ونحن بانتظار الموافقات عليها لنبدأ بالحديث عنها، لكن للأسف لم نحصل على المساعدات الكافية، وبصراحة أنا لست من جماعة الجمعيات الذين يحصّلون مساعدات مالية ويضعون 90% منها في جيوبهم.. الخلاصة، أنه لا مال لدينا كفاية للمشروع ثم أنني لست الميقاتي..

النجيب..

“إيه.. بدنا شي نقدر ندخّل مصاري.. ومشروعنا Grace Of Earth إذا قلّع ان شاء الله يمكن لنا حينها أن نفتتح فروعاً في بعض المولات الكبرى وعدد من المناطق في لبنان، وقد يدعم ذلك مشروع الجمعية.

ما هو الذي تقومين به؟ مكابرة؟ نحت في الصخر؟ صراع البقاء على قيد الحياة؟

“البقاء على قيد الحياة.. ها هي”.. صراحة، في التمثيل قدّمت الكثير من التنازلات خلال الفترة الأخيرة، وأدواراً لا تعني لي أو حللتُ ضيفة في مسلسلات أو “ما بعرف شو”.. حتى أنني شعرت بأنني أصبحت “محصورة” في أدوار صغيرة ومحدودة، هذه ليست أنا.. كنت مضطرة “لأني بدي عيش” وليس لدي مدخول آخر.. قلنا لعل هذا المشروع يساعد على ان نقاوم الجمود الحاصل.. لعله خير.
وإذا لاء
“بعمل أي شي تاني بس ما بقا قدّم تنازلات خلص”.. لديّ شغف لا يوصف بهذه المهنة لكنهم يقتلونه “عم يموت شوي شوي.. خربطت حياتي وقلبتها كرمال التمثيل مش حتى بالآخر يكرهوني ياها”.. ألا يكفينا الإحباط بسبب وضع البلد؟
إحباط؟ ما شاء الله سوق التمثيل ولعان
“وين ولعان؟” هو محصور بالدراما المشتركة.. كم عدد الانتاج المحلي؟ كم من الأعمال المحلية تُنتَج في السنة الواحدة؟ وفي ما يعنيني شخصياً، كم من الأدوار تناسب سني.. إلاّ الدور الثانوي عادة!!
هذه مشكلة ترددينها في مقابلاتك.. عن العمر، علماً أن ميريل ستريب وغلين كلوز وأخريات أكبر منك بأشواط يتألقن وهنّ في سن متقدمة.. ممثلات وممثلين.. أين التوك طيب؟
التوك في ما تريده المحطات التلفزيونية وجاء التركي المدبلج اقتحم الصورة وهو بالنسبة للتلفزيونات أوفر من انتاج مسلسلات محلية.. الـ mbc الحمدلله تقدم انتاجاً رائعاً ولولاها لما استطاعت أي شركة إنتاج أن تصمد. الـmbc مشغلة المنطقة كلها. قديه فيها تعطي؟
أين لبنان؟
“ما فيه.. لبنان كمسلسل مش موجود، خلص راح متل تلفزيون لبنان متل لبنان يللي كلو سوا راح”.
لبنان راح؟
ايه خلص
والمقاهي المفوّلة وعجقات السير؟ والمهرجانات والشوبينغ والبيسينات والمطاعم حتى مواقف السيارات مفوّلة؟ ما هذا كله؟ انفصام؟  
لبنان اليوم هو كمية عالم ماشيين.. أسأل نفسي أحياناً “كيف اللبناني عايش؟”

والجواب؟

لو أن هذه الأزمة التي نمرّ فيها حصلت في أي بلد آخر، لما بقي أحد من أهل السلطة في في مكانه.. عندنا يتمّ تقديس هؤلاء والتبرير لهم واتّباعهم، والحق دوماً على طرف ثالث. المشكلة أننا كشعب لسنا يداً واحدة، وهذا أحد أهم الأسباب في أن البلد “مش زابط”.. نحن شعب مقسّم، تابعون كلٌّ لزعيمه وطائفته لا للوطن.  هذا البلد كباريه كبير..
أوه
ومن كل الأشكال
راقصة وطبال وسياسي و”زقيف”..
كباريه كبير والناس عم تتسلى
هل استطيع أن أضع “لبنان كباريه كبير” في العنوان؟
ايه..
مفرح ومشجّع أن تكوني نموذجاً لإرادة الحياة والاستمرار والحياة والبقاء ولكن نجمة كبيرة على مستوى محلي وعربي وعالمي أيضاً أن تغيب عن التمثيل في أدوار تكسّر الأرض.. أعذريني لكنه أمرٌ محرن و”بيحرق” القلب أم لا؟
مبلى.. انتِ أدرى الناس..  لا أعرف للأسف..

المهندس الطبي علي سوطري الـ Product Developer يحكي عن اختيار الاسم الجميل الجميل grace of earth:

هو الترجمة الفعيلة والانتاجية لمفهومنا حول تقديم منتج عالي الجودة ويعتمد على عناصر الطبيعة بالكامل دون إضافات كيماوية بسعر مقبول ويكون بمتناول الجميع. بالتالي فإن الإسم يعني نعمة الطبيعة لمن تعني له الطبيعة والأرض . لدينا خبراء واختصاصيون يشرفون على التركيبات الخاصة بكل منتج.. لقد قمنا مع كارمن بجولات على على معارض محلية خاصة بمنتجات مماثلة ولاحظنا ارتفاع أسعارها الـ over بشكل غريب، والأغلى من المستورد.. هدفنا هو تشجيع الناس على الاقبال على المنتجات الطبيعية الوطنية عالية الجودة بولكن بسعر المقبول.
بالفعل أسعاركم مدهشة ومقبولة جداً جداً وهي في متناول الجميع، لقاء بضاعة ممتازة.. كل هذا في وقت ينهش التجار الصغار والكبار لحمَ الناس في كل شيء من الطحين الى الماء الى مولدّات الكهرباء وصولاً إلى فنجان القهوة في أصغر مقهى وفي كل شيء..
(كارمن) الغريب أن أي بضاعة وطنية أغلى من المستورد و”خصوصاً انو الجمرك عالي.. طيب ليه؟ فيه مشكلة”.. الكل يريد أن يسجل الأرباح الفظيعة “بكم يوم”؟  مش رح يمشي البلد هيك”.
(علي) انا شخصياً أشجع المحلي الوطني حتى في كل ما أدخله إلى بيتي.. وفي Grace of earth نحن نتبع مقولة أن نستعمل ما هو محلي ووطني لأننا متأكدون من جودة المنتج ومن انه طبيعي العناصر وآمن وموافق عليه من وزراة الصحة والصناعة ومطابق للمواصفات المحلية والعالمية.
وختاماً أسأل كارمن.. ماذا عن الدراما.. هل من جديد نترقّبه؟ 
“فيه حكي لبعد شهرين بيبيّن”..

والله؟

التعليقات