بالفيديو: أين كنت يا الله؟! كثير من محبة وعتب.. ثمّ تسليمٌ، إيمان ورجاء

كتبت: حنان فضل الله

إخراج، تنفيذ الفيديو والصورة لـ @GaroTNT

هل كافرٌ من يسأل أين الله، مِن كل المَقَاتل والمجازر والإبادات منذ ما قبل الإبادة الأرمنية على يد المحتلّ العثماني وصولاً إلى المحتل الصـ&ـيوني الغدّار والقضية الفلسطينية في نسختها القديمة الجديدة؟

وإذا كان الأمسُ الذي لم يُنْسَ بعد، ولنْ، لم يشهد تغطيةً يوميةً ومباشرة على الهواء، لكل مجزرة تبيد وتفعل سفّاحها ما يريد دون رادع.. فإن ما تشهده “اللا” إنساسة اليوم ويراه العالم.. (العالم؟ أي عالم؟) لا يستحق فقط إدانات ومقدّمات إنشائية، لا شديدة اللهجة ولا ملطّفة.. بل يستحق أن يُمسك القاتل من أنفه، ليعترف بما ارتكب، من العثماني إلى الصـ&ـيوني إلى العميل المندسّ، ثم يعتذر ثم يحاسب ويعاقب ويدفع الثمن غالياً أقلّه الـ “زَيْلٍ” بين الأمم وإنزاله عن مرتبة الربوبية الحاكمة المتحكمة المستحكمة..

إن السؤال إذن مشروع: أين الله من كل الظلم الذي جرى ويجري وسيبقى ما بقي محتل مختل ينافسك على رسم أقدار الناس وقصف أعمارهم والبيوت والمدن، متى شاء وكيفما شاء واين شاء؟!

أين الله؟!

ألا يتجرّأ السائل على طرح السؤال لأنه من أشدّ المؤمنين بعدل الله.. قوة الله.. قدرة الله.. مثقال ذرة الله وصِراطِه المستقيم؟!!

نسأل لأننا نجتهد لامتلاك إيمانٍ كـ حبة الخردل؟ ونسأل لأننا نصدّق يسوع الناصري حين قال “إذا كُنتَ قادراً أنْ تُؤمِنَ، فكُلُّ شيءٍ مُمكِنِ لِلمُؤمِن”..

منذ سنوات، طرح المغني الأرمني الكبير أرتور ميسجيان أغنية مؤثرة حمّلها عنوان “أين كنت يا الله؟” يسأل فيها الأسئلة الموجعة ذاتها:

عندما جنت أمة بأكملها و أصبحت مهجورة؟
أين كنت يا الله
عندما تلاشت مناشداتنا في اللامبالاة؟
أين كنت يا الله
عندما تم تدمير ذاك البلد الجميل؟
أين كنت يا الله
عندما، من جنون الألم، كنا نصلي- آمين؟
أين كنت يا الله
عندما عيون العدالة أُغلقت؟
أين كنت يا الله
عندما جمدت الصلاة على لسان أُمّتي؟
أين كنت يا الله
عندما اهتزّت السماء من صرخة الخلاص؟
كنت صامتا، يا الله
عندما كننا مصلوبين على الصلبان، وكنا نصلي- آمين؟
آمين.. آمين.. آمين..
في قلبي المشتاق لم يكن هناك إيمان ومحبة لمخلوق بقدر محبتي لك يا رب.
كنت أؤمن بك وكنت أتوسل إليك عندما كنت أحمقاً.
أين كنت يا الله
عندما التهموا بلدي الرائع؟
أين كنت يا الله
عندما، من دون أي أمل، كنا نصلي- آمين؟
آميـن.. آمين.. آمين..
أعطينا القوة، يا ألله
لكي لا نضيع في عواصف بحر هذا الحياة..
أعطينا قلباً، يا ألله
لننفح أخر نفخات المعاناة..
أعطينا الضوء، يا ألله
لنجد وسيلة في هذا الطريق المظلم الحالك..
أعطينا الأمل، يا ألله
لنصلي بشفاهنا الجافة- آمين..
آميـن.. آمين.. آمين..
ومثله نسأل عن كل كل محزون مقتول مكلوم  مظلوم، عن الغزّاويين، عن أهل الجنوب نسأل، كما الأرمن، وعن كل من تشظّت أحلامه بفعل الشرير، بشجاعة المؤمن نسأل لا بانصياع القطعان المجرورين جراً نحو التجهيل..
نسأل ونقول آمين.. مثل السائلين..
هم متفقون- كلٌّ بلغة إيمانه- على “حسبنا الله ونعم الوكيل”..
ونحن.. يا الله.. نرجع إليك صاغرين، مستسلمين مسلِّمين أمرنا لك، آملين أن ترجّح كفّة العدل..
أليس هذا هو وإن حمَل عتباً.. منتهى الرجاء؟

التعليقات