كتبت: حنان فضل الله
يوماً بعد بعد يوم يتأكد للجميع، أن الإعلام اللبناني ليس بخير..
مناسبة هذا الحكي جنوح بعض الإعلام إلى “بخّ” أخبار وتحليلات طويلة عريضة مبنية على شكل “مقالات” منسوبة إلى مصدر أو مصادر يتبيّن لاحقاً أنها “كاذبة (المصدر والمصادر).
السؤال الأول الذي يفرض نفسه بقوّة: لمَ لا يتأكّد ذاك البعض من الخبر قبل بثّه وإحدى قواعد الإعلام الذهبية، بل أبرزها: التأكد من الخبر/ من أكثر من مصدر قبل بخّه أقصد بثة أو نشره؟
السؤال الثاني: أليس من “واجب” الإعلامي (الإعلامي وليس مدّعي الإعلام) أن يتميّز بالموضوعية، ويخلع كل أفكاره المعلنة قبل أن يحاور أو يكتب خبراً؟ خصوصاً إن كان الخبر يمسّ بشخصية عامة، أحبّها أم أبغضها؟ وإلا أخده الشطط نحو الإهانات الشخصية والتهم الباطلة، ومصيره الدعوى القضائية؟
مناسبة هذين السؤالين، هي مقال قرأته مؤخراً بعد أن مرّرته لي صديقة/ زميلة، لمعرفتها باحترامي وتقديري الشديد لشخصِ ومقامِ وأسلوبِ وفكرِ الشخصية المكتوب عنها.. والثاني فقرة في برنامج إذاعي يُعنى بما لا يريده الشعب، ويُقصد به الاستماع الى هموم الناس وشكواهم ومطبالهم وآرائهم ومعاناتهم و.. و.. عبر إذاعة أتابعها بكثير من تقدير لعراقتها وإهتمامها بأصول العمل الإذاعي..
في الثانية/ الفقرة الإذاعية: غابت الموضوعية بوضوح مفضوح.. إذ فقدَ مقدّم البرنامج صبره على الرأي الآخر، وصاحبُه مستمع/ مواطن من جمهور الإذاعة (مثلي)، اتصل به ليحلّل معه أسبابَ ومسبّبي الفساد في لبنان، ومآل الأمور إلى الحضيض.. وحين لم يوافق رأيُ المواطن عبر سمّاعة الهاتف الإذاعي رأيَ المقدّم الذي طلب من مهندس الصوت بنفاذ صبر: “اقطعلو الاتصال” قالها بالحرف!!
أما في الأول/ المقال المرسل إليّ، من موقع الكتروني لا أعرف عنه شيئاً لتقصير مني في المتابعة: اتهامات موجّهة نحو أستاذ الفلسفة السياسية الوقور د. جورج حرب الذي ينتظر إطلالاته وتحليلاته السياسية والاستراتيجية ويتابعه كلٌّ من العامة والنخبة معاً.. ويشغل حالياً منصب المستشار الإعلامي لللواء طوني صليبا، مدير عام أمن الدولة، وحول أدائه الوظيفي كان المقال الاتهامي!!!
د. جورج حرب، المعروف بـ “آدميته”، هو من الشخصيات العامة التي لم تتلوّن أو تنقل “بارودة” المواقف من كتفٍ إلى كتف، لا يزال على مبدأ قول الحقيقة، والنقد الواضح، حتى لمن يميل إلى خطّهم السياسي..
د. حرب واحدٌ من الشخصيات التي ينتظرها الجمهور المتعطّش لرأيٍ حقٍ وإن كان مرّاً، وإن كان لا يوافق أمنياتنا، وأن كان قاسياً، هو لم يصوّبْ لساناً سليطاً على خصمٍ أو وجّه إهانةً في الشخصي، يحضر محترماً، يجيب منطقياً ويختم مثالاً لضيف تشتاق لطلته وتزعل حين يطيل الغياب.. مثله مثل كثر من ضيوف البرامج السياسية: المحلّل السياسي والإعلامي أ. رفيق نصر الله، د. ميخائيل عوض، المفكر الحكيم د. حسن حمادة، المحلل الاقتصادي د. حسن مقلّد، البروفسور جاسم عجاقة، البروفسورة ليلى نقولا، الصحافية أ. سكارليت حداد، وآخرون..
السؤال الثالث: بعد أن نشر الموقع نصاً “يؤكد” فيه أن المعلومات التي نشرها عن د. جورج حرب غير صحيحة، يعني كاذبة، من سيتأثر أكثر؟ صدقية د. جورج حرب أم مناقبية الموقع و”مصدره أو مصادره”؟
الجوابُ عودٌ على بدء: لمَ لا يتأكّد ذاك البعض من الخبر قبل بثه وإحدى قواعد الإعلام الذهبية، بل أبرزها، هو التأكد من الخبر/ من أكثر من مصدر قبل بخّه، بثّه أو نشره؟ أو “ارتكاب” سكوب!!