تقوية المناعة ضدّ تأثيرات متابعة الأخبار القاسية مع المختص في الطب النفسي د. حسن ناصر

كتبت: حنان فضل الله

(الصورة للمخرج Garabet Tahmajian)

تتكثّف الأخبار عن الحرب الظالمة المستمرة- كتوقّف الزمن- على قطاع غـ.. ز..ة، إدمان متابعتها صار عادة يومية، بل بالساعة والدقيقة، والنشرة والـ”عاجل”..

أخبار المقتلة اليومية لا يمكن تلافيها/ ليس من باب الفضول.. على الإطلاق بل من حيث ترقّب لحظة انتهاء كل هذا الدم والحقد؟؟ متى الخلاص من عدو لا يرحم البشر والحجر والماء والهواء والتراب والاستشفاء؟

كم يلزم عدو الإنسانية من الضحايا بعد كي يشبع؟ من يكبس زرّ الخلاص؟ أي اتفاق يمكن أن يتمّ المسألة؟

مقابل كل ذلك.. كيف يتلقّى المتابع كل هذا الحزن، والألم؟ والصراخ وأصوات الأنين المكبوتة؟

كيف التصرّف حين يزداد حمل الأخبار الثقيلة على قلوبنا؟ هل من قدرة بعد على التعايش؟

ما هي النصائح التي يمكن أن يمدّنا بها أهل الاختصاص لزيادة المناعة النفسية عند متابعة العدوان المتواصل على المدنيين في غـ.ز.ة؟
ما سبل المساعدة النفسية للخروج من حالات الحزن والترقب وأحياناً الاحباط؟

المختصّ في علم النفس والطب النفسي د. حسن ناصر، قدّم مجموعة من النصائح:

أخذ استراحة من المتابعة ليوم أو يومين، والابتعاد عن أي مصدر لها، التوقف عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي قدر الإمكان.

 عند العودة لمتابعة الأخبار، يُفضّل أن تكون بطريقة محدودة، أي الاطلاع على الأخبار مرتين أو ثلاثة خلال النهار على الأكثر.

 يفضّل الاطلاع على الأخبار المكتوبة بدل الزاخمة بالصور، خصوصاً التي يمكن أن تتضمنها صفحات الانستغرام، X وفايسبوك وغيرهماحيث المحتوى الأساسي يعتمد على الصور.
 تفادي- قدر الإمكان- مشاهدة الصور أو الأخبار المصوّرة كل الوقت، وخصوصاً قبل النوم فهي تترسّخ في الدماغ، واستبدال هذا المحتوى بآخر مختلف قد يكون كوميدياً أو ترفيهياً أو ما يحب الشخص متابعته عادة.
 التحدّث عن هذا الموضوع مع أشخاص من أهل الثقة، ما “يُشرعن” المشاعر أي أنها تصبح مشروعة أكثر، بمعنى آخر، أن يشعر الشخص المتأثر بالأخبار والأحداث القاسية، بوجود آخرين يمكن لهم مواساته والتخفيف عنه، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع مشاعر القلق حول ما الذي يمكن أن يحدث في لبنان مثلاً “شو ناطرنا؟”

 هذه المشاركة تعني أنه ثمة من يشاركنا مثل هذه المشاعر.

 اللجوء إلى وضع خطة تحضيراً لما قد يحصل، بمعنى الاستعداد، وليس بطريقة الـ panic أو أن يسود الهوس بالتحضيرات، أي جهوزية واعية مسبقة.

 تعزيز  السلوكيات االتي تدلّ على القدرة على التحكم بالمحيط. يتحكم بمحيطه.

ويتابع المختص د. حسن ناصر:
 هذه الحرب تجعلنا نشعر بعدم الأمان، أو بإمكانية حصول ما هو سيء ومفاجىء، إذن علينا تعزيز شعور التحكم بأن يكون لدينا روتين يومي مثلاً أن نمارس الرياضة، الالتقاء يأشخاص محببين لنا، تنشيط شبكة العلاقات الاجتماعية الداعمة.
 إن الحركة الجسدية تساهم في تخفيف مستوى الكورتيزول- الهرمون المسؤول عن السترس- ومع اشخاص آخرين، تشكّل نوعاً من النشاط الجماعي ما يعزّز ابتعاد تفكيرنا بما يجري لبعض الوقت، ما يساعدنا على الخروج من الحالة المزاجية السيئة.
ويختم د. ناصر: اذا استمرّ الشعور بأننا معنيون جداً ومنخرطون في مشاعر سلبية حول ما يجري، لدرجة تعيقنا عن متابعة حياتنا بشكل طبيعي، وأننا تحوّلنا إلى أشخاص غير متفاعلين مع حياتنا اليومية ومهماتنا الاعتيادية، علينا أن لا نتردّد في اللجوء إلى الاخصائي..

التعليقات