تنسيق الصور: المخرج Garabet Tahmajian
متابعة: هلا حداد
يُذكِّرنا صعود جايمس ديفيد فانس بصعود باراك أوباما وإيمانويل ماكرون. لا أحدَ يعرف عن السيرة الذاتية لكل من الأسماء المذكورة إلاَّ ما تعرضه الصحافة على الرأي العام. فالتدقيقُ في المعلومات يُقابله سدٌ منيعٌ كاحل يلفه الإبهامُ والغموض والسرّية التامة. ومن الملفت في هكذا نوعٍ من السرديات هو أنَّ الجدّة هي من تتولى التربية! ولمَ لا؟
لكنْ مع سبر الأمور تجد بأنَّ الجدّة قد تكون الأم الطبيعية مثل حال ماكرون، وبأنَّ الأمَ مُدمنةٌ أو مصابة بالجنون أو بشيء آخر من الشُبهات والعاهات كظروف أمِّ فانس. ويتجلى القاسم المشترك بالأب الغائب دوماً عن شاشة ورادار التمحيص، ليتشكّل لدينا نادٍ من الشخصيات حيث التربية تعود للجدّة؟!
من هو جايمس دايفيد فانس؟!
ولد جايمس بتاريخ 2 آب 1984 في مدينة ميدلتاون في أوهايو تحت اسم جيمس دونالد باومان
Bowman James Donald، من أم غير متأهلّة وكانت ظروفُها صعبةً للغاية إلى أنْ تولى الجدّان تربيته. غيّر اسمه إلى جيمس ديفيد هامل James David Hamel وحصل على عمل في كلّية الحقوق Ivy League بدعم من شبكة مصالح ومليارديرٍ شهيرٍ.
في العام 2014 بعد الدراسة في جامعة Yale Law School (مجموعة 2013) تزوج من أُشا Usha ذات الأصول الهندية. وكتب كتاباً عن سيرته الذاتية تحت عنوان Elegy Hillbilly ومنذ تلك الفترة بدأ يُعرف بجايمس ديفيد فانس.
وفي عام 2016، تولى دار نشر، روبر مردوخ هاربر كولينز، نشر الكتاب الذي تحول إلى فيلم لـ Netflix (التابعة للـ سي آي أي) عام 2020 بإخراج رون هوارد.
ولا بأس من الأشارة إلى أن الملياردير الذي كان وراء أوباما والمعروف ببيتر ثيّل Peter Thiel هو نفسه الذي حضن جايمس ديفيد فانس.
ضمَّ بيتر ثيّل جايمس ديفيد فانس إلى دائرته في الوقت الذي كان فيه يتابع دراساته في كلية الحقوق بجامعة Yale. وبفترة وجيزة التحق فانس بشركة بيتر ثيّل Mithril Capital الاستثمارية، حيث عمل لمدة سنتين وبعدها انتقل إلى شركة Revolution Ventures . وكان له الدور الرئيسي في إدارة مشروع يتعلق بالاستثمارات ومن بين أهم المستثمرين في الشركة جيف بيزوز رئيس شركة أمازون العالمية.
بداية الاستثمارات الخاصة.. وشبكة العلاقات
وبعد ذلك، أطلق فانس شركته الاستثمارية الخاصة Narya Capital عام 2020 مستخدماً أموال بيتر ثيّل وإريك شميدت الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل. وهكذا صعد الرجل من الغياب التام للأموال إلى الثراء. ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد، فإنَّ ثيّل هو أيضاً مؤسسُ شركة Palantir Technologies التي تقف وراء نظام مراقبة عالمي مستخدمةً الذكاء الاصطناعي ولديها تعاقدات مع الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات في عدة دول في العالم. والجدير بالذكر هو أنَّ إريك شميدت وبيتر ثيّل هما عضوان رئيسيان في اللجنة التوجيهية لمؤتمر مجموعة بلدربيرغ. ووفقاً نيوزويك هما من الشخصيات الأكثر تأثراً فيها، ويعود تأسيس مجموعة بلدربيرغ لديفيد روكفلر وهنري كيسنجر.
..إلى مجلس الشيوخ دُرّْ.. مدعوماً
إذاً لقد وصل جايمس ديفيد فانس إلى مجلس الشيوخ الأميركي في ولاية أوهايو عام 2022 بدعم مالي من قبل بيتر ثيّل وعمل الأخير للقاء مع ترامب في مارلاغو ليحصل فانس على الموافقة اللازمة للترشح من قبله. لم يكن فانس من أتباع ترامب قبل عام 2018 كما أنَّ ثيَّل لم يكن بدوره بعد المصدر البشري السّري لمكتب التحقيقات الفيدرالي أف بي آي. ويضاف إلى جوقة الأثرياء والمؤثرين في سياسة التكنولوجيا، شخصية أخرى مثل Elon Musk وزميلٌ آخرُ خريج كلية الحقوق في جامعة Yale لفانس وهو Vivek Ramaswamy المقربان من بعضهما البعض إلى حدِّ أن أحد أبناء فانس يُدعى Vivek.
حذاءٌ بنعلين
يُعرف عن الملياردير ثيّل بأنَّه يخدم كل ما يتوافق مع مصلحته؛ وهو منخرطٌ في دولة المراقبة ويبني على سياسة يعتبرها “مفيدةً” للحفاظ على مكانته حتى ولو كانت بضعة مليارات لـPalantir وما بالك لو كان الدعمُ لشخص يرضخ للإملاءات. علماً بأنَّ الطريقة هذه تقوي الدولة العميقة بدلاً من إضعافها. وإذا عدنا إلى عام 2006 وقت تنصيب السيناتور باراك أوباما، نجد بأنَّ الطريقة نفسها قد اتبعت.
هكذا إذن، صعد كلٌ من Barry Soetero أي أوباما وJames Bowman أي فانس إلى الحلبة السياسية العالمية، فهما صورتان متطابقتان لعملة واحدة وهي عبارة عن الجناحين الحاكمين في الولايات المتحدة وفي كل بلدٍ متطورٍ و”ديمقراطي” ما يُذكّر بصانع الحذاء نعلٌ لليمين وآخرُ لليسار.
إكسير الشباب الدائم.. من دماءاليافعين؟!! نتائج مرعبة!!
ففي عهد Barry Soetero أي أوباما تشكلّ فرعٌ حكوميٌ للمراقبة الحديثة المتكاملة، ويبدو أنَّ فانس سارٍ للاحتفاظ به وعلى أكمل وجه. وبعض المعلومات تساعدنا لفهم الشخصية الجديدة التي اختارها ترامب بشكل أعمق: لقد عمل فانس في شركةٍ تُدعى Ambrosia والتي أُقفلت لتورطها في نقل دم الشباب إلى كبار السن ظناً منهم بالتحكم بالشيخوخة لتأتيَ النتائج بأضرار مرعبةٍ. وعمل أيضاً في مكتب المحاماة نفسه الذي عمل فيه “أوباما” وميشيل أوباما المعروفة باسم “مايك الكبير”. أمَّا زوجة فانس فقد عملت في مجلس إدارة يعود لبيل وميليندا غيتس. وهي باحثة في جامعة “غيتس كامبريدج”، مما يدفعُ للقول أَّنها حصلت على تمويل من مؤسسة غيتس للدراسة. ويعرف الجميع مدى التأثير العالمي السلبي لمؤسسة غيتس في الصحة وفي الاقتصاد وفي التربية والإعلام. ويبدو أنَّ زوجة فانس قامت بالتدريس في الصين وقد يكون ذلك عبر مؤسسة غيتس.
“جمجمة وعظام” skull &Bones (جامعة Yale) طقوس شيطانية و..
ينتمي جايمس ديفيد فانس أيضاً إلى الجمعية الظلامية المعروفة بطقوسها الشيطانية “جمجمة وعظام”. لديها أهاف شرانية للمجتمع والولاء من قبل الأعضاء لمدى الحياة للإبليس وفق المعلومات السرية. ويشارك الأعضاء في احتفالاتٍ مشؤومة مثل الاستلقاء في التوابيت وممارسة الإذلالِ والسيطرة.
ومن الأعضاء المعروفة لتلك المجموعة: جورج بوش الأب وبوش الابن وجون كيري. ولأعضاء المجموعة أدوار أساسية في عمليات مثل 11 سبتمبر وحادثة اغتيال الرئيس كينيدي. فقوة الجمعية تكمن في العمل السري الخفيّ ويتركّز إرثها على التلاعب والسيطرة والخيانة. ويحرص الأعضاء على إبقاء الاتصالات بشكل سري للغاية.
كل صعودٍ مفبركٍ يُقابله هبوطٌ في القيم والأخلاق والثقافة والإيمان والمبادئ الإنسانية.