جوليا عادت: “ضرب الخناجر ولا حُكْم الندل فيّ”.. صوتٌ لا يخفت إلا ليحبّ ولا يعلو إلاّ للحقّ

كتبت: حنان فضل الله

لا، لن نقارن جوليا بغيرها من مغنيات البلاط أو فنّانات “الخواصر” والأوراك وما دون وما أعلى من ذلك بقليل..

جوليا في مكانة أخرى ومقام آخر..

لن نذكر اسماءهن معها.. مقام هذه الفنانة الكبيرة وأي مقال فيها، لا تُناسبهما مجاورةُ المتصابيات المنشّزات الهزّازات..

هنّ مغنيات “البيزنس” اللواتي يلتصقن حيث يسترزقن، يحملن ما نفخن من “عدة الشغل” وتدافعن عن حياة “الفرفشة” والديكولتيه.

يليق بجوليا بطرس إن غابت كل اشتياق ممكن، وكل احترام الناس وكل الترحيب إن رجعت وكل الحكي الحلو.

وفي الرجعة، اختارت من التراث الفلسطيني أغنية/ موّال ردّدها/ ردّده كثيرون في غناءٍ فردي أو على مسارح مهرجانات، أفراد ونجوم وفرق فنية، مشاهير أو مغمورون.. لكن مع جوليا كانت لـ “يمّا مويلي الهوى” نكهة مختلفة، نكهة صبر معاند على الجرح، وقلب مؤآزر في مصاب كبير.. 

هل مصيريٌّ أن نسأل لمَ الآن أطلّت جوليا وليس قبلاً؟ هل نوقّت عودتها مع نضوج الصوت وحلاوته أكثر فأكثر ورصانة الحضور على ساعة احداث وقعت فلم تعبّر عن موقف أو رأي، فنلقي عليها اللوم ونسمّي عدم مشاركتها بأي عمل فني بالتقصير؟ أم نعترف لها بأنها قصدت أن تغيب عن “أحداث” جرى تسييسُها حتى النخاع؟ وتوظيفها حدّ التبسيط وإبعاد احتمال التوظيف السياسي المكثف الذي رافق تلك الأحداث؟ على عظمة وقائعها والتداعيات؟ 

لعلّ السيدة جوليا لم تشأ الانخراط في تصنيفات ترافق كل مَنْ يعطي أو أعطى رأيه في تلك القضايا..

أو لعلها وهذا أرجح الاحتمالات، لا تزال ترى أن قضية فلـ..سـ..طين هي القضية الأم والمحور والأساس، وحولها تدور كل الحلول ثم تتمركز. 

بكل بساطتها أطلت جوليا بطرس، وجهها الجميل أنقى مع القضايا المحقّة ومع المظلومين من دون تكلّف ولا زعيق ولا تسوّل إعجاب.. 

قدّمت ما تُتقنه دوماً: فنٌّ جميلٌ ملتزم، وصوتٌ لا يخفت إلا ليحبّ ولا يعلو إلاّ للحقّ.. 

رائعة جوليا الجديدة على صفحتها الرسمية على منصة X وفي فيديو جمع كلماته المخرج @GaroTNT ↓ ↓ ↓ ↓

التعليقات