كتبت: حنان فضل الله
لإسرائيل كل الحقّ في الدفاع عن نفسها بكل الوسائل.. كل الوسائل، لقد شرعنت كل السبل وكل مراحلها تثبيت وجود.. فهي المسالمة المحبّة وكل الآخرين “دون” وإرهابيون” يستحقون السحق. ومن لا يعجبه قراراها وأساليبها وردات فعلها، “يصطفل” هي محمية من أصحاب التأثير.. بالأمس كانت لها وقفة سيسجّلها التاريخ.. ممثلوها شكّلوا فريقاً حضروا ليقولوا في مرافعاتهم أنه لا حق لأحد بمحاسبتها، فريق الدفاع عنها، نساء ورجالاً وأنصاف الجنسين، هبّوا في مقصد واحد وإن تعدّدت الأوراق، ليكرّروا ساخرين من الجميع، وفي الخارج كانت “تشتي بغزارة ‘chame on you’.. عادي. مظلات الحلفاء تردّ “التف” مهما سال و”طرطش”.. ها هي أنهت الـ 100 يوم من حقّها في الدفاع عن النفس بموجب القرارات الدولية، كما يردّد “قادتها” من سياسيين ومحللين وأهل دين.. دين؟!.. وكيف لكن؟! تدافع عن نفسها، بأي وسيلة شاءت، فهي وربّها الأعلى أحرار في ما يعتقدون، وأي طقوس يمارسون، وأي “تلمَدَةٍ” يتبعون ويطيعون.. عضو في كل المنظمات والهيئات والتشكيلات الدولية.. لا يتوانى المروّجون لها والمنتمون لها، من تكرار عبارة “دولة” حتى حفروا “خيال” الكلمة على المفارق. قلة قليلة “تجرأت” على قول إنها كيانٌ لا دولة، غدة خبيثة وجب استئصالها، لأنها نمت وتكاثرت وهي كما “هيداك المرض” مؤذية مؤذية ووجودها غلط كبير.. قلّة قليلة تجرأت واعترضت وبذلت الكثير فداءً للحق.. بعد أن “تبنّج” الكل، وانساق تحت تأثير بخار الأساطير الذي عشش في المخ وفي اللا وعي ومنه إلى الوعي.. وعي؟! يحكى أن سياسيين عرباً كباراً (في مراكز قرار) وأجانب أيضاً تمسكهم “الدولة” إياها من “خوانيقهم”، بفضائح أخلاقية (بصريح العبارة جنسية) دفشتهم نحوها.. يحكي أنها صوّرت لهم أفلاماً مخزية، وأخذت عاهراتها فتاوى من رجال دينهم ليكون المجون الحلال، في خدمة “الدولة”.. أثرت وتؤثر في قراراتهم ومواقفهم وابتساماتهم، وهي تجرجرهم واحداً واحداً نحو تأييدها و”اعمل نفسك ميّت” مهما ارتكبت.. ففعلوا ولا يزالون وعلى الأرجح أنهم هكذا باقون.. يغيظها ان تنزل شعوب العالم للتنديد بـ”عمايلها”.. بالنسبة لـ “الدولة” هذه “طزّ”.. فمعظم الشغوب العربية، الحليفة أنظمتها، معها، وهي الأقرب لها جغرافيا وتطبيعاً.. صارت متل بعض جماعتنا “تحب السلام والحياة”، وأن لا تحبّ “الحروبات”، أبسط دليل هو فرفشة ليلة رأس السنة التي شاركت فيها مغنيات الزمن الفظيع.. كذلك التلفزيونات في غالبيتها، في برمجتها في إع.. لامييها وإع.. لاميتاتها.. إعمل نفسك غائب عن الوعي، خارج الزمان والمكان والمعرفة والنقاش الجاد لمجريات الأمور والأأحداث المدعوم بالحُجة والسؤال الذكي الهادف.. “كلو” يسعى للنجومية، وكأن لا معركة حول مصير العالم كله في الأجواء.. تلك الميديا الملعونة التي تجنّدت بدهاء أو استغباء أو غباء أصيل، لتكريس عباراتها، فعلت فعلها.. البنج عمومي.. السينما أيضاً خدّمت عندها، ومُرّرت رسائل التعاطف وتمجيد المعاناة التي رُوِّج لها على مرّ السنين، مليارات الدولارات أغدقت والمشروع أكمل مساره. كلّه في خدمتها، حين تلوّح بحقها في الدفاع عن النفس وسحب الهواء والماء والدواء وطبقات المباني الفوقية والتحتية وكل أسباب الحياة عمّن تريد وكيفما تريد وأينما تريد وحينما تريد.. نفسها طويل.. طبعاً، سحبته منذ ما قبل النكبة لا تزال.. التنفس الاصطناعي في خدمتها، bouche a bouche من دول “صديقة” حليفة كثيرة، وكبرائها. ليس لأحد الحق في أن يعترض.. ممنوع أن يكذّبها أحد، رغم الوقائع والفيلم الأميركي الطويل المستمر كعرض مباشر طلع عا بالها انو تحتل ارض وتنتقم من شعب غير يللي هجرها ونكّل فيها وله اسبابه الموجبة هي حرة الأطفال ما كان لازم يكونوا موجودين وهي عم تقصف النساء كمان شو جابن على المرمى مين قال انها كذابة ومنافقة كل ما قيل وكيل من تهم هي افتراءات كل خلق الله الذين تظاهروا، رفعوا صوراً وأعلاماً وشعارات يحق لها ان تسخّف كل ما عداها.. إن اختار لها أسيادها (ما حدا غريب) أجدادها، أن يتبعوا الكتب المزعومة ويختلقوا أساطير لتختار ما تختار من البحر إلى النهر وبالعكس.. وقد شكرت أوروبا نفسها على أنهم لم يختاروا بحر البلطيق ونهر التايمز أو شفنتينا أو نهر فارنوف.. ها هم يقبلون أيديهم وأرجلهم وجهاً وقفاً أن تخلصوا من ذاك البلاء.. منذ ما قبل توليدها وهي تكتسب حريتها عاماً بعد عام، تفلش وتتمدّد.. من حاول ردعها عاد وزمّ وخضع.. إلا قلة هنا وهناك وهنالك.. هنا.. يعدونها بالأمر.. يصفونها بأوهن من بيت العنكبوت.. ينسلون خيطانه خيطاً خيطاً.. عادة هم يفون بالوعود.. هناك.. رغم المقتلة.. لا زال صدى “لا” يتردّد ومعها كل آهِ وجعٍ ممكنة لكن صامدة.. ويبدو أنه مستمر حتى يصرعها.. أما هنالك.. ففقراء محرومون.. إلا من العزّة والسنَد، بزيّهم الوطني البسيط الأعظم وهتافاتهم المبحوحة، يملأوون الساحات ويفعلون ما يقولوا.. هم القلة ولكنهم في ختام الأمر.. منصورون!! وخيوط العنكبوت الواهنة.. ثمة ما هو أوهن منها.. عرفتموه؟!!