كتبت: أ. ميرنا لحود
متابعة: هلا حداد
لكل من يعتزُّ بأي شهادةٍ من الجامعات والمؤسسات الغربية في الحكومة اللبنانية، عليه أن يعيَ ويتنبَه للعبارة العربية الشهيرة والمعبّرة عن الواقعِ اللبناني الواضح بـ “هيهات منّا الذّلة”وتردادِها ثلاثاً.
نعم طالما هناك شخصٌ أو شخصان لا يقبلان الذِّل الأميركي الصهيوني فعلى كلِّ مسؤولٍ “مفروض” أميركياً صهيونياً على لبنانَ ألّا ينسى بأنَّ فترته محدودةٌ ومعدودة زماناً ومكاناً ويرافقه أبدياً صيته، سواء كان صالحاً أم طالحاً.
لذا فلا داعي لكلام نابٍ وإشاراتٍ جسديةٍ سيئة لأي كان من الحكومة اللبنانية؛ فلبنان يمتلك جهازاً كبيراً من الماسح الضوئي السريع ويسجل، في اللائحة الوطنية تحت فقرة، “اللا أخلاقية وفاقد الشيء لا يعطيه أو الوطنيون المتشدقون الناطقون باسم الغرب على حساب الوطن والمقاومة”.
كلَّ حرفٍ يُحتسب على الذين يتلفظون بأفواهٍ منزلقة الميل والهوى. وبدأ تراجعُ مقولةِ “هذا إنسانٌ لا يمتلك جملة ًمفيدة” لصالح “هذا الإنسان يفتقدُ إلى كلمة مفيدة”.
من باب النصيحة
أيها المسؤول اللبناني ومن باب النصيحة: لا تُهمل احترامَ الداخل المقاوم لأنك وببساطة، غرباً أنت خادمٌ نذلٌ يُرمى بك على أول مفترق طُرق والأمثلة كثيرة في هذا الصدد. وعليك أيها المسؤول اللبناني أنْ تجيد قراءة المتغيرات الكبيرة للخارطة الجيوسياسية العالمية الحديثة والتي لا تزال طور التشكيل.
وجوهٌ مرفوضة
هناك رفضٌ تامٌ، وهذا جيدٌ، لوجوهٍ ظهرت بفضل منظمات سوروس والوكالة الوطنية الأميركية للتنمية USAID والصندوق الوطني للديمقراطية NED والمتفرعات منها إضافةً إلى المنظمات الأممية المشبوهة العمل أو العاملين سابقاً في شركات مثل بلاكروك وأمثالها أو أتباعها من مصارفَ وشركات استثماراتٍ أو شركات “السليكون فالي”. هذه الشركات العملاقة “مشبوهة” لما تروّجه من أفكارٍ ضد القيم الإنسانية والمنظّرة لـ “حزب الميم” وسرقة أموال المودعين واستخدام سلاح الخوف لإرغام الشعوب والتسلط وكذبة أزمة المناخ والتلاعب بالعبارات وإفراغها من معانيها وغيرها من المسائل المستخدمة لخدعة الشعوب وشنّ الحروب؛ كلَّ ذلك وصل إلى نهاياته رغم الشّد والمط ّبه سواء كان من قبل المخابرات الأميركية العالمية الـ سي. آي. أي أو وكالة الاستخبارات البريطانية والموساد العاملتين لضرب الاستقرار شرقاً وغرباً. أيها المسؤول اللبناني: لا تُظهر الاستحقار والرذالة وسلوك الاستعلاء فهذا حتماً مُسجّل ضدك ومضرّةٌ لك ولشخصيتك المُترهلة والخفيفة القيم الأخلاقية والدينية، مقومات أساسية لازِمة لنجاح السياسة الاقتصادية والمالية والمتجمع برمته حتى الحفاظ على الأرض والمناخ من خلق الله والدفاع عنهما حتى الثمالة.
أميركا بعد انهيار إمبرياليتها
يبدو أنَّ أميركا تحضّر مشروعَ قانونٍ للخروج من الأمم المتحدة، فمنظمات الأخيرة وبفضل السيطرة الأميركية عليها لم تحترم تطبيق القرارات الدولية. ويتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدمقراطيين بسوء التصرف وما هي إلاَّ حجةٌ أقبح من ذنب. وفي الوقت نفسه وبدوره المجتمع الدولي لم يحترم القوانين الموّقع عليها مثل بلد حقوق الإنسان فرنسا ولا من احترام للعدالة الداخلية للبلد والدليل على ذلك استمرارية احتجاز جورج عبد الله الذي انتهت محكوميته. فعلى وزراء الحكومة اللبنانية أصحاب الشهادات العليا المطالبة باسترجاع الرجل إلى لبنان مع تقديم الشكاوى لكل اختراق صهيوني على الأراضي اللبنانية ،أقله حفظاً لماء الوجه الوطني.
“قُل لي مع من تتعامل أقلْ لك من أنت”
1ـ عملت الغالبية في الحكومة اللبنانية وفق ما قيل في شركات تابعة لأميركا وفي مؤسساتٍ أممية وعددٌ آخر عمل في شركات مبهمة المعالم مثل بلاكروك. والبعض الآخر عمل في مصارف مثل “صهر” رياض سلامه وفي شركات استثمارات لآخرين والبعض لهم ارتباطات وشبكة علاقات مع صهاينة الغرب كما في فرنسا مع غسان سلامه إضافةً إلى “صهر الأخير الشهير” رفائيل كلوكسمان؛ فكرة عن هذا الرجل: صهر غسان سلامه هو ابن أندريه كلوكسمان المدعوم من الـ “سي آي أي” مباشرةً، المنتمي إلى “الدائرة الخطابية”. عمل رفائيل كلوكسمان في مجلة Le Meilleur des Mondes “أفضل ما في العالم” المرتبطة بـ”الدائرة الخطابية” التي استمرت من عام 2006 لغاية عام 2008 والتابعة لمجموعة Think Tank (مؤسسها بريجنسكي وديفيد روكفولير وكيسنجر) الأميركية المعروفة باستقطابها للمحافظين الجدد. وحتى عام ،2012 عمل رفائيل كلوكسمان كمستشار لرئيس جورجيا آنذاك ميكائيل سعكاشفيلي ومن ثم انتقل إلى أوكرانيا عام 2013 لدعم وتقديم النصائح لفيتالي كليتشكو أحد أبرز المعارضين في ساحة الميدان الموالين للغرب. وخلال مغامرته في جورجيا، تزوج من إيكا زغولادزي صاحبة الصيت الصاخب والتي عُينت في عهد الرئيس ساكاشفيلي نائب وزير الداخلية من عام 2005 لغاية 2012 ومن يوليو لغاية أكتوبر 2012 شغلت منصب وزيرة للداخلية بالإنابة. انتقل الزوجان إلى أوكرانيا وشاركا في نشاطات الثورة في ساحة الميدان تحت قيادة فيكتوريا نولند مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والأوروبية ـ الآسيوية والتي كانت ناشطة في تفعيل “الثورة الأوكرانية” في ساحة الميدان. وبعد حصول إيكا زغولادزي على الجنسية الأوكرانية شغلت في ديسمبر 2014 منصب نائب وزير الداخلية الأوكرانية في حكومة أرسيني ياتسينيوك.
2ـ حكومة المصارف أتباع بلاكروك. نموذج صانع الحذاء: يُعرف عن بلاكروك بأنَّها الشركة التي تدير الاستثمارات للشركات العالمية ولـ 99 % من الشركات الأميركية. وبعبارة مختصرة: بلاكروك تدير الفوضى بعد الفوضى وبالفوضى. وللإجابة على سؤال من يمتلك الشركة المترامية الأطراف؟ بالتأكيد ليس لاري فينك، فهو موظف كمدير عام. إذاً من وراء بلاكروك؟ ومن أسهل الأمور هو البحث عن أهم المساهمين في الشركة، فنجد Vanguard وبلاكروك نفسها وState Street وبنك أف أميركا، ما يعني أنَّ الشركات تمتلك بعضها البعض.
بعضها بعضاً..
لكن من يتخذ القرارات في الشركة؟ لأنَّ لكل مساهمٍ مندوب ولكل مندوب له صوت مهمٌ في مجلس الإدارة. وإذا بحثنا عن أكثر المؤثرين خلال الفترات الأخيرة منذ 15 عاماً، نجد أنَّ من أهم المؤثرين في اتخاذ القرارات شركة Merry Lynch. ويصعب التوصل إلى معلومات تتعلق بالأخيرة، فبعد أنْ شارفت على الإفلاس خلال أزمة العقارات عام 2008 تمَّ شراؤها من قبل بنك أف أميركا فأصبحت جزءاً من المصرف الشهير. ويبقى السؤال: من يمتلك بنك أف أميركا؟ وعندما ندقق نجد مجدداً الثلاثية: Vanguard وبلاكروك و State Street وما إنْ ننظر في البورصة العالمية للبحث عن المساهم الأول في البنك حتى نجد شركة Berkshire Hathaway وعند الفحص نقع على اسم Warren Buffet.
وفي الحسابات والأرقام يمتلك الأخير 13,50% من بنك أف أميركا و 100% من Merry Lynch 45% من بلاكروك ما يعني أنَّه لا يمتلك إلاَّ جزءاً من مجموعة بلاكروك. أمَّا في بنك أف أميركا فنجد اسم شخص يُدعى Amadeo Giannini. وهو من أصول إيطالية هاجر إلى الولايات المتحدة وكان يؤمن بالـ “الحلم الأميركي”. فبعد زلزال سان فرانسيسكو المدّمر باشر بمساعدة الفقراء وخاصةً الذين من أصول إيطالية عبر البنك الذي أسسه وهو بنك أف إيطاليا. عادةً لا تسلّف البنوك الفقراء خوفاً من عدم إمكانية استعادة الأموال أي الديون. لكنَّ الرجل جازف لأنّه كان يؤمن بصدقية الناس خاصةً الفقراء. فأصبح ثرياً وعند مماته تحوّل البنك مع Warren Buffet وورثة Giannini إلى بنك أف أميركا ويُعدُّ من أهم البنوك عالمياً. ونموذج بلاكروك ما هو إلاَّ سياسة أميركا لكل شركة لذا نرى أن الشركات تفرض سياسة عالمية: هناك غياب تام للتنافس والتعددية. ويُتّخذ هذا النموذج في كل شيء.
حبل الكذب…
هذا ما فعلوه في تسميات المجموعات المسلّحة وهذا ما يفعلونه في الاقتصاد وهندسة المجتمعات وسرقة الأصول للبلدان تحت حجة إعادة الإعمار والمساعدات وحقوق الأشخاص والإنسان وغيره.. لكن.. “حبل الكذب قصير”.