كتبت: هلا حداد
ذات يوم.. قال لي مسن حكيم: “وقت يبلّش الشعب يرمي الخبز بالنفايات قولي المجاعة جاية”..
ما بعرف اذا هالحكي حكمة او معادلة لكن هالشي صار..
تذكروا ايام “العزّ” اديه شفنا بالنفايات خبز وأكل واليوم صرنا نفتش ع رغيف الخبز ونعرف قيمة حبة العدس والرز ونخجل نقول هيدا الشي بحبو وهيدا ما بطيقو..
تذكروا ايام العز كيف كنا ندور السيارة ونحرق بنزين بمشوار بطعمة وبلا طعمة.. اليوم الا مشوار العازة ما في وحتى من باب التوفير تشغيل المكيف ما بيحصل الّا عند ضرورة الاختناق…
تذكروا ايام العز كان ما تفرق معنا اذا كهربا الدولة او المولد، اليوم صارت نعمة اللمبة بتساوي نعمة شمعة الأمل، نعم صرنا نلبس تيابنا بلا كوي وما منخجل، وسشوار الشعر صار من الماضي الاولوية للبراد والمياه السخنة والغسيل، وبديل عن المكيف مروحة اذا في حرارة الكهربا وتعودنا..
تذكروا ايام العز وقت كانت توقع حبة دوا تحت التخت او عالارض وتضيع ما نعذب حالنا بالتفتيش او نقول لحسها الشيطان، اليوم حبة الدوا جوهرة اذا وقعت عالارض بتستنفر العايلة للبحث والتحري..
تذكروا ايام العز كيف كنا نزايد ع بعضنا اذا حدا جابلنا هدية بـ 100 الف لازم نحن نهدي بـ 100 دولار..
تذكروا ايام العز كيف كانوا يتمسخروا علينا نحن جماعة اللي ما منحب السياحة والسفر وركوب الطيارة، ويقولولنا شم الهوا احلى دوا..
تذكروا ايام العز كنا ناكل كل شي طالع ع بالنا شوكولا، بوظة، فواكهة، لحمة، دجاج، سمك.. اليوم صرنا ناكل اللي قادرين ناكلو.. وبتتذكروا كيف كانت صور صحون الاكل محتلة منصات مواقع التواصل الاجتماعي بدون خجل واحترام لمشاعر الجوعان؟!!
تذكروا ايام العز كيف الكبار بالعمر كانوا يخبرونا عن ايامن وأيام الحاجة وكنا نقول بعدن عايشين بالماضي ومش ممكن ترجع الايام لورا.. وكيف بعض الاهل كانوا يقتلوا حالن ليقدموا لأولادن اللي انحرموا منه..
تذكروا ايام العز اللي بحاجة واللي بدو يستعرض صار بدو خدم ببيته.. واوقات يحرم هالمخلوقات من الاكل والراحة ويستعبدن لانو دفع حقها 200 دولار..
تذكروا ايام العز اديه عملوا السيدات والصبايا عمليات تجميل وتدخلوا بشغل الله ع خلقتن، وبرم الدولاب وحلت نعمة كورونا لتكون الكمامة حاجب عن عدم الصيانة والترميم..
بعد في أمور كثيرة نتذكرها من ايام العز.. ليبقى السؤال: بس الفساد والمنظومة الحاكمة والنظام المصرفي والحصار الخارجي هني اللي وصلونا لهون؟؟؟ او كمان نحن اللي وصلنا حالنا لهون؟؟؟
الله يرحم بييي كان يقول “الكنفاشي والبطر مرض هالمجتمع”..
انشالله هالازمة تكون عبرة ودرس مش مرحلة وبتقطع..