دهاليز “خيال صحرا”، قراءة نقدية في مسرحية جورج خباز مع عادل كرم و”مِيْمَات”..

كتبت: هلا حداد

على وقع موسيقى افتتاحية، بتجمع الحزن مع العَظَمة، دخلنا إلى دهاليز مسرحية “خيال صحرا”…

المكان خط تماس، الشخصيات قناصَين (جورج خباز وعادل كرم) كل واحد من محور، تُبنى بينهما علاقة صداقة انسانية، ما بتشبه لا المكان ولا الزمان يللي عايشين فيه…

بينقال الكثير عن هندسة النص من قبل جورج خباز، بـِ بُعدُه الاجتماعي والإنساني والمسرحي والتربوي والوطني…

خرجنا من المسرح بجولة من اشتباكات الاحاسيس المتناقضة:

مؤلم كيف وزعنا كبار الفنانين حسب طوائفن،

ممتع كيف كبرت قصص الحب خلف المتاريس،

مؤسف دور الاهل والمدرسة في صناعة جيل الميليشيات،

مزعج استغلال القيادات لتضحيات الشباب وبعدان تركن للمجهول،

محرج الاعتراف بوجع الضمير عن أفعال بطولية كانت ايام الحرب وبعدان صارت “كيس بندورة”….

“خيال صحرا” لجيل الحرب صفعة بصميم الذاكرة، ولجيل الشباب عسى يكون درس بيوفر إزهاق أرواح وويلات الخطف والقنص والقصف والتهجير كرمال وهم السلطة…

بعد غياب 4 سنيين عن المسرح، بيرجع جورج خباز ككاتب ومخرج وممثل وموسيقي بكامل طاقته مع نضج إضافي ليقدم عمل بدون ولا غلطة….

أما عادل كرم، فاكتشفنا فيه الممثل المتحرر من شخصيات صبغت شهرته، وحلق بثنائية ملفته مع جورج خباز…

عمل “خيال صحرا” بكل تفاصيله المبكية والمضحكة، بكل ايقاعه المشوق والمدروس، بكل عِبَرُه الإنسانية والوطنية، عمل فخم أضاف فخامة لفخامة مسرح كازينو لبنان…

التعليقات