رحلة الـ 1000 ميل فساد تبدأ بـ.. سوق سوداء واحدة!!

كتبت: حنان فضل الله

اليوم الأحد 21/حزيران (يونيو) 2020.. 

في نشرة الأخبار ورد أن سعر صرف الدولار، اليوم الأحد، يوم العطلة الرسمية، تجاوز الـ 5000 ليرة لبنانية.. أين؟ في السوق السوداء!!

والسوق السوداء (بالتفسير المختص) أنها “الاقتصاد التحتي” أو “السوق التي تتكون من كل التعاملات التجارية التي يتم فيها تجنب كل القوانين الضريبية والتشريعات التجارية في المجتمعات الحديثة يغطي الاقتصاد التحتي مجموعة واسعة من النشاطات”.

ويتابع التعريف:

* غالباً ما تكون هذه البضائع مهرَّبة، أي أنها دخلت السوق الوطنية دون تسجليها لدى المؤسسات الرسمية مثل مديرية الجمارك المختصة.

* هناك سوق سوداء أخرى تنشأ في حالة عدم قدرة الإنتاج الوطني والاستيراد على تغطية الطلب الداخلي، أي نشوء حالة سوقية يزداد فيها الطلب بشكل كبير على العرض.

* في هذه الحالة يقوم العارضون ببيع البضائع خفية وبأسعار عالية جدا وذلك للأشخاص أو المنشآت التي تكون على استعداد لدفع الأسعار المرتفعة وتخرق بذلك القوانين الاقتصادية والمالية السائدة..

هذا ما ورد في التعريف “الويكيبيدي” كما في غيره..

أما في لبنان، فالقصة تختلف..

إن “ترجومة” السوق السوداء، لها ميزات تختلف- في ما تختلف- عن باقي أسواق الأمم كافة بل تتفوّق عليها.. ميزاتها (السوق السوداء اللبنانية):

* يتشكّل بسهولة وسرعة قياسية

* يمكن لأي كان أن يقيمه..

* يمكن لأي “بضاعة” أن تكون مادته الأساس: سجائر، مخدرات، مازوت، عطور، ملابس، أجبان، ألبان.. دولارات..

* يمكن له أن يولد ويتناسل بخصوبة ملفتة

* يمكن له أن يفرض نفسه

* يمكن لأعرافه أن تصبح قوة أمر واقع

* إذ يمكن له أن يُشَكّل بسهولة وسرعة قياسية.. في أي لحظة وتحت أي ظرف وتلبية لحاجة ونداء ملحّ.

(ملاحظة: لا موعد محدّد لنشوئه.. بقدرة قادر وسحر ساحر وفساد فاسد)

في واحدة من النظريات العلمية الكثيرة حول الثقب الأسود (الثقوب السوداء)، أنها بالوعة الفضاء، شفاطة النجوم والكواكب.. ممر إلى عالم آخر.. وغيرها من الفرضيات التي طُحنت أدمغتهم لعشرات السنين كي يطلعوا بها..

في لبناننا، وما أشبه السوق السوداء بتلك الثقوب البلّاعة، لا تشفط السوقُ السوداء تلك توازنَ بلادنا الاقتصادي فقط، بل كذلك نظامَنا القِيَمي أيضاً.. إنه يٌخرج “جينة” التاجر الفاجر من صلب “دي إن إينيننا” our DNA، notre DNA، المضاف إليه كمية من الانتهازية التي تساعده على استغلال كل حالة، وتغيير مسار أي حل.. ومفاقمة الأزمة..

فاللبناني العارف بكل شيء: الإعلام، السياسة، الاقتصاد، الفن، المجتمع، التغذية، علم النفس.. وصولاً إلى علم قطف الفرص..

وإذا كانت في العالم نظريات كثيرة حولها، إلا أنها في لبنان.. نظرية واحدة: إن رحلة ألف ميل الفساد تبدأ بخطوة إلى سوق سوداء واحدة..

اليوم الأحد 21/ حزيران (يونيو) 2020.. بداية فصل الصيف.. أجارنا الله من لهيبه!!

مصدر المعلومات: ويكيبيديا

النص الباقي من حرقة القلب اللبناني

الصور عن الانترنت

التعليقات