بقلم الإعلامية اللبنانية هلا حداد
رسالة لفت نظر لسفيرة شيا
سعادة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان السيدة دورثي شيا المحترمة
تحية عظيمة بحجم عظمة بلادك
واسميحلي خاطبك باللبناني:
خبروني إنك زعلاني لأن أغلب الشعب اللبناني ما عم بيتجاوب مع مشاريعكن الإنقاذية للبلد، وخبروني انك مش عم تتوفّقي بأدوات محلية لتنفيذ قلب الطاولة لصالحكن بشكل كامل،
خبروني انو جماعة المجتمع المدني طلعوا مثل اصحابكن السياسيين بيحكوا اكثر ما بيشتغلوا، خبروني انك مش ممنونة من الواقع اللبناني..
عزيزتي السيدة شيا، بحب طمّن بالك انو الشعب اللبناني حالة خاصة مش لأنو أذكى شعب، لكن لانو كثير مسيّس وبيتابع شوية تاريخ وشوية اخبار اقليمة ودولية من فيتنام لـ أفغانستان، ومش محكوم بإعلام محلي ناطق باسمكن وبس، ومع انو ذاكرته قصيرة بعد ما نسي انو طريقة تعاطيكن مع الملف المحلي من ١٩٧٥ لليوم ، وانتبه انو كل فريق مشي معكن بإخلاص لو ربح بمرحلة، بيطلع بالاخير خسران لأن حضرتكن شاطرين بـ.. التسويات اللي بتحمي مصالحكن وبتبيع اصحابكن.
عزيزتي السفيرة..
هالرسالة مش رسالة عتب ع شو بدنا نعتب؟ ما دام لحد هلق ما عرفنا شو بدكن من لبنان؟
بدكن تحاربوا إيران بشكل غير مباشر عبر حزب الله؟
أو.. بدكن تحموا طفلتكن المدلّلة إسرائيل عبر إلغاء اي ثقافة لمقاومة اطماعها؟
أو بدكن يكون لبنان قاعدة دبلوماسية لإلكن بالمنطقة؟
أو -لا سمح الله- عينكن على استثمارات نفطية وسيطرة بحرية؟
أو بدكن تحققوا الديمقراطية وتساهموا ببناء دولة وتكافحوا الفساد ومحاسبة كل فاسد لو كان أحد رجالكن بالدولة؟؟؟
عزيزتي السيدة شيا..
مش مهم شو بدكن من لبنان، ومش مهم اذا كان الكن دور بالحصار او الضغوطات الاقتصادية ع كل الشعب اللبناني، مش مهم انو سعادتك بصراحة سمحت للبنان يستفيد من الغاز المصري لإنتاج الكهربا بالأردن واستجرارها عبر سوريا كدليل قاطع انو انتو بتحلوا وبتربطوا تسهيل او تعقيد عشيتنا.
عزيزتي السفيرة..
رسالتي رسالة لفت نظر لسعادتك، انو “صار الوقت” لتغيير طريقة تعاطيكن معنا لأن الاستعراضات، والمهرجانات، والاحتفالات، والدعايات والجمعيات والكمامات والإعلانات والأفلام والابداعات التسويقية باساليب فنية، ما فيكن ترجموها أصوات انتخابية والتزامات سياسية مع شعب هالقد موجوع ومستحي يقول لعظمتكن “لهون وبس”…
السفيرة الغالية شيا اذا محتارين “هلق شو” بعتقد صار لازم تسمعوا “كلام صادق” مش من الجماعة اللي بتطبّل وبتزمر لشعاراتكن، وتبدلوا اسلوبكن المعلن اللي بيسعى لصناعة رأي عام حر، ديمقراطي، ثائر، بيكسر المحرمات، عاشق الشتم بحب الحياة بالفنون والدعاية والنتيجة فوضى وفراغ وانكسار.
“سؤال محرج” ليه بتدفعوا هالقد دولارات لتدمروا؟ بالمقابل بذات الكلفة، فيكن تبنوا الإنسان بـ: التنمية الصحية والاجتماعية والتعليمية، وبدل ما تسيطروا بالفوضى، بتسيطروا بالعدل الاجتماعي وبتتركوا الشعوب تقرر اذا بتكون صديقة لإلكن بحريتها مش ببرامج معلبة…
كمان لفت نظر يا عزيزة انتو مصدقين انو كل اصدقاءكن وحلفاءكن والمتعامليين معكن هون وهونيك بحبوكن لأنكن أمريكان؟ لا ما تصدقوا هني بحبوكن لان بيكرهوا طرف تاني وبيستقوا بفضلكن عليه.
سعادة السفيرة..
بعتذر زعجتك برسالتي اللي هدفها لفت نظر إنو نحن منعرف انو سياساتكن المصنعة بمختبرات قصدي.. بمراكز دراسات خاضعة لصيانة دايمة، ولا مرة كانت لصالح حقوق الإنسان ونشر العدالة والحرية وبناء الدول ومكافحة الفساد. وإذا كان عنا شك انو عظمتكن وصلتنا للجوع والقهر والذل، سعادتك لغيتي الشك وقت تدخلتي بموضوع الكهربا والغاز المصري..
يا غالية عملوا شي مفيد لنذكركن بالمنيح احسن من القبيح.
بالختام دمتِ سعادتك وبلدك بخير وبالأخص بعد نكبة خروجكن من أفغانستان.