زورق الموت.. حتى آخر نقطة ماء مالحة في رئة غارق!!

اللوحة أعلاه تصميم وتنفيذ المخرج Garabet Tahmajian

كتبت: حنان فضل الله

من الآخر.. لعلّ ما توّج الحزن على ضحايا زورق الموت هو حرقة عيون وغصّة قلوب أطفال وهم يتذكّرون رفاقهم (ماسة، محمد وجاد سبسبي) في مدرسة “رسول المحبة”/ جبيل، التابعة لجمعية المبرات الخيرية، تلك مؤسسة تربوية، من إرث أبي الفقراء والأيتام وسيد الوعي سماحة الراحل السيد محمد حسين فضل الله).. وقد نعت المؤسسة أقمارها الثلاثة في بيان مؤثر.

هل على هؤلاء الأطفال- وغيرهم- أن يستوعبوا أن مدينة لازمها الفقر والحرمان واليتم الحقيقي، تبكي “مشحّريها” حين تناسى مسؤولوها وقادتها وزعماؤها، أن ثمة ما يسمّى تنمية لا شحادة.. وأن شعباً كريماً يحتاج إلى ما هو أبعد من الشعارات للعيش..

هي مأساة بكل ما للكلمة من معنى.. يعرف الكلمة والمعنى كل من يعرف معنى الحياة وقيمها.. لكن لا بأس من طرح مجموعة من الأسئلة، تحيط بالحدث الألم.. قبل وأثناء وبُعيد وبعد..

أما وُجِد مخلوق يقنع هؤلاء الضحايا، أو من قادهم إلى غمار السفر وأقنعهم بجنّات أوروبا “الفورية”.. ألم يقنعهم بشراء سترات نجاة (على الأقل) للأطفال والنساء تجنباً لأي مكروه قد يحصل وجيران البحر يعرفون أنه غدّار؟

ألم يكن بالإمكان طرح أسئلة أكثر وأكثر، عن سعة المركب الأساسية وعدد الركّاب النهائي؟

أين “همم” كبار المتموّلين، من مآسي أبناء منطقتهم.. و”ميليارديرية” المدينة.. أين أكتافهم؟ لِمَ لَمْ يهزّوها للمساندة والمساعدة؟

عن الجمعيات والـ NGO’s التي “تقشّ” المساعدات وتعدُ بتوزيعها على المحتاجين؟

أليس من الواجب الاستمرار في استنكار حقارة التوظيف السياسي الرخيص في موسم الانتخابات؟!

إلى متى يستمرّ البحث عن الجثث العالقة عند عمق 300 أو 400 متر؟ يا الله!! كيف كانت لحظاتهم الأخيرة؟

ألا يجب التأكيد على ضرورة إجراء تحقيق يكشف خيوط الحكاية من أولها حتى آخر نقطة ماء علقت في رئة غارق؟

ألم يشعر أحدٌ من “هوامير” الشمال المنكوب بساسته أن المقهورين ازداد عددهم كثيراً جداً؟

أما آن لهذا الحرمان أن ينتهي؟

رحم الله الضحايا، وأنزل الصبر على قلوب محبّيهم الطيبين المخدوعين..

 

 

التعليقات