كتبت وصوّرت: حنان فضل الله
والمتاجرون أنواع..
وليس من داعٍ لتعدادها.. فوكلاء الله على الأرض لا مجال لعدّهم أو إحصائهم..
على فكرة ما لنا ولما تبثه الشاشات.. من برامج وما “يبدعه” أبناؤها، الشرعيون وغير الشرعيين، الذين يحلو لهم أن يجترحوا “من قلب الدنيا” أفكاراً لحلقات “رايتنغية” (من رايتنغ).. المهم هو الجمهور.. هه!!
عاديون أو إكسترا، متحصّصون أو هواة النوع، هذا النوع.. أو “من هيداك”!!
كلهم (جماعة الجمهور) يصبحون فجأة، وكلاء الله على الأرض.. يظنّون أنه- الله عزّ وجلّ جلاله- “بضاعة” تحتاج إلى دعاياتهم.. ونفاقهم الذي لا حدود له وأسلحته كلها مسموح بها، أولها الأسرع والأرخص والأسهل: تكفير الآخر.
تركوا “الشحار” الذي يسوّد أيامهم بلياليها، وهبّوا للدفاع عن الله.. الله الله!!
مقصد الكلام هو “الرغي” الذي صرع مواقع التواصل الاجتماعي وبعض غرف الجلوس (لا الصالونات) حول كرامات شربل القديس الطيب.. لكل الناس من كل الاتجاهات الدينية..
ما لكم ولرجل عاش في “محبسة”، تعبّد لله الذي إليه تتزلفون؟
ما المغص الذي يصيبكم إن كانت له كرامة عند الله، إن سخّره الله لخدمة من أضعفتهم الأمراض وكسرت خاطرهم الحاجة؟
إن قصَدَهُ المحتاجون إلى خدمة من فوق؟
ما لكم وله؟ ما دخلكم بإيمان الناس واعتقاداتهم؟ من تكونون لتحكموا وتحاكموا؟
إن الله ليس مخدّراً، يسعى إلى الترويج له تجّار الدين الرسميّون و”التقليد”..
هو الخالق البارىء المصوّر الجبّار، هو الله لا الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم.. ومن أسملئه الحسنى: الشافي..
نسي الجمهور الافتراضي العائش في عوالم غريبة، كل همومه اليومية والتي تحاصره من كل جهة، ووجهوا سهامهم الى القديس الجليل.. الذي يعمل بصمت، مترفعاً عن صغائر عقولهم.. الواصل الى الله والأقرب إليه من المخادعين المتاجرين باسم الله- الربّ..
نسي الجمهور الذي يقطّر وَرَعاً، أنه راشٍ ومرتشٍ، أن ذمّته واسعة تسرح فيها فيها أعراض الناس، وأسرارهم، وأخبارهم، وتستباح أرزاقهم..
نسيَ هؤلاء.. أنهم علّقوا ذات يوم على خط كهرباء جيرانهم وسرقوا تعبهم.. وأنهم “لغموا سِكر” الماء وأنهم رموا زبالتهم من بلكونة البيت أو من شباك السيارة..
هؤلاء لا “يقفّون” فرض صلاة.. ويصومون حتى تلتصق ألسنته بسقوف حلوقهم، هم أيضاً يطقطقون بحبات المسبحة، يرددون اسم الله على نجاسة قلب ونوايا عاطلة..
أليس أصل الدين النيّة والأخلاق؟
القديس النقيّ شربل.. كل ما فعله هو خير للناس، مخلوقات ربه وربهم..
بتواضع عاش ولا يزال يعيش في قلوب ورجاء كل مؤمن.. هذا العظيم، ناجى الله ورفع اسمه بصفاته أجمعين.. هل كنتم معه حين عرف الله ومجّده ونادى باسمه؟!
كان شربل القديس ذو الكرامة.. وسيبقى في عيون وقلوب وأماني محبيه.. من كل دين ومذهب وزاروبة طائفة..
لم يعرف حقداً على من يختلف معه في التقرّب إلى الله.. تشبّهوا بجلبابه..
و.. تباً للمتاجرين باسم الله.. والمعربشين على عَظَمَتِه وعطاياه لناسه المختارين..