إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
خلال استقبال سيادة المطران عطا الله حنا في القدس المحتلة وفدأ من أبناء الرعية الأرثوذكسية من منطقة “الجليل” والذين وصلوا في زيارة حج للأماكن المقدسة استهلوها بالسير في طريق الآلام وصولاً إلى كنيسة القيامة حيث كان سيادته في استقبالهم ومن ثم واصلوا مسيرتهم نحو بيت لحم وذلك للسجود في مغارة الميلاد .
حيث قال سيادته للوفد: بأننا سعداء بوجودكم وزيارتكم إنما تأتي تأكيداً على أهمية القدس في وجداننا وفي انتماءنا ، فالقدس مدينة إيماننا وهي المدينة التي ومن خلال مقدساتها تذكرنا دوماً بافتقاد الرب للإنسانية كلها .
وتابع سيادة المطران عطاالله حنا قائلاً: نستعد لاستقبال عيد العنصرة العظيم وهو عيد ميلاد وتأسيس الكنيسة في القدس ومن هنا انطلقت رسالة الإيمان إلى مشارق الأرض ومغاربها. تذكروا أن القدس وهذه الأرض المقدسة هي مهد المسيحية وهي أرض القيامة والفداء والنور والميلاد والسيد المسيح من مهده إلى لحده وحتى صعوده إلى السماء فإن كل هذه الأحداث تمت هنا في هذه البقعة المباركة من العالم التي اختارها الله لكي تكون أرضاً مقدسة مباركة تجسدت فيها محبة الله للإنسان . أحبوا كنيستكم وأحبوا بعضكم بعضاً ومن أحب كنيسته عرف كيف يجب أن يمارس المحبة في حياته والمحبة في مفهومنا ليست مقصورة على أولئك الذين ينتمون لإيماننا بل يجب أن نحب كل إنسان وان نتمنى الخير لكل إنسان حتى لأولئك الذين ينتمون للأديان ومذاهب أخرى لأننا نعتقد بأن الله هو خالقنا جميعاً وكلنا ننتمي الى أسرة بشرية واحدة. لا نكره أحداً ونرفض مظاهر العنصرية والكراهية بكافة أشكالها وألوانها ولكننا في نفس الوقت نرفض المظالم التي ترتكب بحق الإنسان.
واليوم هنالك جريمة ترتكب في غزة يجب أن نستنكرها ونرفضها جميعاً، فقد قال البعض: إذا ما كان “الكلام من فضة فالسكوت من ذهب” فهذه المقولة لا تنطبق على الواقع الذي نعيشه، أن تكون صامتاً أمام المظالم التي يتعرض لها الإنسان هذا موقف غير إنساني وغير أخلاقي وغير مسيحي. يجب أن نطالب بوقف الحرب. والسلام الذي نتحدث عنه هو سلام العدالة الذي يعطي الحقوق لأصحابها والفلسطينيون شعب يجب أن يتمتع بالحياة والحرية والسلام مثل باقي شعوب العالم، فلا يجوز أن تبقى وأن تتواصل وأن تستمر هذه المظالم. صلوا من أجل أن تتوقف الحرب ومن أجل أن تتوقف مظاهر القتل والعنف التي تعصف بمجتمعنا فنحن لسنا دعاة حروب وقتل وامتهان للكرامة الإنسانية بل نحن دعاة عدالة وحرية واحترام لحقوق الإنسان. إيماننا لا يعلمنا كيف يجب أن تكون علاقتنا مع الله فقط بل يعلمنا أيضاً كيف يجب أن تكون علاقتنا مع أخينا الإنسان متمنين الخير للجميع ومصلين من أجل هداية الضالين ووقف المظالم التي يتعرض لها شعبنا والذي نحن جزء منه ونزيفه هو نزيفنا وآلامه هو آلامنا ومعاناته هي معاناتنا.
وأضاف سيادته: يتهموننا في بعض الأحيان أننا نتدخل في شأن سياسي ومن قال بأن الدفاع عن حقوق الإنسان وعن المظلومين في هذا العالم إنما هي شأن سياسي بل هو شأن له علاقة مباشرةً بقيمنا الإيمانية. إن دفاعنا عن الشعب الفلسطيني وعن كل إنسان مظلوم في هذا العالم إنما هو واجب مسيحي وإنساني وأخلاقي ولا علاقة له بالمنظومة السياسية على الإطلاق. لسنا سياسيين ولن نكون، بل سنبقى دعاة محبة وأخوة ورحمة ودفاع عن كل إنسان مظلوم في هذا العالم لا سيما الشعب الفلسطيني الذي منذ النكبة وحتى الحرب الراهنة على غزة يعاني من المظالم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان .
وفي نهاية اللقاء، أجاب سيادته على عدد من الأسئلة والاستفسارات ومن ثم ودّع الوفد الذي غادر القدس منطلقاً إلى بيت لحم.