كتبت حنان فضل الله
..قُضِيَ الأمر..
أصبح عبد الحليم حمود مدهشاً.. مؤلف، رسام، خطاط، استاذ جامعي، ومصوّر فوتوغرافي خطير.. فنان يقترب من الاكتمال.. أوصله “شَغَبُه” الفكري وفضوله إلى العالمية..
إلى إيطاليا وللمرة الثانية أوصلته ريشته، ومن خلفها عقل لا “يكنّ” ولا يملّ من طرح الأسئلة والقضايا والإجابات واللوحات والتصميمات والروايات..
من يقول إنه يعرف عبد الحليم حمّود.. فهو واهم.. فالرجل خزّان مفاجآت لا تنتهي..
ولمناسبة تمثيله لبنان في المعرض العالمي في ايطاليا 2023، جمّعت له “كم” سؤال حول المشاركة، عمّا سيحمله معه “من هون” عن الدعوة ووصولها إليه، عن شعوره حول المشاركة: خائفٌ هو أم مطمئن؟ وهل يمكننا اعتبار هذه المشاركة “عالمية” وما مفهومه للـ عالمية؟ فكانت إجاباته مرتّبة منظّمة وجاءت كما يلي:
ـ هي المرة الثانية التي أشارك بها في المعرض العالمي للسلام وحقوق الانسان، ومقره ايطاليا. فعالية يشارك بها فنانون وشعراء من أرجاء الأرض، في السنة الماضية، كان لي شرف تمثيل لبنان، ونيل جائزة أولى على عملي التعبيري، الذي تم عرضه لمدة طويلة إلى جوار رسامين عالميين. هذه السنة أيضا تلقيت دعوة، وبالفعل شاركت بعملين، على أن تنطلق فعاليات المعرض في العام 2023.
ـ حين تكون الانشطة التنافسية ذات بُعد إبداعي فردي، فلا شيء يخيف، حيث أن الابداعات لا تقدّم شعباً على آخر، اللهم سوى بالرعاية والمتابعة والتقدير من قبل الدولة، لذلك أشارك بأي فعالية محلية أو عربية أو عالمية بثقة من تمرَّس في حَقلَي الرسم والكتابة على مدى 30 عاماً.
ـ هناك خصوصية حين أكون ممثلَ لبنان الوحيد في المعرض، بحيث يذوب اسمي لأصبح ذلك الفنان القادم من لبنان، فأنتقل من حالة “الأنا”، لأصبح “نحن”، وفي هذه الحالة تحضر المسؤولية بالضرورة.
ـ هو معرض عالمي دون شك، لكن ليس كل من يشارك به، يصنّف عالمياً، ذلك ان للعالمية شروط، أولها، الانتشار، وتكريس الاسم، والترجمة الى لغات عدة، او معرفة الاسم بسهولة ضمن النخب والمهتمين، والمشاركة في المؤتمرات واللقاءات الاعلامية، بكثافة، ووتيرة دائمة.
من ناحيتي حصل معي الكثير من التقاطعات العالمية، بل والتقدير العالمي، دون أن أبذل جهداً يذكر لتحقيق ذلك، فهذا المعرض في ايطاليا، سبقه مشاركات لي في معارض في ايران، ودبي، وتركيا، كما ان مؤلفاتي اليوم متواجدة على أرفف المكتبة الوطنية في فرنسا، ومكتبة ليفربول في استراليا، والعراق، والجزائر، بل ان ما تسمى بالمكتبة “الوطنية الاسرائيلية” تضع كتبي ضمن ارشيفها، وهو أمر بالطبع لا يشرّفني، لكنه يقدم لفتة عن اهمال تلك الاعمال، وأكثرها يعرّي البروباغندا الاسرائيلية، واساليبها الدعائية، ومع ذلك تلك المكتبة تعرض هذه المؤلفات بالذات. بعض مؤلفاتي، معتمدة في جامعات عالمية مثل جورج تاون.
منذ سنة، كرّمتني مصر حين اعتمدت احد مؤلفاتي، ضمن خانة “تكريم المبدعين العرب الأحياء”. هذا عدا عن مشاركتي كعضو لجنة تحكيم في مهرجان “رسام” في ايران، حيث حكّمت أفلاما وثائقية من ارجاء الارض.
بالطبع حللتُ ضيفاً على شاشات عالمية، وشاركت في افلام وثائقية كممثل للفنانين العرب، منها فيلم روسي عن الحريات وحدودها! نلت جائزة غاليمار من الجزائر عن روايتي “يوري اله السمكة السوداء”.
مع كل هذا، اعتبر نفسي مشاركاً ومتقاطعاً مع أنشطة عالمية، لكنني بعيد عن “العالمية” بمعناها الحقيقي، أي تحقق “النجومية”، مع ما يستتبع ذلك من احتفاءات، وعقود طباعة، ونجاحات، وجولات بين البلدان.