(اللوحة أعلاه من تصميم وتنفيذ المخرج Garabet tahmajian)
أغنى أغنياء العالم صاحب شركتي “تيسلا للسيارات” وشركة “سبيس إكس_للفضاء” الأميركي إيلون ماسك، طلع كمان حريص ومهتم بصحة الإنسان، وأعلن مؤخراً عن انتقال التجارب من القرود والخنازير للبشر لشرائح إلكترونية، رح تنزرع بأدمغة الناس لأغراض صحية..
السيد إيلون ماسك كان تعهّد سابقاً بإنو تقنية “الشرائح الإلكترونية”، بتشتغل بعد زرعها بالأدمغة، على مساعدة المصابين بالشلل، لاستخدام الهاتف الذكي بعقولهم بشكل أسرع من أي شخص بيستخدم أصابعه، وحسب الغارديان البريطانية إنو شركة “نيورالينك” رح توظف “مدير التجارب السريرية” لإجراء تجارب سريرية للشرائح يللي رح تنزرع بجمجمة الإنسان وتشحن لاسلكياً ليشعر بالارتياح.. وتحدّث السيد ماسك عن تفائله بإنو هالتقنية رح تسمح للأشخاص المصابين بالشلل الرباعي بالمشي..
ما بعرف إذا نعمة أو نقمة نكون عايشين بزمن التحوّلات التقنية على جميع المستويات وبالأخص الصحية والطبية، لكن هيك خبر بخلينا نسأل:
↵ ↵ شو الهدف أو السبب يللي بيخلي أغنياء العالم يهتموا بأغلب المجالات التكنولوجية ومن ضمنها الصحية والطبية؟
↵ ↵ شو السرّ إنو أغلب السفراء شعراء وأدباء، وأغلب الأغنياء إنسانيين ولو كان هدفن الربح؟
↵ ↵ كيف انتقلت الإكتشافات الطبية والصحية والدوائية من الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية، إلى الشركات التجارية التي تبغي الربح والربح والربح والـ.. ربح؟
↵ ↵ هل كل ما يُقدم من إبتكارات وإنجازات هو خدمة للبشرية، أو للكسب المادي بإطار تنافس غير معروف إذا شريف أو عقيم؟
↵ ↵ وهل هالتقنيات فعالة بدون مضاعفات، وإذا المضاعفات موجودة على الصعيد الجسدي والنفسي والإجتماعي ونوعية الحياة يعلن عنها بوضوح؟
↵ ↵ نجاح هالتقنيات مرتبط بإيمان المريض بـ “حبّة الخردل” التكنولوجية، أو بتسويق أعمى قادر يغيّر كل الوقائع والحقائق؟
↵ ↵ على أي أساس هؤلاء الأغنياء بيقرروا يتبنوا مشاريع مثل مشروع هالشريحة الإلكترونية يللي رح تنزرع بأدمغة البشر أو غيرها من المشاريع، تعاطف مع قصص شخصية أو لأسباب أخرى؟
↵ ↵ وكيف ممكن نصدق حُسن نية إيلون ماسك أو بيل غيتس وغيرن وقت يحكوا عن إنجازات طبية وصحية إذا فتشنا بسجلن المالي والتجاري واكتشفنا مثلاً استقتالن للمضاربة بالعملة الرقمية او التنافس غير شريف في ما بينهم؟
↵ ↵ وكيف فينا نفسر تحدي السيد ماسك قبل كم يوم لشركة ماكدونالدز الشعبية إنو مستعد يعملها إعلان مباشر عالهوا عالتلفزيون وياكل من منتوجاتها، شرط تدفع كلفة الإعلان بالعملة الرقمية دوجيكوين dogecoin، ومجرد غرد وتحدى ارتفعت هالعملة الرقمية 16%، من بعد ما كانت تعرضت لهبوط ملحوظ لأسباب مالية أميركية؟
↵ ↵ كيف فينا نصدق إنسان عم يلهث ورا المال والأعمال والعملات الرقمية أو الورقية النقدية أو الأصول، إنو هالمخلوق بيهموا إنو المصاب بالشلل يمشي، ببهموا الموجوع يخفف وجعه، وبيهموا الجوعان ياكل والعطشان يشرب والمشرد يلاقي مسكن والبردان يتدفّا والأمي يتعلّم والمظلوم ياخد حقه و..هؤلاء الأغنياء يللي حققوا أرباح خلال جائحة كورونا همن الأول والأخير، انو تشتغل وتتعب وكل شي بكون معك من أموال ياخدوها منك، لأي سبب صحي، طبي، نفسي، إجتماعي، حاجة ضرورية، أو عبر نشاط ترفيهي أو متعة غذائية.. مش مهم.. المهم قيمتنا عندن “مستهلك” للإستفادة منا وزيادة أرباحن ونكون بخدمة كل مشاريعن..
هؤلاء بيحركوا سياسيات العالم، ثروات الدول بقبضتن، وهني بوابة العلم والعالم ونافذة الاقتصاد وجسر للانماط المعيشية، صانعي الإعلام ومستغلّي المنابر، مضطّهِدي الحريات الحقيقية، ملوك البطش الناعم بكل مين بيوقف بطريقن..
هؤلاء عم بينقلونا للنظام العالمي الجديد.. يللي ما في مطرح للقيم والإنسانية، بهالنظام في عبيد وأسياد، والأسياد هني عبيد المال…
بإيامنا.. وين فيه مفكر أو فيلسوف قادر يناقش أفكاره الإنسانية ويحقق شهرة أي غني أو سخيف عبر المنصات الإكترونية؟ فعلاً عم نعيش في نظام عالمي قبيح ناقصه جمال الرحمة، ونعمة المحبة..