عن حرية الصحافة والصحافيين الأحرار

كتبت: حنان فضل الله

من أيام قليلة، كان اليوم العالمي لحرية الصحافة.. حرية الصحافة؟

وبكل اختصار ممكن.. هي كل ما لا نراه في معظم صحافيي اليوم..

هي من لا يعيشون النجومية بل يلهثون خلفها، مهما كان الثمن..

هي العمل نقلاً للحقيقة، “حركشة” لتبيان الصح، هي احترام حق الآخر في المعرفة.. أياً كان الخصم، وأياً كانت الفكرة..

في الإعلام المكتوب.. هي نصّ نظيف.. واضح حقيقي جريء وبعيد عن “اللعي”.. هي يدٌ تكتب وجيب لا يمتلىء إلا بالمال الحلال..

في المسموع، هي احترام حاجة المستمع إلى محاوِر ذكي، لا يحتاج “القوطبة” على ضيفه و”امتصاص” حصته من الهواء.. لفرض رأيه الخاص.. هي الإعداد الجيد للموضوع.. والابتعاد عن التأتأة والوأوأة والفأفأة..

في المرئي.. هي احترام عين المشاهد وعقله.. فالصحافي التلفزيوني الحق، ليس “مسّيح” جوخ لهذا المتزعّم أو ذاك، ولا “قبّيض عملة” من هذا المتموّل أو ذاك.. ولا “مسايرجي” رخيص.. بل هو الندّ.. هذا إذا كان الصحافي التلفزيوني رجلاً.. أو “نص نص” رغم عراقته في عالم التلفزون واسمه الكبييييييير!!

إذا كوّعنا على “صحافيات” المرئي.. تلك طامة كبرى، ونماذج الحرية هنا فاقعة.. حرية تصديق أن التلفزيون صنعها نجمة، وأن العرض الذي تقدّمه هو حوار، نشرة أخبار، برنامج.. لا عرضاً للأزياء والردح والسمّ والحقد والماكياج والأداء القبيح صوتاً ومخارج حروف و”لحميات” تسدّ الجيوب الأنفية وتٌقرف السامعين وتقزّز المشاهدين.. وتدخّل في نوايا الضيف عبر مقاطعته بقلة أدب، كأنها سقف حلقه..

المهم.. بالأمس، أجرى أحد روّاد “تويتر” ما يشبه الاستبيان، سأل متابعيه عمّن-برأيهم- هو صحفي (ة) قلمه حرّ  وضميره لا يُباع ولا يٌشترى، ولأن الناس الحرّة لا تخطىء، ولأن الحقيقة لا يخيفها ماكياج ولا شُذّاذ آفاقٍ إعلامية، ولا يغطي نضارتها زعيق وزيزقة أصوات.. فقد جاءت الآراء مطابقة للواقع.. عددٌ قليل لكن لا بأس، يعوّضون بالنوعية عن الكمية التي تتكاثر كما الباكتيريا السيئة المقيتة..

لقد طلب الناشط التويتري من متابعيه أن يشيروا بـ “تاغ” إلى من يختارونه صحافياً حراً، وضميره لا يباع ولا يشترى، فكانت النتيجة أن اختاروا أسماء لشخصيات إعلامية نقية وحرة، تجدونها في الصور التالية:

تحية لهؤلاء.. من لم يخيّيبوا آمالنا، ولا مرة، ويؤكدون يوماً بعد يوم.. أن الصحافة الحرة التي لا يباع ضميرها ولا يُشترى بخير.. بخير.

 

التعليقات