كتبت: حنان فضل الله
في واقع الحال الإعلامي، كانت حلقة نارية.. لن يبقى منها في ذهن المشاهدين إلاّ أنه في برنامج تلفزيوني، أطلّ طبيبان، وتشاجرا..
في واقع الحال أيضاً أنه- وكما في كل الأمور على الطريقة اللبنانية- لا إجماع على رأي في السياسة ولا في الإعلام ولا في الفن ولا في التربية ولا ولا ولا ولا حتى في الطب.. مع أنه من المفروض أن تكون المعادلات الطبية واحدة، والحقائق العلمية مثبتة..
في الحالات الكورونية واللقاحات، يختلف الأمر لأن الوباء مستجدّ، ومتحوّراته تطوّر نفسها (أو ثمة من يطوّرها) لا أحد يمكنه إثبات ذلك أو إنكاره أيضاً.. لا أحد.. إن التجارب قائمة، حتى اللقاحات لا تزال قيد التجريب.. هذا أكيد..
وبالعودة إلى الانقسام حول الآراء الطبية، والأطباء بذاتهم وهيبتهم وشهاداتهم وخبراتهم وشخصهم وأدائهم الإنساني أولاً وآخراً، أو انتماءاتهم إلى ما يشبه الميليشيات الطبية، أو كارتيلات “الحكما” المستحكمة بصحة الناس ومصيرهم وأعمارهم وأدويتهم ومستلزماتهم الاستشفائية وجيوبهم، تبتزّهم ببعض العبارات العلمية، وتقودهم من رقابهم إلى مذابح اللقاحات ليوافقوا دون سؤال أو حشرية علمية، أو طلب التأكد مما سيُضَخّ في زنودهم!!! كقطيع غنم لا يحق له أن يسأل ذبّاحه..
على فكرة، وليس دفاعاً عن البروفسور مارون الخوري، لم أتشرّف بمعرفته شخصياً بعد، لكنني اتابعه مثل كثر، وهو كما الفئة الأولى من الأطباء في الفقرة أعلاه، أليس كل ما يطلبه الرجل بعض الوعي في تلقي المعلومة الطبية، ومآلها إلى الحالة الصحية لكلّ منا؟ هل يكفّر من يقول قوّوا جهاز المناعة الذي وضّبه الله في جسم كل منا خير توضيب.. مثلاً؟!! أليس كل ما يقدّمه الرجل هو أن نسأل (وهذا حق) وأن نشكّ وهذا أحقّ.. أليس الشك يوصل لليقين؟؟! ألا نملك حق الاختيار..
وبعيداً عن الحلقة “الورطة” التي أطل البروفسور مارون الخوري من خلالها، ولم يتمكّن- كما بدا واضحاً- من تقديم معظم ما يملك من معلومات وحقائق (لسبب ما.. ما.. ما..).. وبسببها، لا بدّ لنا أن نبحث أكثر ونسأل أكثر.. إذ أن منسوب الثقة بجماعة الروب الأبيض باتت في أدنى مستوياتها، لأسباب عدة أهمها أن الطبيب يتمّ تحويله من أمين على قَسَم شريف، إلى “نجم” في البازارات الإعلامية الرخيصة…
على أي حال.. أصدر البروفسور مارون الخوري بياناً من “حدّين”، وهو الحائز على شهادات عالمية، تثقّل بعض حاملي صفة أطباء، أو مستشارين لأطباء إلخ.. إلخ.. إلخ..
وفي بيانه الذي وصلتني نسخة منه:
أصدر الدكتور مارون الخوري بياناً رداً على اللغط الذي أثير حول إطلالته الأخيرة في برنامج طوني خليفة، والبيان الذي صدر عن نقابة الأطباء في لبنان.
أشار د. الخوري في البيان إلى أسفه الشديد من الصورة التي جرى إظهاره فيها، دون ترك المجال له للتعبير عن آرائه بوضوح علمي منشود، علماً أنه كان في نيته أن يقدم المادة العلمية والمعلومة الدقيقة، كما عادته في إطلالاته الإعلامية، وذلك من خلال تحويل الأنظار إلى المشادة الكلامية التي حصلت فعلاً وأخذت مساحة كبيرة جداً من وقت البرنامج (!!)..
الدكتور مارون الخوري يرفض تصديق وجود نية مسبقة أو مبيّتة أو مقصودة في تشويه آرائه الطبية والعلمية حول اللقاح أو وجود نيّة في التحامل الشخصي عليه وعلى مسيرته البحثية والمعرفية في مجال الطب والدراسات وفي مواكبة فيروس كورونا بكافة متحوّراته.
وإذ يعبّر د. مارون الخوري عن فائق تقديره واحترامه لنقابة الأطباء في لبنان، يشير إلى أن عدم انتسابه الى النقابة لا ينتقص البتة من كيانه الطبي والتخصّصي ولا من حضوره في المحافل الطبية العالمية والعربية، كما أنه لا يلغي مشاركته في ابتكارات واختراعات علمية وصحية.
أما حول الإشارة إلى عدم أهليته للحديث عن التطعيم واللقاحات، يتساءل د. الخوري الاختصاصي في طب المناعة ولعل المتابع بدرك أن تقوية جهاز المناعة من أهم وأنجع الأسلحة المقاومة للإصابة بكورونا: هل أن معظم من يتصدّرون الشاشات ويقدمون النصائح والإرشادات حول الفيروس وانتشاره ويروّجون للقاحات هم أعضاء منتسبون إلى النقابة؟ وبالمقابل، هل أن الاختصاصين المؤهلين للحديث عن اللقاح هم مؤهلون فعلاً أم تربطهم علاقات مصلحية متينة وطيبة وفعالة مع الشركات المصنعة للقاحات؟
وختاماً، يؤكد د. مارون الخوري ، استمراره في خدمة الناس أصحاب العقول النيّرة، ويضع أمامهم، كأي باحث وعالم واختصاصي المعلومات الصحيحة والدقيقة، ووقوفه إلى جانب وطنه الأم لبنان.
الصورة من صفحة أصدقاء الدكتور مارون الخوري على فايسبوك.