كتبت: حنان فضل الله
عادة لا أتابع المسلسلات الرمضانية بالكثرة التي تتمّ متابعتها فيها، أصلاً قدراتي العقلية لا تحتمل الفصل بين الأحداث هنا، والأبطال هناك، فالتشابه والاختلاط “يغوزل” الفكر والنظر والتمييز.. وثمة سبب آخر، حيث أنها أساساً غير رمضانية، هي مقطعة للوقت، قاصفة لعمر الأمور الهامة وليست مطلقاً أولويات.. هذا ثالثاً.. أما أولاً، فلأنها خديعة يتم استغلال الشهر الكريم لأجلها.. لغايات إنتاجية، وهي حق لشركات الإنتاج، علماً أن معظمها، أقول معظم المسلسلات ولا أعمّم، يحتاج إلى إعادة إنتاج: فكري تمثيلي إخراجي حواري نَصّي وفي اختيار الممثلين (الكاستينغ) وإدارتهم (كدور رئيس للمخرج) وهكذا؟
وأدرك أنني مع كل وصول الشهر الكريم، أعيش مجموعة من القصاصات يضعها قدري في دربي اليومي، أصعبها أنني أضظر آسفة لمتابعة أحداث مسلسل بذاته، قبل أن “يفيض بيّ” وأثور على الحالة، وأترك الشاشة الى ندم شديد على اضطراري الانصياع للمتابعة.. من تلك المسلسلات “القصاص الرمضاني العجيب” مسلسل “الباشا”، الأنجح والأكثر متابعة، وفق إحصاءات المحطة العارضة..
لن أتوجه بملاحظات نقدية حول العمل، بل هي أسئلة تفرض نفسها بعد كل مشهد -تقريباً-، لأني بصراحة، أحب الدراما اللبنانية، وأتمنى لها كل خير وتألق وتميّز ونجاح تستحق:
أين الطبلة (ضابطة الإيقاع) في مسلسل الباشا، ظهرت الطبلة في الحلقة الأولى ثم اختفت؟ علماً أن الموسيقى المرافقة لرقصات غواني الست انتصار فيها صوت فاقع للطبلة؟ وعلماً أيضاً أنهعا بانت في الحلقة الأولى!! أين الطبلة؟
الموكيت في مسلسل الباشا (حانة الست انتصار) هل كان في أوائل القرن الماضي؟
كم مرة ترد كلمة خيي على ألسنة “الأخوة” حين يتواجه اثنان منهم أو أكثر؟
ماكياج الممثلة سهى قيقانو.. إلى أين؟ علماً أنها بغير ثوب “انتصار” يمكن لها أن قيقانو تملك قدرات تمثيلية كبيرة..
شوكت (جيهان خماس) الحسناء قاصدة قرية “الوادي” للانتقام.. لقد بلغ سيل الحلقات أكثر زُبى الـ 49 حلقة وهي لا تزال تهدد بالانتقام.. هل الغرام يقف في الدرب: غرام الباشا (عدوّها) بها.. وعشق ابن الباشا وحيد حبيبها لها؟ ثم،كل التنهيدات والإيحاء بالاختناق في كل موقف، إضافة إلى العيون الدبلانة.. هل خدمت الدور؟
أما وحيد..آآآآآآآآآه من وحيد.. وعينيه المكحلتين بالموهبة!! هل أخرج كل موهبته في التمثيل أم يخبىء ما هو أكثر من عبسة ونظرة- زاوية!؟
الممثلون الثلاثة الذين يؤدون دور “مهابيل” ثلاثة.. “زلم” الباشا الـ بسطاء(!!!!!) وفي متابعة لأدوار سابقة.. كانوا (فعل ماضٍ) من القادرين على أداء أدوار هامة.. وإن كانت غير “ساطعة التنجيم”.. ومنهم طوني نصير.. طوني نصير شخصياً؟؟ هل خدمته الطلة وأضافت إلى تاريخه.. وهو عريق عراقة استاذَيه لطيفة وانطوان ملتقى؟
ولعل جومانا شمعون وإيلي شلهوب بالإضافة الى الواعدة منال طحان والقدير حسن حمدان، خرجوا عن المكتوب وصاغوا شخصياتهم بخصوصية موهبة.
أما رشيد عساف، “باشا” العمل.. المبدع في الخربة (نايف بو مالحة) والمدهش في الغريب والرائع في طوق البنات وغيرها من الأعمال التي أضفى لكل دور لعبه فيها، نكهة احترافية لا مثيل لها.. هل درس الدور جيداً قبل أن “يرتكبه”؟ هل هو راضٍ عن كل التقلبات المزاجية التي قوم بها في مشهد واحد؟ ألم يكن بالإمكان أن يلعب بغير أدوات.. بغير طريقة؟ طيب.. أن يستخدم تقنياته السابقة، في أدوار أداها وتقمّصها بنجاح أكثر؟ مثل رمشة العين تلك.. التي كانت عين الصواب في تجسيد انعكاسات مزاج “بو نايف” وكاراكتيره الجميل قبالة منافسه بو نمر (القدير الكبير دريد لحّام).
أما العين الإخراجية فهي للمخرج عاطف كيوان.. هل حقاً هو ذاته مخرج مسلسل بلاد العز؟ وموت أميرة؟ ألا يفتقد العمل هذا.. إلى أدارة ممثلين؟ خصوصاً في المشاهد الإنفعالية والـ.. كوميدية!!
عن النص المأخوذ عن قصة عالمية.. لا تعليق إذ أن الكلمات في عجز تام..
المسلسل لاقى مشاهدة واسعة.. لماذا؟ من تابعه؟ كيف كانت ردات فعل المتابعين؟ في صالح العمل؟
وبعد..
هل في الجزء الثالث الموعود يأخد المخرج والكاتب، كل ملاحظات انتقدت بقسوة ربما-لكن بمحبة وحرص، بعين الاعتبار التي لا يجب أن تبلى بالعمى.. علماً أنه يحكى عن بدء التصوير لتلك الحلقات..
(الصور عن التلفزيون وعن الانترنت)