فاروق درزي لم يحرّض، لم يستثمر بالدم بل “فتح” ميكروفونه للنجوم: حبٌّ كثير ودعواتُ خير

كتبت: حنان فضل الله

في غربته.. لم تغادر قلبَه ووجدانه.. هي “بيروته” الجميلة الشقية.. هي المتعَبة..

من صوته سلام لها ولأهلها.. لشوارعها وغيمها ومطرها.. لجرحها الغائر حتى الصميم.. 

بيروت التي عاشها وعاشته، تفاصيل أزقتها العتيقة طبعت نجوميتَه، منذ صوت لبنان العربي إلى لبنان الجديد مروراً بمحطات وصولاً إلى الإمارات يا لشوق الأيام..

هو “العميد”.. هو الكبير فاروق درزي ومعه شريك الوجع والغربة المخرج الكبير إيلي دابلة، يطلّان يومياً عبر “STAR.FM” أبو ظبي وعبر مواقع التواصل، ببرنامج Live@5 في تضامن عظيم مع الوطن المجروح وعاصمته ست الدنيا..

فقراتٌ فيها كل خير الصوت وذبذباته الإيجابية، في عزّ الحاجة إليها جميعاً.. وعبر ميكروفونه، يطل كبار النجوم العرب ليبثّوا دعواتهم وحبّهم ووفائهم للمدينة التي عشقوا.. وشهدت على نجاحاتهم..

من قال إن الدمع خانه حين اشتاق لبيروت وخبّر مأساتها التي هزّت ضمائر العالم، كل العالم.. ما عدا معظم حكامها من أهل الشرّ والموبقات!؟ لا لم يخنه دمع عينيه المخنوق.. سمعنا الدمع في بحة الصوت..

ولما نشر مواويل للراحل الكبير ملحم بركات..

وحين شكر الله على نجاة رفيق البدايات الإذاعي رائع الصوت والأداء زياد دندن، عارضاً على صفحته الرسمية، شريطاً وثائقياً عن ذاكرة بيروت الوفية لعظماء علّموا فيها، مرّوا عليها، فخلّدهم الأوفياء، في نصّ وجداني جميل جميل لـ مروان جارودي، خلفية موسيقية رئيسية لأحمد قعبور وميكساج ومونتاج لـ علي غلاييني.. مشاهد وصور تنبت آمالاً نضرة بقيامة بيروت..

ولم ينسَ توجيه التحية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي بادرت للمدّ بالمساعدات، وقد أعلنت منذ لحظات النكبة الأولى قولاً وفعلاً.. وإنارة مبانٍ تضامناً وحباً للغالية..

فاروق درزي “الصوت” والضمير وعاشق بيروت.. لم يندب المدينة وأهلها، لم يستثمر بالدم، لم يوظف عَظّمة نجوميته الواسعة في تجارة الشعارات، لم يحرّض، لم ينبش القبور.. بل طوّع عظمة خبرته في خدمة البلد وأهل البلد.. وجمع أصدقاءَه من كبار النجوم، ليطلوا عبر ميكروفونه، ويعلنوا حبهم للبنان ولبيروت.. 

في كلماتهم الطيبة جبرُ خاطر للناس الموجوعين.. حقاً موجوعين..

قامات فنية كبيرة كبيرة مرّت بكل أمنياتها، وأنين وجع قلبها على بيروت.. عبَرت “ميكسر” المبدع، شريك الحزن على البلد وأهله الطيبين، أقصد المخرج الغالي إيلي دابلة في توليفاته الموسيقية والغنائية كثير من روح تبكي حزناً واشتياقاً.. ولا ننسى المنسّقة النشيطة مايا إبراهيم..

ومع حفظ كل ألقابهم وتميّزهم: إلهام شاهين، أحمد بدير، عفاف شعيب، طروب، نبيلة عبيد، هالة صدقي، عايدة رياض.. ولائحة المحبين طويلة، من كل الدنيا.. خصّوا صديقهم الإعلامي الكبير ومدينته الحبيبة بأصدق المشاعر والأمينات..

 

التعليقات