كتبت: حنان فضل الله
وأنت تشاهد عروض ميّاس المبهرة الرائعة.. لا يسعك إلا أن تفخر أنك لبناني وأن تغصّ..
تغصّ لأسباب تعرفها ولا تعرفها.. قد تشعر بالغبن، الظلم، الغضب، الحسرة.. ولا تعرف السبب المحدّد.. هل لأن الظروف تقسو كثيراً على هذا البلد الجميل؟ هل لأنه منكوب بمافيات من مسؤولين لامسؤولين، نصابين، خدّاعين، الكذّابين وسَفَلة؟ هل لأن في شعبه كمّ هائل من الشبّيحة المسنودين على مَنْ ذُكِروا إعلاه؟ جماعة ما بين الحَوَش والبجم، المفجوعين (من فجعنة) ممن لا يشبعهم حتى تراب القبر؟
وأنت تشاهد عروض ميّاس المبهرة.. تعتز بهم، قائد الفرقة المدرّب ومصمّم اللوحات الراقية الرائعة، و”البنات” واحدة واحدة.. تحترم الموهبة والجهد والتعب والإصرار على النجاح والتميّز..
كم تكنّ احتراماً لهؤلاء.. وكم تشعر أنك تريد أن تنتمي إليهم.. كم تشعر بالفخر وتشعر بأنك واثق تماماً من نجاحهم الأكيد..
وتفكّر.. ماذا لو حلّ السياسيون عن سماء لبنان حاملين معهم إعلامهم البغيض، وسفاراتهم، وسفالاتهم ومطامعهم وثرواتهم الحرام وقبح مشاريعهم؟ وكانت ميّاس مرآتهم الحضارية؟
فلبنان في السياسة.. فشل فشلاً ذريعاً.. تكرّس حظّه العاثر في أن البعض حاول أن يصحّح والـ”معظم” حارب وعادى وكشّر عن أنياب ضباعه الكاسرة.. نكاية بالآخر.. مجرّد نكاية.. كرهاً به.. لمجرد الكره.. ويخيب أملك في أن البعض راعى كثيراً، ولم يدافع عن الحقّ كما يجب..
ميّاس نجحت حيث سقط البعض والمعظم معاً..
نتكمّش بـ “ميّاس” لأنها بصيص نور في زمن العتمة الكليّة.. نتمسّك بدمع كل لبناني مغترب اختنق بماء عينيه وهو يحكي حماسه للفرقة، حبّاً بلبنان مع شعار “كرمالك يا لبنان”..
وفي الوقت الذي يلهو فيه ديوك الزواريب بين مزابلهم السياسية ويشاركهم اللعب بزبالة تصريحاتهم صيصانُ إعلام من الجنسين ومعهم المحيّر ذاته.. تكبر ميّاس فوقهم جميعاً، تسمو بأحلام كل لبناني كبر قلبه بها و”انجبر” خاطره المكسور..
وكما في الرياضة وفي مواجهة التطبيع.. كذلك في فنّ ميّاس.. يكبر القلب والرجاء معاً.. بقيامة لبنان..
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى.. مجدُ لبنان.. انتزعته ميّاس من قلب العتمة وحافة الهاوية..