قلبي على بلدي/ أنا النملة.. أنا الصرصور

هي “عواميد” كنتُ كتبتها في بيتي الصحفي الأحب إلى قلبي، مجلة الحسناء، بإدارة الشيخ عفيف الصايغ الذي انطوت برحيله، مرحلة من زمن الصحافة المكتوبة الجميل والنظيف والراقي والنقي..

قرّرت إعادة نشرها في “حرف عربي+”، حنيناً إلى تلك الأيام.. وما تضمّه في طياتها من ذاكرة عمْر.. بعضُ تغييرات أحياناً للنص الصغير؟ لا بأس.. 

حنان فضل الله

***

بيروت/ 11 تشرين الأوّل- أكتوبر 1996 

يبدو أنّ بالي من زمان عند النملة و.. عند الصرصور في حالتيهما.. درسٌ “نموذجي” واستظهار في ساعة القراءة والمحفوظات.. وضحيّتان لعنادنا في التخلّص منهما، بواسطة أنواع المبيدات ذات النتيجة الـ .. فتّاكة!!

على عبوة “إبادة” للحشرات الزاحفة والطائرة و.. رأيت النملة ورأيت الصرصور، فانشغل بالي وزاد انشغالاً عندما وصل إلى مسمعي صوت ابنة جارتي الصغيرة تلاعب شقيقتها الصغرى “أنا النملة… أنا الصرصور”.. إلى آخر “الأرجحة”، واحدة على ظهر الثانية، تابعت لعبتهما… بالسّمع… وتذكّرت حالي، صغيرة أسمع قصيدة .. بصوت يشبه الصدى..

وجدتني فعلاً.. نملة وصرصوراً!!

عندما تجمع النملة طيلة فصول، في اقتصاد (تقتير) نبيل وتدبير.. لتفي ديناً كان مفعولاً.. أكونها.. النملة..

وعندما تقودني “شوفة الحال” إلى المظهرة المللبننة.. و”البعزقة”.. أكون الصرصور..

أتذكّر “المبيدات الفتّاكة” ولا أتمكّن- ولا أنتم أيضاً- من النجاة منها… ما “أفتكها” وأقوى مفاعيلها.. وكم أنّها أصليّة و”تتعزّز” قيمتها في التشرينين الإستحقاقين!!

عبواتها جاهزة.. في كلّ الزوايا.. ونحن … أنتم وأنا.. نملة دبّيرة و.. صرصور “آكل بخّة”!!!

 

التعليقات